نشأت في عهد المماليك وظائف إدارية كثيرة متعلقة بتربية الخيل، وهي كالتالي:
- أمير آخور: عُرفت هذه الوظيفة منذ عهد الدولة الفاطمية. وتَعنِى كلمة “آخور” مِزْوَدَ الفرس (المدود الذى يوضع فيه الطعام). واستمرت هذه الوظيفة فى عهد الدولة الأيوبية، وأخذها عنهم المماليك، ويسكن الأمير خور بالإسطبل السلطاني، ومن مهامه أيضًا السفر مع الملك فى أوقات السلم والحرب وإعداد موكب السلطان وتثمين الخيول المشتراة أو المَبيعَة، والتأكد من تقديم الطعام والماء للخيول، وكذلك السروج وعدة الخيل.
وهو القائم والمتحدث باسم السلطان والمسئول عن خيوله وإبله وغيرها مما هو داخل فى حكم الإسطبلات، وهو مُركَّب من لفظين، أحدهما عربى (أمير) والثانى فارسى (آخور) ومعناها (المعلف)، فهو أمير المعلف.
ووصلت أهمية الأمير آخور إلى أنه كان مُصرَّحًا له بمصاحبة زوجات السلطان فى رحلة الحج؛ نظرًا لمكانته العالية عند السلطان.
كما كان من الملحقات جامع الإسطبل السلطانى. أما مياه الشرب للإسطبل فمن الماء العذب المنقول إليه من النيل على ظهور الجمال والبغال، مع ما ينساق إلى قصور السلطان ودور أكابر الأمراء المجاورين للسلطان من ماء النيل فى المجارى بالسواقى والنقالات والدواليب التى تديرها الأبقار، وكذلك مجرى العيون الممتد من النيل حتى القلعة، وكان يقوم على إدارة هذه الأمور، ويتولى أمرها (الأمير آخور). - الرائض: وهو الذى يروِّض الحيوانات، وكان بكل من إسطبلات الخليفة الفاطمى ثم السلطان المملوكى رائض كأمير آخور.
- السُّيَّاس: يقوم السُّيَّاس بخدمة الخيل وتنقية العليق وتقديم الماء.
- الأسطوات: مرتبة يصل إليها السُّيَّاس بعد أن يكونوا على معرفة تامة بأمراض الخيل وأدويتها وكذلك الخيول الأصيلة والخسيسة.
- البياطرة: هم الذين يتولون علاج الخيول وإجراء العمليات اللازمة.
- الكمدارية: وهم القائمون على جمعها وربطها من أعناقها.
- الدشارية: وهم الذين يتولون رعاية الخيول المريضة فى الديشار.
- الغلمان: وهم يتصدرون لخدمة الخيل.
- السقاة: الذين يشرفون على شرب الخيول.
- الخول: وهم الذين يجمعون الخيل. (جمع خائل، وهو الراعي).
- السائقون: هم الذين يسوقون خيل البريد، وكذلك يقومون بقيادة خيل السلطان فى المواكب.
- الأوجاقي: فرقة يصل عددها إلى 800 فرد، وظيفتهم ركوب الخيل للتسيير والرياضة، ومنهم 16 فردًا جواقية خاصة بالسلطان نفسه. وكان الزى الخاص بهم قباء أصفر من حرير مطرز ومزركش.
- أمير الركاب خاناه: وهو المسئول عن الركاب خاناه، حيث يحفظ عِدَدَ الخيل من السروج واللُّجُم والكنابيش. ولها موظف يُعبَّر عنه بمهتار الركاب خاناه. وتوجد الركاب خاناه أحيانًا أسفل المقعد فى قصور الأمراء بالقرب من الإسطبل.
- ركابدارية: وهم الذين يحملون الغاشية بين يدى السلطان فى المواكب.
- سنجقدارية: أى حاملو الرايات خلف السلطان.
- مهمزوارية وقراغلامية: غلمان مماليك ونقباء غلمان.
أنواع الخيول والسروج السلطانية فى عهد المماليك
نظرًا لتنوع استخدامات الخيل في العصر المملوكي، تنوعت معها أنواعها ومسمياتها، وكان لكل نوع مواصفات مميزة، اتسم بها ذلك العصر، وكان لكل نوع قائمون عليه، وأنواع الخيول هي:
- خيول السلطان: يطلق عليها خيول التوبة، تكون مسرجة ليلاً ونهارًا جاهزة وقت أن تُطلَب.
- خيول الاستكشاف: تقوم بعمليات الاستطلاع.
- خيول الكمين: لا صهيل ولا حمحمة لها، ولا تتضجر، حسنة الخلق.
- خيول البريد: وهى خيول خاصة بالبريد.
استخدامات الخيول فى البريد
كان للبريد إسطبل خاص يُعيَّن عليه أمير خور البريد، وتكون وظيفته الإشراف والتحدث عن خيول البريد وتنظيم من يتولى خدمتها وسيرها، كما يشرف على الإسطبل بالكامل، وقد أنشئ لخيل البريد طرق بين مصر ودمشق، امتدت على ما يبدو حتى جبال طوروس بعد خروج الصليبيين من الشام، فضلاً عن وجود الطرق الداخلية فى كل من مصر والشام.
وفى سبيل شق الطرق مُهِّدت الأرض، وأقيمت الكبارى على الأنهار؛ لعبور خيل البريد، فكان شق هذه الطرق يساعد أيضًا على سهولة تحركات الجيوش. وعلى طولها وُجِدت محطات ومراكز لاستراحة الخيل. وفيها خيول جديدة وفيها من يخدمونها وما يحتاج إليه المسافرون من زاد وعلف وغير ذلك. ونتيجة لذلك التنظيم كان الخبر يصل من قلعة الجبل فى القاهرة إلى دمشق فى أربعة أيام، أى أن أخبار الشام كانت تصل إلى مصر مرتين فى الأسبوع.
كما يعاون الأمير خور ناظر مراكز البريد، وتكون وظيفته المسئولية عن التوقيعات فى حالة غياب أمير خور عن البريد، كما يوجد رؤساء البريد ووظيفتهم حمل البريد، ويُطلَق عليهم مُقدِّمو البريد، ويعمل تحت إشرافهم البريدىُّ، وهو الشخص الذى يحمل البريد، وكان يحمل علامة خاصة يتميز بها، وهى عبارة عن لوحة مدورة منقوش على أحد وجهيها عبارات دينية، وعلى الوجه الآخر اسم السلطان أو نائب المملكة. وكان البريدى يضعها فى شُرَّابَة من الحرير الأصفر فى عنقه، فاللون الأصفر هو لون أعلام السلطان، فى حين كان اللون الأسود هو شعار الخليفة. كما كان البريدى يتسلم ما يحتاج إليه من خيل من إسطبل خيل البريد.
السروج السلطانية فى الركاب خانة
كانت عبارة عن سروج مرصعة بالذهب والفضة وأقمشتها من الحرير المزخرف أو الجلود، وكانت تختلف باختلاف لون الفرس والمناسبة.
وينبغى أن يوضع على رقبة الفرس من القلائد ما كان منها فيه خرز أو كان فيه شيء من قرون الأيل أو ذنب من الوحش.
وكان البعض يضع على رقابها خيوطًا ملونة أو قلائد من أوبار الجمال أو خيوطًا مضفورة فيها خرز أزرق… كما حرص البعض، خاصة فى أوقات الحروب، على نقش الكلمتين “رب، خالق” على قصبة من فضة، وتُعلَّق فى عنق الفرس؛ إيمانًا منهم بأن الله، تعالى جلت قدرته، يُجرِى الفرس ويحفظها من السوء والعين والحسد.
ركاب دار: وهم الذين يحملون الغاشية بين يدى السلطان فى المواكب.
سنجقدارية: أى حاملو الرايات خلف السلطان.
تعليق واحد