ركوب الخيل أو الفروسية من الرياضات التى يُنظَر إليها فى الشرق بعين الإجلال والاحترام. والشرقيون يعتبرونها من أشرف ضروب الرياضة وأسماها قدرًا، فلا يكادون يتجاوزون طور الطفولة حتى يتفرغوا للتدرُّب عليها، ولا سيما إذا كانوا من البيوتات الكريمة أو الأسر المعروفة بسعة العيش وكثرة المال. ولتدريبهم على الفروسية وبراعتهم فيها تراهم يركبون أشد الخيل جموحًا وأكثرها شيوعًا بهيئة تدل على الوقار وحسن السمات وجلال الهيبة، ويقومون وهم رُكوب عليها بصنوف كثيرة من الحركات التى من شأنها توثيق قوتهم وفتح أبواب الخيل أمامهم وتنمية البداهة فيهم؛ حتى يصير حضور الذهن من أخص صفاتهم. ولقد كان المماليك فى الزمن السابق متفوقين فى هذا النوع من الرياضات، وأفضَى تفنُّنُهم فى استخدامهم السلاح، وهم على متون الجياد وترويضهم الخيل على أداء أسرع الحركات وأصعبها، إلى وصف فرق الخيالة وشراذم منهم بأنهم أحسن الفرسان على وجه الأرض.
كانت من أهم الرياضات فى مصر، وتم منعها بسبب الإصابات الكثيرة. وتُؤدَّى تلك اللعبة بأن يركض فارسان عَدْوًا من جانبين متقابلين؛ ليلتقيا ببعضهما، وفى أثناء ذلك يقذف أحد الفارسين بأقصى ما فى ساعده من القوة والشدة عصا من جريد النخل يختلف طولها من أربعة أقدام إلى ستة، يقصد بها إصابة الفارس الآخر، فإذا أصابه بها، فقد يُحدِث به جرحًا بالغًا، ربما يَلقَى بسببه حتفه، وهذا لا يكون طبعًا إلا إذا بذل من قوته الكثير في إلقاء تلك العصا على نظيره. ولكن وجه الحيلة فى تلك اللعبة أن يستطيع الفارس المراد إصابته بالجريدة اتقاءها، بل واختطافها بيده وهى تخترق الجو مُصوَّبة إليه. وقبل أن يبرز فرسان العرب لأداء هذه اللعبة العسكرية يقضون زمنًا طويلاً فى التمرن على إصابة غرض ثابت معين.