إذا كان مقدار الطعام المقدم للخيل أزيد مما يتطلبه العمل فإن الحصان يسمن. إن الخيل البطيئة في العمل ربما تسمن وتكون غير صالحة للعمل.
وحينما يكون العمل غير منتظم وسريعا فالحصان يكون في بعض الأحيان خمولاً، وفي بعض الأحيان يشتغل للنهاية وربما يأكل بكثرة. ولأجل أن تجعل الحصان في حالة العمل السريع يجب أن يكون هذا العمل منتظما وإذا لم يتيسر ذلك يجب أن يعطى الطعام بكميات تجعله لا يسمن.
ولا يحدث تغيير للغذاء الفجائي من قليل إلى كثير لان الحصان يمرض لحدوث امتلاء دموي وإفراط في الدم، وفي بعض الأحيان تظهر بثور على الجلد فيسقط الشعر ويظهر حبات دهن تسمى دمامل ، وعلامات الامتلاء الدموي تتعرف عليها من اصابة الحصان باسهال شديد قبل حصوله ففي يوم أو اثنين أو أكثر يكون الحصان خمولا فيأكل قليلاً وربما رفض دريسه وشرب كثيرًا وجسمه جاف.
وكذلك في بعض أجزاء جسمه حول أصلابه ورجله ورأسه فإنها تكون ناعمة وعينه حمراء وغالبا صفراء وفمه يكون حارًّا وجافًّا وأحشاؤه منقبضة وبوله ذا لون شاذ وحينما يقفل الإسطبل يعرق الحصان فإذا فتح فإنه يرتعش وإذا جهز للعمل وهو في هذه الحالة يكون ضعيفًا وبدون حركة ويعرق في الحال ويتعب.
ويمكث بضعة أيام على هذه الحالة الدالة على الحمى. ويظهر أن العرق يخفف عنه الألم ولكن عندما يأكل قليلاً فالشفاء الطبيعي ربما يأخذ مجراه إذا استمرت الأعضاء الهاضمة في حفظ قواها.
والحصان بعد أن ينهزل يومين أو ثلاثة أيام أو أكثر من الحمى الدموية يعاني ألم الالتهاب أو المضار الأخرى التي ذكرت فتنتفخ رجلاه ويكون اللحم في باطن الحافر من العواقب الخطرة.
وعلاج الإفراط الدموي بسيط فالجوع فقط يسبب الشفاء، والفصد يغير عواقبه في الحال ولكن هذه العملية ليست مطلوبة إلزاميًّا.
وفي الأحوال العادية يكفي أن تقلل أو تكف عن مرتب الحبوب بأن تعطي قليلا من اللحم النيء والجزر أو النخالة. ومن جهة الدواء يعطى الحصان مدرا للبول أو ضده أو جرعة أخرى ويستحسن أن تعطى للحصان عند خلوه، والعرق الخفيف علاج جيد وعندما يتماثل الحصان للشفاء دعه يعود إلى الغذاء الذي يطلبه عمله بالتدريج.
ولأجل أن تمنع الإفراط الدموي فإن أربعة دراهم من كل من الكحل والنطرون والكبريت تكون علاجًا مفيدًا ويجب أن تعطى ساعة قبل آخر أكله في قليل من النخالة ويمنع ذلك قبل العمل بيوم.
كتاب الأمير محمد علي توفيق
رسالة في علاج الخيل