ثابر عباس باشا وقواده على تتبُّع أجود السلالات من الخيول العربية الأصيلة، وتنافسوا فى اقتنائها، وبذلوا فى ذلك كل غالٍ ونفيس؛ من أجل عمل كتاب يُدوِّن أصول الخيل التى اقتنياها وعدم الاكتفاء بالحكى الشفاهى وإثبات مواليد هذه الخيول فى سجلات نهضة التدوين عن الخيل.
فالمخطوطة الثانية لعباس باشا الأول هى أول كتاب يُدوِّن ويوثِّق تاريخ الخيول التي جلبوها من الجزيرة العربية إلي إسطبلاته في مصر، كما توثِّق حكاوى البدو عنها، حيث تَنقّلَ رجال عباس باشا بين جميع قبائل نجد، وقابلوا شيوخها، وأصحاب مرابط الخيل، وكل مَنْ له معرفة بأصول الخيل ومواصفاتها، فدوَّنوا المعلومات التى جمعوها من أفواه الرواة، ورتَّبوها ترتيبًا محكمًا راقيًا يثير الانتباه، ويجلب الإعجاب والتقدير لمجهودهم الكبير.
أما المخطوطة الأولى التى كتبها “البجيرمي” لعباس باشا عن الخيول فهي تُعَدُّ دستورًا لشراء الخيول، وتحدد الصفات المطلوبة فيها، والصفات المذمومة التى يجب الابتعاد عنها.
تعليق واحد