بين “جياد سليمان” و”إنهيار سد مأرب”.. أصل الحصان العربي ترويه الأساطير

"ابن الكَلْبي" في كتابه: أصل الخيول العربية من الحصان "زاد الراكب" وحكايات الأعراب الـ5 توضح: احتالوا الخمسة جياد المتوحشة لصيدها

0
٢

بإنهيار سد مأرب “أحد أهم معالم أكبر الحضارات التى عاشت جنوبي الجزيرة العربية، ما بين سنة “1000-750” قبل الميلاد، وانهارت فى 550 بعد الميلاد”، قالت الأساطير الجاهلية، أن الخيل قد فرّت إلى القفار بعدها ولم تلبث أن توحشت، فخرج خمسة من الأعراب في يوم من الأيام فشاهدوا خمسًا من كرائمها في بلاد نجد.

وظل الأعراب الخمسة يترددون على أماكن ورود الماء، واحتالوا لصيدها بأن نصبوا لها كميناً من الفخاخ الخشبية وأبقوها في تلك الفخاخ حتى أخذ منها الجوع والعطش كلَّ مأخذ، وحتى تألفهم هذه الجياد، صار الرجال الخمسة يترددون عليها يوميًا ويقتربون منها حتى تعودت عليهم، فركبوها متجهين نحو خيامهم، إلا أن ما معهم من طعام نفد وأنهكهم الجوع، واتفقوا على أن يتسابقوا باتجاه مضاربهم ويذبحوا الفرس التي تتأخر.

وتسابقوا، وتأخرت واحدة من الخمس، إلا أن راكبها أبى إلا أن يعاد السباق، وتأخرت فرس أخرى فرفض الثاني وطلب إعادة السباق، وتأخرت الثالثة فالرابعة ثم الخامسة، وفي اليوم الخامس ظهر لهم قطيع من الظباء فصاد كل منهم واحدة وأكلها وسلمت الأفراس الخمسة، وسُمِّيت الفرس الأولى التي كان يركبها جُدْران الصقلاوية، لصقالة شعرها.

بينما سمّوا الفرس الثانية التي كان يركبها شَويَّة أم عرقوب لالتواء عرقوبها، وسموا الفرس الثالثة التي كان يركبها سباح شويمة لشامات كانت بها، وسموا الرابعة التي كان يركبها العجوز كُحيلة لكَحَل عينيها، وسموا الخامسة التي كان يركبها شراك عبية لأن عباءة شراك سقطت على ذيلها فظلت ترفعها بذيلها إلى أن انتهى السباق.

وذكر ابن الكَلْبي في كتابه أنساب الخيل أن أصل الخيول العربية من الحصان العربي زاد الراكب، وتزعم الأساطير أنه من بقية جياد سليمان عليه السلام، وأن فحول العرب من نسله ومنها الهجيسي وأعوج الذي كان لايُدانى في السرعة، وجلوي أم الجواد داحس وجذيمة التي ظلت تعدو من شروق الشمس حتى مغيبها إلى أن سقطت ميتة في مضارب صاحبها بعد أن أنقذته، ومن سلالتها جلاب التي ذبحها حاتم الطائي لأضيافه، وعوج التي تخلصت من قيدها، وظلت تعدو أربعة أيام متتاليات حتى عثرت على صاحبها، ومنها داحس والغبراء اللتان تسببتا في الحرب المعروفة باسمهما بين قبيلتي عبس وذبيان مدة تصل لـ40 سنة.

قال تعالى: ( لَقَدْ كَانَ لِسَبَأٍ فِي مَسْكَنِهِم آيةٌ جَنَّتاَنِ عَن يَمِينٍ وَشِمَالٍ كُلُوا مِن رِّزْقِ رَبِّكُم واشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ * فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ العَرِمِ وَبَدَّلْناَهُم بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيءٍ مِّن سِدْرٍ قَلِيلٍ ).

يشار إلى أن مجتمع سبأ يعتبر واحداً من أكبر أربع حضارات عاشت في جنوبي الجزيرة العربية، ويعتقد أن هؤلاء القوم أسسوا مجتمعهم ما بين “1000-750” قبل الميلاد، وانهارت حضارتهم فى سنة 550 بعد الميلاد.

ويعتبر سد مأرب الذي كان أحد أهم معالم هذه الحضارة، دليلاً واضحاً على المستوى الفني المتقدم الذي وصل إليه هؤلاء القوم، بينما كان الجيش السبئي من أقوى جيوش ذلك الزمان، وقد ضمن لحكامه امتداداً توسعياً جيداً، وكانت سبأ بجيشها وحضارتها المتقدمة من “القوى العظيمة” في ذلك الزمان.

أما عن سيل العَرِم الذي أتى على سبأ، فكان عقابًا إلهيًا نتيجة تكبرهم وغرورهم وانهم نسبوا كل ما يملكونه لأنفسهم وانهم أصحاب هذه البلدة وهم من أوجدوا ما فيها من رخاء وازدهار،  وأعرضوا عن شكر الله على نعمه عليهم والتواضع له عز وجل، فقد قال الله تعالى:” فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ “

ربما يعجبك أيضا

اترك ردا

Your email address will not be published.