كان سوق الخيل فى العصر المملوكى يقع فى ميدان الرميلة أمام مدرسة السلطان حسن وموضع جامع الرفاعي.
وكان يتم البيع من خلال دلَّال ومُنادٍ، فالمنادى يُعرِّف المشترى بالبضاعة وعليه إظهار عيوبها، والدلَّال يقوم بالتوسط بين المشترى والبائع.
– سوق المِهمازيين: كان يقع بقصبة القاهرة. والمِهماز هو ما يلبسه الفارس فوق کعبه، ويكون من الفضة أو الذهب، وأحيانًا من الحديد المزخرف بالذهب والفضة.
– سوق النَّجْمِيين: كان يتصل بسوق المِهمازيين، وتباع فيه آلات اللَّجْم ونحوها، وكان بهذا السوق عدد من صناع السروج.
– سوق الجوخِيِّين: كان يلى سوق النجميين، وكان مخصصًا لبيع الجوخ المجلوب من بلاد الفرنجة، وكانت تُعمَل منه السروج وغواشيها.
نظار وكتاب للإسطبلات السلطانية في عهد المماليك
تقع الإسطبلات السلطانية داخل القلعة فى منطقة باب العزل، وتتكون من 20 إسطبلاً يُطلَق عليها الإسطبلات الشريفة، وهى عبارة عن مبانٍ مُسقَّفَة جيدة التهوية متسعة جدًّا، توقَد ليلاً، وينزلها السلطان أحيانًا، ويصل الماء إليها عن طريق مجرى الماء الذى أنشأه ابن قلاوون. ولم يقتصر مكان الإسطبلات السلطانية على القلعة، التى يوجد بها الخيول السلطانية.
وكان لديوان الإسطبل مجموعة من الوظائف الجليلة، كما ذكرها القلقشندى في موسوعته “صبح الأعشي في صناعة الإنشا”، يأتى فى مقدمتها ناظر الإسطبلات الشريفة، ومهمته الأساسية الإشراف المالى على الإسطبلات السلطانية، حيث يُشرِف على أموال الخيل وعليقتها وعدتها واستخدامها والإنتاج وما يتم بيعه من فائض الإنتاج ومرتبات العاملين. وكان السلطان ابن قلاوون أول من اتخذ ديوانًا للإسطبل السلطانى، وعيَّنَ له ناظرًا وكُتَّابًا وسجلات تُكتَب فيها أسماء الخيل وأوقات ورودها للإسطبل وأسماء السُيَّاس المسئولين عنها والحالة البيطرية، كما توجد وظيفة ناظر الأهراء، وهو المسئول عن شئون الغلال وما يُصرَف منها.
أهمية الإسطبل السلطانى
للإسطبل السلطانى أهمية أخرى غير أنه يشتمل على الخيول السلطانية، فكان سلاطين المماليك ينزلون إليه من جانب إيوان القصر؛ ليعتلوا مقعده، ويباشروا النظر فى أمور الإقطاعات وشئون الأمراء والمماليك، إضافة إلى تعاطى الأحكام بين الناس.
والمعروف أن الملك الظاهر بيبرس هو الذى جدَّدَ جماعة كثيرة من الأمراء والأجناد، ورتَّبَهم فى الوظائف، كالأمير آخور والسراخور والسقاة، وأنه أول من كتب القواعد والأوامر الخاصة بتنظيم العمل، فقد أورد أن من أهم وأخَصِّ واجبات سايس الخيل النصح فى خدمتها وتنقية العليق لها وتأدية الأمانة فيها؛ فإنه لا لسان لها يشكوه إلى الله تعالى .
ومن بين صفوف الساسة يخرج الأسطوات، ويحتاج السايس فى طريقه إلى هذه الرتبة أن يكون عارفًا بصفة الدواب وأوجاعها وأمراضها وما يوافقها من الأدوية والدهانات النافعة، ويُشترَط أن يكون شخصية قوية وله معرفة بالآداب الخاصة بالجماعات وما يكون من تحية دخوله عليهم بالطريقة والأركان. ويجب أن يكون الأسطى عارفًا بسياسة الخيل، وهى معرفة الأصيل منها والخسيس.
ومن أهم هذه الإسطبلات:
– إسطبل الحجورة: ويوجد به الخيول الخاصة بالسباق ورياضة البولو.
– إسطبل الجوق: كان مكانه قرب بركة الفيل، وهو من الإسطبلات السلطانية التى أُنشِئَت داخل القلعة.
– إسطبل المهارة: أنشأه الناصر محمد بن قلاوون، وكان يشغل مساحة 15 فدانًا، وتُربَّى فيه الأمهار الصغيرة لحين توزيعها على إسطبلات القلعة.
– إسطبل البيمارستان: يحتوى على الخيول المريضة والضعيفة، حيث يقدِّم خدمة البيطرة والعلاج لها.
– إسطبل الدشارأو الجشار: يتم فيه تقديم الرعاية للخيول المتقدمة فى السن.
– إسطبل المناخ: وهو خاص لخيول الزائرين لمصر.