وجد أن هناك استخدامًا عسكريًّا واسعًا للحصان في مصر بدأ في عهد تحتمس الثالث (1450 ق.م.- 1504 ق.م)، وهو أحد ملوك الأسرة الثامنة عشرة لمصر، وفي عهده ظهرت مملكة ميتاني وهي مملكة قديمة تقع في شرق البلاد ما بين النهرين (دجلة والفرات)، ومثلت تلك المملكة خطرًا على الشرق، وكانت متقدمة جدًّا في مجال تربية الخيول، ونتيجة الحروب مع الميتانيين تأثر الخيالة المصريون بهم، ومن ثم حذوا حذوهم في مجال تربية الخيول. والميتانيون هم أول من أقاموا سباقات الخيول واعتنوا بخيول السباق، وهم رواد في تربية وإدارة كل مراحل تدريب خيول الفرسان.
أطلق على تحتمس الثالث “نابليون مصر القديمة” حيث توغل شمالاً حتى نهر الفرات بالعراق، وكان أول من عمل على تعزيز مملكته في المناطق السورية والفلسطينية، واصطدم مع الميتانيين، واستطاع القضاء عليهم وتوسيع الإمبراطورية المصرية إلى ما وراء نهر الفرات، وكانت الخيول والعربات من أهم الغنائم، حيث كان يتم الحصول على أعداد كبيرة من الخيول التي تم جرحها وإحضارها إلى جنوب مصر مع الأسرى الذين يعرفون جيدًا كيف يعتنون بالخيل، من بينهم: دارسو اللغة الحيثية التي كتبت بها العديد من النصوص عن الخيول.