يصف كلوت بك محمد علي باشا فى كتابه “لمحة عامة عن مصر” قائلاً: هو رَبْعُ القامة، لا يتجاوز ارتفاع قامته خمسة أقدام وبوصتين، بدين الجسم دموى المزاج عصبيه إلى الدرجة القصوى. كان شعر رأسه ولحيته فى إبان شبابه على شيء من الصهوية، مكشوف الجبهة بارزها، وفى حاجبيه نتوء ظاهر. أما عيناه فكستنائيتا اللون فى صفاء ووضوح وغائرتان فى الحاجبين. متوسط حجم الأنف فى سعة وانتفاخ عند المنخرين، صغير الفم. ملتوی الشاربين فى طرفيهما، أبيض شعر اللحية فى غير كثافة، ويتألف من مجموعة هذه الملامح فيه سحنة محبوبة جذابة للدرجة القصوى، ووجه تبدو فيه نضرة الحياة وعلائم الحركة والقوة، وله عينان نفاذتان شيمتهما البحث والتنقيب، ولمنظره العام ما يدل على دقة الفكر ورقة الشعور وشرف الميول.
ولمحمد على يد صغيرة جميلة مفتولة الأصابع، وقدم صغيرة كذلك، وهو حسن الخلقة، تنمُّ مشيتُه عن الوثوق بالنفس، وتدل على ما يُطلَب فى الجندى من الضبط والنظام العسكريين.
إذا سار دفع إلى الأمام طرف القدمين متحرزًا (مُتوَقِّيًا)عن تحريك جسمه إلا بمقدار ما تقضى الضرورة به فى نطاق ضيق تكاد تتلامس جوانبه، وإذا وقف وقف مستقیمًا واضعًا إحدى يديه فى الأخرى وراء ظهره.
ومما يحسن بنا فى هذا المقام ذكره؛ لأنه غير مالوف عند الأتراك، ميله إلى الرياضة والفسحة بداخل حجرته. وهو إذا وضع عمامته على رأسه، جعلها منحرفة قليلاً إلى الجانب الأيسر منه، ومع أنه يكره التحلى بعلامات الشرف والرتب، ويرغب عن لبس الثياب المزركشة بأسلاك الذهب على العادة الشائعة عند العثمانيين.