تجددت دماء الخيول المصرية مع الفتح الإسلامى لمصر عام 21 هجرية الموافق 642 ميلادية، حيث كانت مصر ولاية رومية تابعة للدولة البيزنطية.
دخل عمرو بن العاص مصر من سيناء، وتَوجَّهَ إلى بلبيس بمحافظة الشرقية، وبسقوط الإسكندرية بدأ العهد الإسلامي، واعتنق الغالبية القبطية من المصريين الإسلام بعد تمام الفتح.
وذُكِر فى كتاب “الريف المصرى فى العصر الإسلامي” (ص 29) نقلاً عن المقريزي (الخطط، ج 1 ص 20) أن عمرو بن العاص كان حريصًا على متابعة خيول المسلمين والعناية بها فى مصر وتفقُّدها عقب عودتها من الريع “أماكن المراعى”.
وقد أوصى ابن العاص المسلمين بالاعتناء بخيولهم والعمل على تقويتها وترويضها. كما اهتم عبد العزيزبن مروان بتربية الخيول فى مصر، وكانت لها أماكن مخصصة للرعى فى حلوان.
ويؤكد الباحث خالد محمد عوض بن لادن، فى دراسة تحليلية مقدمة لكلية الفنون الجميلة للحصول على درجة الماجستير عام 2018، أنه عقب الفتح الإسلامى لمصر أقَرَّ عمرو بن العاص نظام المرابع. وفى خطبة عمرو بن العاص لجنوده حثهم إلى الذهاب إلى المرابع لمدة 6 أشهر ثم العودة إلى الفسطاط، فقال: تمتعوا فى ريفكم ما طاب لكم، فكلوا من خيره ولبنه وخرافه، وارعَوْا خيلكم، وسَمِّنوها، وصونوها، وأكرموها؛ فإنها صانتكم من عدوكم، وبها مغانمكم وحمل أثقالكم… فإذا يَبِسَ العود، وسخن العمود، فحَىَّ إلى فسطاطك على بركة الله.
وكانت كل قبيلة مخصصًا لها منطقة محددة يذهبون إليها مع خيولهم. “نظام المرابع يبدأ فى الربيع، ويذهبون لصعيد مصر، حيث ضفاف النيل والحقول الخضراء”.
وخيل الحروب يجب أن تُدرَّب بشكل مستمر؛ لذا حرَصَ عمرو بن العاص على ألا تفقد قدرتها على الحروب، كما لا يتم تربيتها فى إسطبلات؛ لذا أقَرَّ نظام المرابع. وعندما ترجع الخيول إلى الفسطاط، تلحق بإسطبلات بالبيوت.