لقرابة 19 عام عاش فيها ملكا.. إنه الحصان “غزال”، الذى انتقل من محطة الزهراء إلى ألمانيا فى العام 1955، بعد أن أشتراه المربي الألمانى هانز دميكل، حيث يعد “غزال” من أجمل أبناء نظير، وحمل صفات الجمال الشرقي، وتميز بالكبرياء والحركة والطاقة المتجددة والتشويل، مرتفع الرأس، والركض بلا جناحين.
ويعد “غزال”، حلم كل فارس أن يمتطي صهوته، وبرغم كل صفات الجميلة المميزة إلا أن المربين في ألمانيا لم يدركوا القيمة الحقيقية له، حتي مالك الحصان الأول الأمير “كتيا قيصل”، والذي استخدمه للنزو علي مجموعة من الفرسات.
وعلى الرغم من تحمس مجموعة من المربين الألمان لهذا الحصان إلا أن القليل منهم هو من أراد استخدامه في برنامج التربية، وكان لديهم تخوف من ضعف الصهوه “الظهر”، وضعف القوائم الأمامية فكانوا يتخوفون من أن يورث هذه الصفات للنتاج الجديد، لكن غزال أبهر كل من استخدموه، حيث أنتج أمهار ممتلئه بالحيوية، والجمال وسحر الحصان العربي.
وبإستخدم الحصان في برامج التربية، وظهور أولاده، أكتشف المربين أن أبنائه الذكور تظهر عليهم ملامح جمال الأب، أما الأناث احتاجوا بعض الوقت لتظهر عليهم صفات السحر والجمال، فبعد 10 سنوات على انتقال غزال إلي ألمانيا، أصبح الحصان من الخيل المميزه كما ذكر دكتور فينزرال مدير مربط “ماربخ”، وتم أستخدام غزال في “مربخ” لمدة موسمين متتاليين، وكانت فرصة عظيمة للحصان أن يثبت جدارته، حيث تم نزوه علي مجموعة جميلة من الفرسات وحقق طفره في إنتاجة.
من أبناء “غزال” الـ63
أنتج غزال نحو 63 من الأمهار والمهرات، وكانت غالبية إنتاجه من الإناث، ومن أشهر بناته الجميلة “شيوا” الساحرة من الفرسة “شاري” بنت الحصان هدبان أنزاحي، وصنعت هذه الفرسة لنفسها عالم مميز بجمالها، وأنتجت الأبطال الذكور “مشهور” و “مدكور”، و”مهاشيري”، من الحصان مدكور الأول، ليصبح أبنائها من رموز الخيل العربية الأصيلة في أوروبا، ومثالاً لجمال الحصان العربي فيها، وتعد بنات الحصان “غزال” من الخيول المؤسسة للحصان العربي بألمانيا.
ويؤكد عدد من المربين “في ذلك الوقت”، أن حياة غزال كانت حزينه بسبب عدم حصوله على فرصته كما يجب، وكان يفترض أن يحقق شهره عالمية أكثر، ولأنه سافر إلى ألمانيا في سن مبكر، لم يجد خيول مصرية كثيرة هناك، فكل الفرسات الموجوده في ألمانيا بمربط “ماربخ” هم: “نادية بنت نظير ونفيسه ومحبه بنت سيد أبوهم وحليمه عند البرنس و “كنيس فاجزين” و”مليكه أو ملاشا”، أو “السريع” و”محبه”.
فمحبه نفقت بعد إنتاجها للمهر الثالث، أما “نادجة” فقد أنتجت من غزال حصان اسمه “ناديل” وهو الحصان الوحيد من أم مصرية، وذهب الأم إلى الدنمارك ثم إلي إنجلترا، ويعد كل إنتاجه 2 من الأناث وذكر وحيد.
بينما أنتج من “مليكة” مهرتين هن: “محبه 2″ و”ملكه” وكانت المهرتين تتميزان بحمل الرسن الصقلاوي، وكانت تظهر عليهن بقع “البقعة الدبانية” حيث أن هذه البقع الدبانية تم تورثها من جدتهم بكره، والتي يشبهونها إلي حد كبير وكان لهذين الفرستين تأثير في تربية الخيول العربية من الصعب تجاهلها.
أما الحصان “عصفور” فقد سافر إلى استراليا في مربط “سيمون” وأنتح الحصان الشهير “أبنه سيمون صادق” وفي عام 1971 استورد الدكتور كارل هانس “عفيفة بنت مرافق” و”همت” خصيصًا للحصان غزال، ولم تكن الفرسة عفيفه جميلة الشكل بل كانت رأسها كبيرة وعيونها ضعيفة، لكن غزال جعل من المستحيل سهل، حيث كان له تأثيراً ساحراً في إنتاجة لينتج منها الفرسة المتميزة غزالة.
واستخدم الدكتور هانس ناجل، الحصان غزال للنزو علي الفرسة الشقراء “مرح بنت جلال ومايسه”، بالإضافة إلى الفرسة المؤسسة للخيول العربية بألمانيا “حنان” بنت علاء الدين ومونا.
وأنتج غزال أيضا من الفرسة حنان المهرة غزالة وسميت غزالة بنت حنان وكانت من أروع وأجمل النتاج الذي يعود لغزال.
وبعد 19 عام قضاها غزال توفي ملكا متوجاً وهو يستعرض نفسه في عرض لمجموعة المربين الأرجنتنين الذين جاءوا خصيصاً لمشاهدته، ليموت مرفوع الرأس وسط محبيه وعاشقية العرب والأجانب.