سعيد شرباش يكتب
يُعَدُّ سباق الخيل على مدار قرون عديدة – ولا يزال – هواية مفضلة بين سكان وادى النيل، خاصة فى العصور القديمة، فقد استخدم الفراعنة مركباتهم الخفيفة السريعة التى تجرها أفضل وأجمل الخيول كما هو مُدوَّن على جدران المعابد، ومن الملوك البارزين فى سباق الخيل أمينوفيس الثانى.
كان والده تحتمس على يقين بأن ابنه أمينوفيس الثانى (1450ـ 1415 قبل الميلاد) سيكون قادرًا على الإمساك بزمام الإمبراطورية التى أسسها. كان أمينوفيس فى سن الثامنة عشرة، ولكنه كان ناضجًا، تعلم كيف يدرب ويركب الخيول، ولم يكن هناك من هو أحسن منه فى الجيش، أو يستطيع هزيمته فى أى سباق للخيل، وكان تحتمس فخورًا بابنه، وسمح له بالتعرف على أفضل أنواع الخيول الموجودة بالإسطبلات الملكية، وأمره بالاعتناء بها، وعلمه كيف تطيعه، وبذلك اعتنى أمينوفيس الثانى بالخيول والإسطبلات الملكية. والخيول التى كان يقوم بتدريبها كانت دائمًا الأفضل.
فعندما كان يشد اللجام، لم تكن تلك الخيول تتعب أو تحتاج إلى الحلوى. سافر أمينوفيس الثانى إلى سوريا؛ لجلب الخيول والعربات، وبعدها أصبحت مصر هى المركز القيادى الأساسى للخيول فى الشرق، واحتوت الإسطبلات الملكية للفرعون وللجيش على الآلاف من أفضل الخيول العربية الأصيلة.
كما اهتم تحتمس الرابع (1420-1411 قبل الميلاد) بتدريب الخيول، “بحيث أصبحت أسرع من الرياح”. والحقيقة أن هذا التشبيه يستحق منا كل تقدير؛ لأنه أصبح بعد ذلك يُطلَق على الخيول العربية أنها سريعة مثل الرياح.
وتُعَدُّ النقوش الموجودة على جدران المعابد أول سجلات للخيول عرفها التاريخ والسجلات المبكرة التى تشير إلى السرعة.
واليوم يستمر سباق الخيل فى جذب الكثير من المتفرجين المتحمسين، والازدهار كرياضة وطنية، على الرغم من أنها تعيش فى محيط أقل ثراء بكثير وفى ظروف أكثر صرامة بكثير مما كانت عليه فى الأيام الماضية.