هناك علامات ومواصفات معينة، نستطيع من خلالها أن نحكم على الفرس الجيد، كما أن هناك علامات للفرس العتيق الصبور الذريع، والفرس السابق وغيرها.
من أهم علامات “الفرس الجيد” رقة البوز، وسعة المنخرين، وطول الأذنين، وبروز العينين، وقلة لحم الخدين، وبروز اللوزتين وقصر المرفقين.
وتشرح مخطوطة البجيرمى فى بيان علامات الفرس الجيد أن يكون أمسح الركب، أفرق العصب، واسع الخبب، أسود المحاجر والجحافل والحوافر، رقيق الزور، طويل الذيل والرقبة، قصير الظهر، مدور الكفل.
علامات العتيق الصبور الذريع
أما “العتيق الصبور الذريع” المسمى “الكحيل” فعلامته شدة نَفَسِه، واتساع جوفه ومنخريه، وطول عنقه، وعظم فخذيه، وشدة حقويه، وتمخض فصوصه.
وتوضح المخطوطة أنه متى اشتدَّ نَفَسُ الحصان، وكان مُتنفَّسُه ضيقًا، لم ينتفع بشدة نفسه؛ لأنه إذا طال عليه الجرى، واحتاج إلى الصبر يترادُّ نفَسُه فى جوفه، ولم يخرج فينتهر ويكرب، وينقطع عن الجرى ويتعب.
وإن كان شديد النَّفَس واسع التنفس، ولم يكن واسع الجوف لم يترادَّ النفس فى جوفه، ولم يصبر على البعد والغاية الطويلة.
أما طول عنقه فيستعينُ به على جريه، معتمدًا على عظم الفخذين، وأما تمخُّضُ فصوصه فللزوم العصب لهما، ولا يكون فيها غلظ ولا قساوة.
وتُرجِع المخطوطة أهمية قوة حوافره إلى حاجته لأن يلاقى بها الدعائم والأرض الصلبة والصخور.
وتبرز المخطوطة أنه من أظهر العلامات وأوضح الشواهد بمعرفة “الفرس العتيق الصبور” أن تكون شكيرته، وهى أصل معرفته، وشعر ناصيته وما ظهر من أعالى بدنه، ناعمة لينة كالحرير المندوف عند لمسها، فإن كانت خشنة فلا تخلو من تهجين، أى تجنيس، من الأب أو من الأم.
وتنصح المخطوطة، فى حالة خفاء أمر العتيق الصبور، بأن نضع له ماء فى إناء مبسوط على أرض مستوية ليشرب منه؛ فإن شرب دون أن يبرك بركبته ولم يَئِنَّ منبكه فهو جواد عتيق صبور كحيل؛ لأنه لا يشرب إلا مع انتصاب قوائمه وهو واقف عليها، ومن علاماته أيضًا أن يجعل جميع أنفه فى الماء وقت الشرب، وأن تكتحل عينه بطرف أذنه.
علامات السابق
من علامات “السابق” أن تكون رقبته طويلة مرتفعة لا مُنحَطَّة، وأن تجتمع قوائمه معًا فى وقت جريه بغير تفرُّق، وأن يكون نَفَسه شديدًا، ونظره حديدًا، ومدى طرفه بعيدًا، وحجافله رقيقة، ومناخره واسعة، ومراهقه عارية، وزوره وحقواه وسالفته رقيقات، وأن تكون عراقيبه متناسبة، وأن تكون ساقه قصيرة، وأن يكون كعبه صغيرًا.
وتوضح المخطوطة أنَّ أسبقَ الخيلِ ما يكون بين قوائمه وقت جريه زيادة على ستة أذرع، تعادل اثنى عشر قدمًا لدى بعضهم، فإن كان خمسة أذرع كان وسطًا، فإن كان أربعة أذرع فأقل فهو بطىء.
وأفضل الخيل وأشرفها وأجودها العتيق والصبور؛ لأن الرسول – صلى الله عليه وسلم – فضّلها على غيرها من الخيل وعرَّبها، أى سماها العربية، وجعل لها من الغنيمة سهمين، وجعل للفرس الهجين سهمًا.
ومن خصائص العتيق الصبور أن الجانَّ لا تتخايل فى بيت هى فيه، وربطها فى المنزل يطرد الجن منه.
وهذه الأوصاف منها أربعة أصول، وهى: سعة الأنف، وسعة الجوف، وصلابة الحوافر، وشدة النَّفَس. وبعدها أربعة أُخَر: طول العنق، وعظم الفخذين، وقبض عروقهما، وشدة صفاق البطن، وماعدا هذه الثمانية إن وجد فحسن، وإن عُدِمَ فلا بأس.
مراتب جري الفرس من مخطوطة البجيرمى
جاء بمخطوطة البجيرمى في سياق حديثه عن جري الفرس قوله: وذكروا أن للفرس فى جريه مراتب: ذريع صبور، وذريع فقط، وصبور فقط ، وفقدهما.
فالأول: “الذريع الصبور” كامل الخلق، الحسن الصفة، الشديد النفس، الواسع المتنفس. وكلما زاد فى طول قوائمه وعنقه وذراعيه وعظم فخذيه كان أزْيَدَ فى ذراعيه. وأولى الأشياء فيه وأحمده الصبر، فإذا كان صبورًا ذريعاً كان أكمل وأجود.
الثاني: “الذريع فقط”، أى الذى لا صبر له، وهو طويل العنق والذراعين والقوائم وعظيم الفخذين.
الثالث: “الصبور فقط”، أى غير ذريع، وهو الذى لم يفرط عنقه فى الطول، وليس بسرح اليدين، ولم تطل قوائمه، والذى لم تعظم فخذاه، ولم يكثر لحمها، ويجتمع إذا حضر، ولا تنشر قوائمه، وهو شديد النفس واسع الجوف والمتنفس، فذلك الفرس يطير، ولا يبلغ قدر الذريع، فإن طالت قوائمه وذراعاه وعنقه وعظم فخذيه كان أذرعَ، فإن زاد فى هذه الخلال شيئًا زادت ذراعته، وأملك الأشياء بالخيل الصبر، وأفضلها إذا اجتمع مع الصبر الذراع.
الرابع: فقدهما، وهو المُشوَّه الخَلْقِ، القبيح الصفة، الساقط النَّفَس، الضيق المُتنفَّسِ، المنتشر الأنساء.
وتلفت المخطوطة إلى أنه لا تكون صفة من هذه الصفات فى فرس إلا خذلته عن الصبر، فإذا اشتد خلقه وقصرت أنساؤه، وحسنت صفته فلا بد من رحب متنفسه وسعة منخريه، فإن رحب متنفسه وضاق منخراه فالحيلة فيه أن يُشَقَّ أنفه، فإن ضاق جوفه وتنفسه فلا حيلة فيه، وإن كان تام الخلقة، ولم يكن شديد النَّفَس فالحيلة فيه أن يَنْزُوَ مرة أو مرتين لأجل أن يشتد نفَسُه، ودليل شدة نَفَسِه شهامته إذا هيَّجْتَه، فتراه كالمذعور من شدته وحدته وشدة نظره وبعد مدى طرفه.
أوصاف الاستحسان في الفرس كما ذكرها البجيرمي
ذكر البجيرمي أوصاف الاستحسان في الفرس، حيث قال: تشمل أوصاف الاستحسان فى الفرس: أن يكون مجتمع الخلق، متناسب الأعضاء، صغير الرأس باعتدال، طويل العنق، غليظ اللبة – أى وسط الصدر – رقيق الخدين والشفتين والمنكبين والزور وطويل الأذنين، طويل اللسان والخدين أملسهما، معتدل شعر الناصية، ضيق العدال – موضع العذار فوق الناصية – واسع الجبهة والصدر والمنخرين.
كما تشمل أوصاف الاستحسان فى الفرس أن يكون أكحل العينين، بارز الخدين، حاد النظر، مستطيل شَقِّ الشدقين، مستدير الشفتين، وتكون الشفة العليا إلى الطول أقرب، وأن يكون مرصوص الأسنان أحمر اللهاة، وهى أقصى الفم، عظيم اللبب، وهو وسط الصدر، ممتلئ القصرة، وهى أصل العنق طويلة إلى الحارك، وهو أعلى الكاهل، قصير الظهر مستويه، عظيم الجنبين والجوف، مطوى الكسح، سايل الأضلاع، مستوى الخاصرتين، رحب الجوف.
ومن ذلك أيضًا أن يكون الفرس مُقبَّبَ البطن، مُشرَّبَ القطا – وهى مقعد الفارس – مدور الكفل قصيره ومستويه، قصير العسيب، وهو أصل الذنب، تام الذيل باعتدال، أسود الإحليل، واسع المرَّات، غليظ الفخذين مستديرهما، غليظ الساقين، مستوى الركبتين لطيف الوظيف، وهو ما فوق الرسغ إلى الركبة، والرسغ مفصل ما بين الكف والساعد، قصير الرسغين وغليظهما، يابس العصب، مدور الكعبين مقعبها، محدود العرقوبين، أسود الحوافر وأخضرها، ملتصق السنبك بالأرض، وهو طرف الحافر، مرتفع النسر وهو لحمه، يابسًا فى الحوافر، لين الشعر؛ لأن لينه فى الدواب وجوارح الطير محمود يدل على القوة.
ويزيد المحاسن فى الفرس لين الشكير، وهو الشعر الذى فوق الناصية وحول المعرفة، فإذا لمسته بيدك تجده أنعم من الحرير، فإن كان خشنًا دل على التهجين، وأن يكون زكى القلب نشيطًا عند الركوب والحركة متدللاً إذا مشى، ينظر إلى الأرض بعينيه مع رفع رأسه.
فإذا اجتمعت هذه الأوصاف فى فرس لم تخب الفراسة فيه عند الاختبار.
تفاصيل قياسية في محاسن الفرس بمخطوطة البجيرمي
ذكر البجيرمي في مخطوطته تفاصيل قياسية في محاسن الفرس، قال: لا شك فى أن ما يجمع هذه الأوصاف (محاسن الخيل) أنه ينبغى أن يكون الفرس قريبًا فى أشياء، بعيدًا فى أشياء، طويلاً فى أشياء، قصيرًا فى أشياء، عاريًا فى أشياء، ضخمًا فى أشياء، رقيقًا فى أشياء، غليظًا فى أشياء، لطيفًا فى أشياء، ضيقًا فى أشياء، مولجًا فى أشياء، عرضًا رحبًا فى أشياء، جديدًا فى أشياء.
فالبعيد فى الفرس يتحقق فى اثنى عشر موضعًا: أن يكون بعيدًا فيما بين أذنيه، وما بين الحجفلة والناصية، وبين العضدين والركبتين، وما بين الإبطين والمرفقين، بين الجانبين والحجبتين، وما بين الجاعرتين، وبين الحجبتين والثفنتين، وما بين العرقوب والحجبتين، وبين الشراسيف وأعالى الحجبتين.
ويكون الفرس قريبًا فى عشرة أشياء: فيما بين المنخرين، وبين حمى اللحيين، وما بين المنكبين والحجبتين، وبين الجنب والحارك والقطاة، وما بين المعديين والقصرتين، وبين الجعرتين والعكوة، وما بين الجعرتين والإبطين، وبين القصرتين والحجفتين، وما بين غراطيف الكتف، وبين الثفنتين والكعبين.
أما أن يكون الفرس طويلاً فيتحقق ذلك فى ثمانية أشياء: نصل الرأس، والعنق، والأذنين، والذراعين، والكتفين، والنظر، والوركين، وفى الرجلين.
ويكون الفرس قصيرًا فى تسعة أشياء: العضدين، وكفى اليدين، والظهر، والساقين، والأرساغ، والجوجو، والمفاصل، والعسيب، والأطرة.
ويكون عاريًا فى اثنى عشر شيئًا: عارى الفواقة، والجبهة، وقصبة الأنف، والزور، وباطن الساقين، والغراب، ورأس الحجبتين، وروس التفنتين، والحارك، والسموم، وبطون الأذنين، وبطن الحافر.
ويكون ضخمًا فى تسعة أشياء: المتلتين، والفخذين، والركبتين، والحمانيق، والحوافر، والمغدين، والناهضين، والودعتين، والمنكبين.
وينبغى أن يكون الفرس رقيقًا فى سبعة أشياء: الأرنبة، وعرض المنخرين، والجفون، والحاجبين، والأذنين، والجلد، والشعر.
كما يكون الفرس لطيفًا فى خمسة أشياء: فى المستطعم، والزور، وموضع المرفقين، والنسور، والجحافل.
ويكون ضيقًا فى سبعة أشياء: خرق السمع، وضيق ما بين حمى اللحيين، والإبطين، والعقب، والرمانين، والمرفقين، ومركب النسور.
كما يكون الفرس مولج الثفنتين، وهما مركب الفخذين فى أعلى الساقين.
ويكون الفرس عريضًا فى ثلاثة عشر شيئًا: الخدين، والجبهة، والقصرة، والبركة، والأطفة، والصهوة، والجنب، والصفاق، والعطاة، والوركين، والفخدين، والقابلين، والكتفين.
كما يكون رحيبًا فى ثمانية أشياء: الشدقين، والمنخارين، والسحر، والإهاب، والجوف، واللسان، والعجاف، وهو أعلى ما بين الفخذين.
ويكون الفرس حديدًا فى تسعة أشياء: العينين، والأذنين، والمنكبين، والمرفقين، والقلب، والعرقوبين، والنجمين، والحارك، والحجبتين.