الحديث عن السلطان حسين كامل وعلاقته بتربية الخيل الأصيلة يرتبط دائمًا بإبراز ما قدمه من أعمال جليلة أكدت مكانة مصر الرائدة، ورسَّختها فى مجال تربية الخيول الأصيلة ورعايتها والعناية بها.
يعود الفضل فى إنشاء الجمعية الزراعية الملكية إلى صاحب السمو الأمير حسين كامل، حيث تولى رئاسة الجمعية منذ أول اجتماع فى 30 مارس عام 1898 إلى 19 ديسمبر عام 1914، حتى تَبَوَّأ عرش السلطنة المصرية.
كما أعطى الأمير حسين كمال اهتمامًا كبيرًا بالخيول، حيث بدأت تربية الخيول فى الجمعية الزراعية فى عهده.
قال عنه الأمير محمد على توفيق فى كتابه “تربية الخيول العربية فى مصر”: إن صاحب السمو السلطانى السلطان حسين كامل جعل مصر تعود إلى ريادتها فى مجال الخيول متبعًا السلف الأول من أجداده.
وأضاف الأمير محمد على توفيق قائلاً: يجدر بى أن أذكر أن ابن عمى سمو الأمير السلطانى كمال الدين حسين بصفته رئيسًا للجمعية الزراعية الملكية بمصر لم يَألُ جهدًا فى تربية جياد الخيل؛ لذا يمكننا أن نفاخر بأنه لا توجد بلاد تضارع مصر فى اقتناء جياد الخيل، سواء كان فى العدد أو النوع أو النسل.
السلطان حسين كامل أبو الفلاح ينشئ الجمعية الزراعية الملكية .. وحافظ انساب الخيل
عُرِفَ السلطان حسين كامل بلقب “أبو الفلاح”، حيث كان في عهدي الإمارة والسلطنة أكثر أمراء البيت المالك حبًّا للفلاح، وعناية بشئونه، وسهرًا على مصالحه.
تولى فى عهد والده إسماعيل تفتيش الأقاليم الشمالية والجنوبية، كما تولى نظارة المعارف، فنظارة الأشغال، فنظارة الحربية، فنظارة المالية، فرئاسة المجلس النيابى.
وبذلك استطاع أن يُلِمَّ بأعمال الحكومة كلها، وكان الأمير الوحيد الذى تَقلَّبَ فى مناصب الوزارة المختلفة، وكان له فى كل منها أثر محمود.
أنشأ الجمعية الزراعية الملكية التى تؤدى للزارع المصرى أهم الخدمات، وأنشأ بها قسمى تربية الحيوانات وتربية الأزهار، وأقام المعارض، واهتم بمشروع النقابات الزراعية، وكان متصلاً بكبار الزارعين وأعيانهم، كما كان شديد العطف على مزارعيه الصغار، حتى كان يعرفهم واحدًا واحدًا.
كما أنشأ طائفة من المدارس على نفقته لتعليم أولاد الفقراء، وأهمها مدرسة دمنهور الصناعية التى وقف عليها من أطيانه الخاصة.
وكان للسلطان حسين كامل زوجتان:
الأولى:- الأميرة عين الحياة أحمد، وهی کريمة الأمير أحمد رفعت باشا من زوجته الأميرة دلبر جهان قادن.
وُلِدَت فى الخامس من أکتوبر سنة 1858م الموافق الخامس والعشرين من صفر سنة 1275 هجرية.
تزوجها السلطان حسين فى 15 يناير سنة 1873، ثم طلقها سنة 1885، وتُوفِّيَت فى 12 أغسطس سنة 1910.
وأولاده منها:
- الأمير كمال الدين، وُلِدَ فى ۱۱ ذى القعدة سنة 1291= 20 ديسمبر سنة 1874.
- الأميرة كاظمة، وُلِدَت فى 24 جمادى الآخرة سنة 1293 = 19 يوليو سنة 1879.
- الأميرة كاملة، وُلِدَت فى 4 شوال سنة 1294 = 12 أکتوبر سنة 1877.
- الأمير أحمد کاظم، وُلِدَ فى 28 ربيع الآخر سنة 1296 = 21 إبريل سنة 1897.
وحرف “الكاف” طبع أسماءهم بطابع خاص: فالأب “كامل” وابناه “كمال الدين” و”كاظم” وابنتاه “کاظمة” و”كاملة”.
الثانية:- السلطانة ملك جشم آفت، لها وقف بمركز المحلة الكبرى مساحته 1214 فدانًا، صدر منها بتاريخ 13 إبريل سنة 1916.
وقد رُزِقَ منها:
- الأميرة قدرية: وُلِدَت فى 10 يناير سنة 1888.
- الأميرة سميحة: وُلِدَت فى 17 يوليو سنة 1889.