تحت هذا العنوان يوضح الأمير محمد علي توفيق أن “الأصيل الإنجليزي” خليط من العربي والإنجليزي، وكانت توجد في إنجلترا خيول ضخمة يركبها الفرسان المتدرعون في القرون الوسطى، وكانت الخيل أيضًا تلبس الدروع الزرد في أثناء الحروب، ويقال إنه استجلب أول حصان عربي إلى إنجلترا في عهد هنري الأول عام 1121 ميلادية، وأهدى الإسكندر الأول ملك إسكلتلندا حصانًا عربيًّا إلى كنيسة سانت أندروس.
وفي زمن الحروب الصليبية استحضر ريتشارد الملقب بقلب الأسد خيولاً من جزيرة قبرص، واستحضر كذلك عدد من الملوك فيما بعد كثيرًا من الخيول من فرنسا وسهول لومبارديا وإسبانيا، فكان لهذا الازدواج الفضل في خفة الحصان الإنجليزي وانتقاص ضخامته.
وعظمت قيمة الخيول العربية حتى ابتاع جيمس الأول -الذي في عهده ظهرت شهرة الحصان العربي- جوادًا عربيًا ذائع الصيت اسمه مرحم “ماركهام” بخمسمائة جنيه، وهو ثمن كبير بالنسبة لذلك الوقت.
ولم يلبث أن سئم تلك المطية القيمة متأثرًا بصديقه الدوق أوفنيو كاسل فاشترى بعد ذلك من المستر بلايس ريس حرس إسطبلات أوليفر كرمول الجواد المشهور المسمى هويت ترك أو التركي الأبيض، وعلى أثره جاء الحصان “هامسلي ترك” الذي استحضره فيليير دوق أوف بكنجهام الأول. على أن كل هذه الخيل لم يتم ذكرها كحصان الدارلي أرابيان، مصدر أصل الخيول الإنجليزية والذي اشتراه شقيق المستر دارلي من مدينة حلب.
ولم يمض عشرون عامًا حتى اشترى اللورد جون ولفن جوادًا فذا ظنوه عربيًّا، والأغلب أنه كان من أصل بربر “شمال إفريقيا”. ومن هذين الحصانين تتفرع الخيل الأصيلة الإنجليزية الموجودة اليوم.
وبالجملة فإن تلك الجهود التي بذلك في إنجلترا منذ ذلك الوقت لتحسين نوع الأصيل وتوجت بالنجاح الباهر لمدعاة للإعجاب، فلقد تدرجوا بالحصان الضخم الثقيل إلى أن أنتجوا منه نموذج السرعة الفائقة وصفات المتانة والاحتمال المدهشة.