هى واحدة من أبرز سلبيات الخيل، حيث نلاحظ في بعض الخيول كيفًا شديدًا بالعض حتى إنها لا تأوي إلى إسطبلها إلا بعد أن تقدم برهانًا جليًا على علو كعبها في تلك الرذيلة الممقوتة .
فهي تبدو هادئة لا تظهر أي مظهر من مظاهر العدوان حتى إذا قرب منها الرجل القرب الذي تتمكن معه من عضه انقضت عليه بسرعة البرق الخاطف فعضته ومزقت ثيابه ثم تنكمش بعد ذلك في زاوية من الإسطبل ترتعش كأنها تننظر العقوبة القاسية التي تستحقها، والتي اعتادت أن تتحملها كل مرة بلا رحمة وبدون أن تكون لها نتيجة، بل هي على العكس تتمادى في رذيلتها حق تصير لها خلقا متأصلاً وحتى تصبح بمرور الزمن ضربًا من الصرع أو الجنون، وعندئذ ترى الخيل المصابة بهذه الرذيلة لا تقنع بالعض وتمزيق الثياب بل تمسك بمن أمامها ولا تزال تهزه هزًّا عنيفًا حتى يسقط تحت أقدامها فتدوسه وتكاد تقضى عليه.
وهذه الحالة الوحشية أكثر ما تكون في خيول الطلوقة. ومن المؤلم أنه ليس هناك أي أمل في الشفاء منها فقد جرب الضرب المبرح والعمل الشاق والتعذيب القاسي ولكن بلا نتيجة تذكر.
وكل ما أمكن عمله في حيوان ثمين هو أن توضع على فمه كمامة كلما كان ذلك ممكنًا، وأن يعين في خدمته سائس يقظ جريء لا يقرب منه إلا ومعه ما يحمى به نفسه ساعة الخطر كعصا غليظة يراها الحيوان أداة تهديد .