سعيد شرباش يكتب
كتب كلوت بك شهادة تاريخية بالغة الأهمية، لم يلتفت إليها أحد، وهي أن الحصان المصري تفوق على الحصان العربي بمراحل في جميع مواصفات القوة والجمال في عهد محمد علي باشا. حيث يصف كلوت بك الخيل فى مصر فى كتابه “لمحة عامة عن مصر” قائلاً: الخيل فى مصر أنواع عديدة، منها النوع العربى الأصيل الوارد من بلاد العرب، والنوع الشامى الذى تستخدمه قبائل الكرد وعنزة، والنوع المجلوب من دنقلة، حيث اشتهرت دنقلة بالحصان العربى الدنقلاوى الذى أهدِىَ منه للنبى الكريم جوادُه اللزاز من ملك الإسكندرية المقوقس.
فالجواد العربي المصرى أطول قامة عن غيره من الجواد العربي، ورأسه أحسن وضعًا من رأسه، ورقبته أجمل منظرًا وأدق استدارة، وعيناه يطير منهما شرار النشاط والحماس، ومَنخره أعرض وأوسع، وجسمه أدق وأصلب وأكثر أعصابًا، ومشيته أدل على النبل والعزة والجلال. والجواد العربى الأصيل يُرَى على الدوام صغير الجسم.
وأمم الشرق تستخدم الخيل بدون أن ينشأ عن استخدامهم إياها ضرر ما؛ لأن طاعة هذا الحيوان عندهم ليست بأقل من طاعته عندنا، بل هم لا يعذبونه بما نعذبه نحن به من بتر ذيله مثلاً، وهو الأمر الذى يحط من قيمته، ويثير أعصابه، فهو عند الشرقيين الذين يجهلون هذه العادات وأمثالها لا يُقوَّد ولا يُجمع، بل ينقاد لمطالب صاحبه بإقبال عجیب مهما بلغ من حدته الطبيعية وميله إلى الحزن والعبوس.