تشتمل مرحلة الخصوبة والتوليد فى الأفراس، على عدة مراحل، تبدأ بدورة الشبق وتنتهى بعملية الولادة، حيث أن النشاط
التناسلى فى الخيل موسمياً، فيمتد موسم التناسل الطبيعى فى الأفراس من بداية الربيع إلى أخر الصيف، ويكون فى
نصف الكرة الشمالى من شهر إبريل إلى شهر سبتمبر وفى نصف الكرة الجنوبى من أكتوبر إلى مارس.
“دورة الشبق“
توصف الخيول بتناسل “اليوم الطويل” وذلك بسبب أن دورة التناسل الطبيعية فى الفرس تنشط فى الأساس بواسطة
الزيادة فى طول نور النهار “بمعنى فترة ضوء طويلة” فى أول الربيع بينما فى نهاية الصيف وبداية الخريف تقصر فترة
ضوء النهار “فترة ضوء قصيرة”، فيحدث تحفيز لإنتهاء موسم التناسل.
يشار إلى أنه توجد علاقة قوية بين فترة الضوء وحدوث التبويض فى الفرس.
التبويض
التبويض فى الفرس يصل إلى أدنى مستوياته أو يختفى خلال فصل الشتاء، بينما تحدث قمة التبويض عادة فى فصل
الصيف ويعتبر فصلى الربيع والخريف فترات عابرة، وتتميز بدورات شبق غالباً غير منتظمة تختلف فى كل من توقيت الدورة
وميعاد التبويض، وخلال موسم التناسل يأتى للأفراس الحمية الجنسية كل 21 يوم فى المتوسط “من 18 إلى 24 يوم”.
وتستمر دورة الشبق حوالى 5 يوم “من 3 إلى 9 أيام”، والتبويض يحدث من “24 إلى 48 ساعة” قبل نهاية الشبق، حيث يمر
الخيل بدورة طويلة من الشبق أثناء فصلى الربيع والخريف “من7 إلى 10 أيام”، ثم خلال منتصف الصيف “من 4 إلى 5 أيام”.
اكتشاف الشبق
تعد من أكثر الطرق المستخدمة لإكتشاف الشبق فى الأفراس طريقة “الاثارة” أو التشميم، حيث تقدم الفرس للفحل فتظهر
العلامات الخارجية للشبق، وخلال الشبق تسمح الفرس – قد تشجع الفحل على التقدم نحوها وتقف وترفع ذيلها وتتبول وتبرز
البظر “غمزة البظر” وتقف ثابتة أمام الفحل وقد تلحس أو تعض أو تهدد نفسها، وبمجرد أن يعيق الفحل حركة مفصلى
الأرجل الخلفية للفرس “الركبة والعرقوب” تميل الفرس أكثر بالحوض.
وهذه العلامات قد لا تظهر مع بداية فصل التناسل وأيضا خلال المرحلة الأولى من الشبق لكن تدريجياً تصبح واضحة مع
الاستمرار فى الموسم وبإتجاه وقت التبويض، كما أن هناك منبهات أخرى خارجية يمكن أن تحدث عدم ملاحظة علامات
الشبق مثل تواجد مهر بجوار الفرس أو تواجد بيئة مختلفة تحيط بها، تحت تلك الظروف يفضل إستخدام “اللواشة الحاكمة”
والتى من الممكن أن تؤدى لوضوح علامات الشبق.
الإخصاب
ويحدث الإخصاب فى الأفراس بقناة البيض وممكن أن يصل إلى 30 ساعة بعد الإباضة، ويتم نقل البويضة من خلال قناة
البيض إلى الرحم ويستغرق نحو 6 أيام، وعندما تصل البويضة إلى الرحم ويتم أخصابها، يبقى الجنين “الكروى في الشكل”
غير ملتصق بجدار الرحم ويهاجر بحرية في جميع أنحاء تجويف الرحم حتى اليوم الـ17 بعد الإباضة، ويعتبر هو الوقت
المناسب ليتم التعرف المبدئى على حمل الفرس.
تشخيص الحمل
يعتبر تشخيص الحمل المبكر ضروري لإمكانية المحاولة مرة أخرى مع تلك الأفراس، حال تبين عدم حملها وكذلك للكشف عن
وجود التوائم في أقرب وقت ممكن.
ومن بين طرق تشخيص الحمل، أختفاء سلوك الشبق “لاحقاً”، حيث تعد هذه الطريقة بسيطة ولكن لا يمكن الاعتماد عليها
كلياً وقد تختلف الأفراس في شدة علامات الشبق، وخاصة عند استخدام الفحل الكشاف أو إذا كان هناك نشاط للجسم
الأصفر لفترات طويلة “الجسم الأصفر المستمر”.
كما يمكن التشخيص عن طريق قياس مستويات الهرمونات: بروجسترون البلازما، الهرمون المحفز للغدد التناسلية
المشيمية فى الخيل (eCG) / الهرمون المصلى المحفز للغدد التناسلية فى الفرس الحامل (PMSG)، أستروجينات المشيمة،
قياس البروتينات الخاصة بالحمل عامل الحمل المبكر (EPF) عامل الأخصاب المبكر (ECF).
الفحص المستقيمى بجهاز الموجات فوق الصوتية: ويعد الجس المستقيمى من قبل طبيب بيطرى، في الوقت الحاضر
يرافقه عادة طريقة المسح بالموجات فوق الصوتية (السونار)، وهى طريقة دقيقة ومفيدة فى تشخيص الحمل، يمكن
للممارسين البيطريين من ذوي الخبرة اكتشاف الحمل في الفرس باستخدام مسبار المستقيم في وقت مبكر بعد من ”
13 إلى 16 يوم” من الإباضة ومن الممكن أيضاً قياس حجم الجنين والتحقق من معدل نموه.
ويضيف السونار مزايا إضافية، أنه في وقت مبكر من تشخيص الحمل يمكن إكتشاف “الحمل التوأم” في الوقت المناسب
لاتخاذ الإجراءات اللازمة، كما يمكن التعرف على الأفراس غير الحوامل في وقت مبكر بما فيه الكفاية لإعادة الفرصة للتزاوج
من جديد.
نمو الجنين وعملية الولادة
الولادة هى عملية طرد نشط للجنين والسوائل المرتبطه به والأغشية المشيمية، حيث يكون الحمل في المتوسط للفرس
11 شهرا “من 310 إلى 365 يوما”، والكثير من الأفراس تحدث لها ظاهرة (التشميع) وهذا المسمى يحدث بسبب تراكم
السرسوب الجاف فى نهاية حلمات الفرس ويعتبر علامة جيدة على قرب الولادة.
وعند إقتراب موعد الولادة تصبح الفرس قلقة ومتوترة خاصة إذا بدأت تدخل المرحلة الأولى من الولادة، وخلال المرحلة
الأولى من الولادة قد يظهر على الفرس علامات تشبه المغص مثل المشى فى دوائر، تحرك ذيلها وقد ترفص بطنها ثم ترقد
وتنظر حول جوانبها، بينما بمجرد إنتهاء المرحلة الأولى من الولادة قد يلاحظ على الفرس تعرق شديد.
والولادة بشكل طبيعي، تنتهى خلال ثلاث ساعات من نهاية المرحلة الثانية، بينما تستمر تقلصات عضلات الرحم فى
مستوى مشابه للذى يتم خلال المرحلة الأولى من الولادة حيث عادة يبدأ من قرن الرحم مروراً إلى أسفل فى موجات بإتجاه
عنق الرحم، وفى نفس الوقت تبدأ الأغشية المشيمية فى الضمور وذلك بمجرد حدوث تقلصات فى الأوعية الدموية ويتم
طردها من الجدار الداخلى للرحم.
والطرد ينزع الإتصال المتواجد بين الألنتوكوريون والنسيج الطلائى للرحم دافعاً المشيمة خارج الجسم، ويتم طرد المشيمة
بجدارها الداخلى الأحمر الألنتوكوريون والخارجى الأبيض الناعم.
كما تطرد عملية الولادة أى سوائل باقية وتساعد فى حدوث ارتداد الرحم “لحجمه الطبيعى”، ويتم طرد ما يسمى
بالهيبومين خلال المرحلة الثانية من الولادة أو مع المشيمة خلال المرحلة الثالثة وهو عبارة عن جسم صغير لونه بنى ملمسه جلدى ومتواجد مع السائل الألنتونى وهو عبارة عن تراكم الأملاح والمعادن التى تحدث خلال الحمل، ويحتوى الهيبومين على
تركيز عالى من مواد “الكالسيوم هجسوسامين، ماغنسيوم، نيتروجين، فوسفور، والبوتاسيوم”، وعادة يكون أول ظهور له
فى اليوم الـ85 تقريبا من الحمل.
يشار إلى أن أول دورة شبق للفرس بعد الولادة “حمية المهر” تحدث عادة بين “من 5 إلى 15 يوم” بعد الولادة.
خاص موقع الخيل