روى جرير بن عبد الله – رضي الله عنه – قال: رأيتُ رسولَ الله – صلى الله عليه وسلم- يَلوي ناصيةَ فرس بإصبَعهِ، وهو يقول: «الخيل معقود في نواصيها الخيرُ إلى يوم القيامة: الأجر والغنيمةُ». رواه مسلم والنسائي.
وفي هذا الحديث مداعية من الرسول – صلى الله عليه وسلم – للخيل، بأن يلوي ناصيته بإصبعه، حيث إنه من الرحمة، كما أنه يزيد من حب الخيل لصاحبه.
يَلْوِي: يُدِيرُ ويَفتِلُ نَاصِيَةَ فرس بإصبعه. والناصية هي الشعر المُستَرْسِلُ على جبهة الفرس، وهو من علامات جمالها، وفعل الرسول – صلى الله عليه وسلم – ذلك وهو يقول: «الخيل معقود في نواصيها الخيرُ إلى يوم القيامة».
والمقصود أن الخير معقود بنواصيها ومُلازِمٌ لها، وكأنه مربوط ومعقود فيها، وأوضح الحديث الخير هنا بأنه الأجر (أي الثواب والحسنات من الله يوم أن يلقاه)، والغنيمة (أي ما يكسبه المجاهد في سبيل الله من العدو في الدنيا)، وأشار إلى أن هذا الخير إلى يوم القيامة، أي: إلى قربه.