متى يُطلق لفظ “أصيل” على الحصان؟
هذا السؤال شغل كثيرين من محبي الخيل ومربيه، حتى أن البعض كان يقطع المسافات الطويلة، ويتحمل المشاق في سبيل الحصول على إجابة عنه.
حيث حدَّدَ شروطا مهمة يجب أن تتوافر في الحصان حتى نعتبره أصيلاً:
يقول: لفظ “الأصيل” يطلق على الحصان إذا كان من جنس نقي معين غير خليط، وكان ذا أوصاف بيئة أنيقة، وكان متفردًا بميزات وصفات ملازمة له، وهذا هو النموذج الكامل لحصان الركوب، وللطلوقة لتحسين النوع، ويربونه أيضًا لأجل السباق.
وإذ ما ازدوج بقصد الإنتاج مع أجناس خيول أخرى نتج نصف الأصيل، وأول ما يذكر الأصيل العربي ومنه جاء الأصيل الإنجليزي الذي له اليوم المرتبة العليا في السباق في ميادين العالم، ويمتاز أيضًا عن الأًصيل العربي بثبوت أصالته في سجلات أو وثائق رسمية خاصة لذلك، وتوجد أجناس أخرى من الخيل تستعمل في سباق الخبب trot في روسيا وأمريكا وغيرها ويعتبرونها من درجة الأًصيل لما لها من ميزات خصوصية.
الأصيل العربي
يعرف الأمير محمد علي توفيق “الأصيل العربي” بأنه: نموذج حصان الركوب، ويوجد في شبه جزيرة العرب والبلاد المجاورة لها كمصر وسوريا وبلاد فارس، وما كان منه أصيلاً حقًّا ونقيًّا غير خليط يمثل النموذج الأعلى في سمو جنسه ويمتاز على جميع أجناس الخيل على الإطلاق سواء في الهيئة أو في الصفات، من نبل إلى رشاقة إلى قوة و”ملامحه أسمى وأجمل ما رأيت” على حد قول شمشون وغيره، ويكون سريع الحركة قوى الاحتمال يقطع المسافات الطويلة ظمآن طاويا في عذوبة وحلاوة وسلاسة.
وحول الصفات المفضلة في الخيل لدى الشرقيين، يقول: إن الشرقي يطلب في الأصيل العربي من جهة الحسن أن يكون صغير الرأس واسع العارضة دقيق الأذنين تفصلهما قصة مرسلة إلى العينين، واسع العينين يدل يقظتهما وبريقهما على الجرأة والعنفوان ويحيطهما سواد كالكحل. الأنف واسع الشرطين يُرى احمرار داخلهما، ذا عنق يضاهي في شكله عنق بجع البحر، ذا صدر حسن مملوء قوي الكفلين مقوس الظهر قليلاً إلى الداخل، ذا ذيل مموج مرفوع “مشول” مدلى، ذا أرجل خفيفة في غير عيب، ذا جلد رفيع شفاف يكشف عن العروق والعضلات إذا ما تحرك الجواد.
ويعبر العرب عن ذلك الجواد النقي بالكحيل والأصيل، ويشتق لفظ كحيل من كحيلان، ويقال إن لقب الأصيل المتفرع من خيول سليمان عليه السلام، وهذا زعم العرب وادعاؤهم في سلالة خيلهم الأصيلة.
والأنواع الثلاثة الشهيرة المتفوقة في الأصيل العربي هي:
(1) الكحيلان العجوز.
(2) الدهمان الشهوان.
(3) والصقلاوي.
والعرب خلافًا للأوروبيين يهتمون بالأنثى أكثر من الذكر.
والأصيل في اللغة ذو الأصل، ومما يؤسف له أنه ليس عند العرب مثل ما عند غيرهم من كتاب S.BOOK للأصيل يقيمون فيه باستمرار وانتظام أصله ونسبه، بل هم يعتمدون في ذلك على الرواية وشهادات شيوخهم ورؤساء قبائلهم.
ويوضح الأمير محمد علي توفيق في رسالته أنه بالرغم من هذا النقص فقد اشتهرت عند العرب خيول بأقدامها وجلدها فأطلقت بخصالها وحسنها ألسنة الشعراء فنظموا القصائد للإشادة بها.
يقول: لقد عثرت على كثير من هذا القبيل في الكتب التي تركها سلفي الطيب الذكر عباس باشا الأول والي مصر الذي استجلب من بلاد العرب كثيرًا من الجياد الحسان التي فازت بالمديح، ويروي العارفون بأمر الخيل أنه كان يمتلك أجود الخيول”.
أما فيما يختص بألوان الخيول فالمعتبر منها هو الأسود أو الأدهم لأنه الأندر في بلاد العرب ولا سيما في الأصيل، ولذلك تشير العرب إليه بأنه مطية الرؤساء، ويعقبه في المرتبة الحصان الأحمر الغامق، الأسود شعر الذيل والأرجل ذو المعرفة السوداء المسمى “كيت”.
ويقال إن اللون الغامق دليل على غزارة الدم وإن الفرسان الممتطين خيولاً من هذا اللون كانوا في الحروب أصلب عودًا وأشد بأسًا من غيرهم.
ويتبعهم في المرتبة اللون الأشقر الذهبي، ويقال إن خيل هذا اللون هي التي تبشر بالأخبار السارة إذ تدعى العرب أنه في أثناء الأسفار البعيدة في جوف الصحراء حيث تندر المياه حينما كانوا يعمدون إلى البحث عن الماء كان يزف بشراه الممتطون لهذه الجياد وكانوا أول من يحمل بشائر النصر في الحروب.
أما الأبيض في الخيل فذائع عند العرب إلا أن هناك نوعًا من الأبيض يعتبر أحسنها كلها وهو الأبيض الناصع كاللبن ذو العيون السوداء والفم الأسود والحوافر السود الذي ينعكس عن معرفته وذيله في الظل ما يشبه اللجين وفي الشمس كالنضار.