كتب _ سعيد شرباش:
“قادت تنمية الخيول فى العالم منذ اسناد مهمة التربية لها فى العام 1909″، أنها محطة الزهراء لتربية الخيول العربية الأصيلة.
ومن محطة أبحاث تربية الجاموس فى منطقة “بهتيم” بالقليوبية نجحت في تطوير إنتاجها قبل انتقالها عام 1928 إلى منطقة “كفر الجاموس” فى صحراء عين شمس ليتم تغيير إسم المنطقة إلى “كفر فاروق”، بعد زيارة الملك فاروق لها، كانت الزهراء دائما ما تبحث عن الكفاءات فى أى مكان بالعالم.
واستعانت الجمعية الزراعية الملكية بالخواجة الأنجليزي برنش “أحد أهم خبراء تربية الخيول العربية في العالم” لوضع أسس أقوي برنامج لتربية الخيول العربية، حيث اختار برنش الفرسات المؤسسة والطلايق، كما سافر إلي انجلترا لشراء 18 حصان ومهره واحده من إسطبلات كرابيت.
ونتيجة للجهد والتعب مع توافر عنصر الخبرة أثمر برنامج التربية عن إنتاج خيول مؤسسة مثل “ابن رابدان” الذي أنتج “شهلول وحمدان وهداب”، بالإضافة إلى منصور الذي أنتج “شيخ العرب وابن منصوروالفجر ونظير”.
وتعد محطة الزهراء، أخر قلاع الحصان العربى كما وصفها الخواجة المجرى عام 1949 فى مذكراته التى رفعها إلى محمد طاهر باشا للعرض على صاحب الآعتاب الملكية “الملك فاروق”.
ووصفت “المحطة” فى الماضى بالمدرسة العليا فى تربية الخيول وأهم مزارع الخيول حول العالم، بل أن كبار المربيين تعلموا في هذه المدرسة وتأثروا بها مثل “جودى فوربس” و”هانس ناجل”، كما أن أكبر المرابط في المانيا “مربط مربخ”، وضع تمثال كبير للحصان “هدبان انزاحي” وهو أحد الخيول المنتجة بمحطة الزهراء، الذى تم شراؤه من مصر وحقق طفرة كبيرة في إنتاج الخيول بألمانيا.
وتعلم علي يد الخواجة المجري الدكتورالمرصفي الذي عمل معه لمدة 10 سنوات وأصبح لدية الخبرة التي تؤهلة لقيادة محطة الزهراء من بعده، وخلال فترة المرصفي عين للعمل بالمحطة الدكتور خليل سليمان ثم الدكتور ابراهيم زغلول ثم الدكتور حلمي السداوي، ليصبح هذا الجيل بعد ذلك قيادات لمحطة الزهراء ونجحوا في المحافظة علي اسم وتاريخ المحطة.
وبعد ثورة “يناير 2011″، كان أخرجيل الخبرة الدكتور حلمي السداوي “أحد أبناء الجيل الذي عاش حياتة بالمحطة” ومع قيادة الدكتور أحمد حامد المحطة، ظهرت الصراعات بسبب طيبته التي لم تتوافق مع المستجدات التي أحدثتها الثورة في المجتمع ، بالأضافة إلي عدم جود جيل الوسط، وذلك بسبب حصول أطباء هذا الجيل علي إجازة بدون راتب وسافروا للعمل بالسعودية وهم الدكتور علي سعيد والدكتور محمد عبدالمنعم والدكتور محمد عبداللطيف.
كما أنه بعد ثورة يناير، لم يستمر للمحطة رئيس كما لم يعد عنصر الخبرة متوافر، بالإضافة إلى غياب عنصر الإنتاج المميز، بينما لم نسمع خلال هذه الفترة عن خروج حصان من مزادات الزهراء وتحقيقه لنجاح أو شهرة عالمية كما كان يحدث فى العهود السابقة للمحطة.
وحال البحث عن منصب رئيس الإدارة المركزية لتربية الخيول بالمحطة يتبين أن المنصب يحتاج إلى من يجيد التربية ويعرف معنى كلمة “حصان وتفاصيلة” وكيف ينتج حيث أن الإنتاج المميز سر نجاح المحطة.
فالخواجة الإنجليزى”برنش” كان خبير كبير أشاد به الأمير محمد على توفيق فى كتابة تربية الخيول العربية “الجزء الثانى”، كما أن سجلاته توضح ذلك، كما أن من عملوا معه من أطباء كانوا من الأكفاء الذين لاتزال مؤلفاتهم عن الخيول يشهد لها حتى الآن مثل الدكتور أحمد مبروك وكتابة “رحلة لبلاد الشرق” والدكتورعبد العليم عشوب وكتابة ” تاريخ تربية الخيول العربية في مصر” والدكتور أمين زاهر وكتابة “جينات الخيل”، حيث تمكن هذا الجيل من رسم خريطة الخيل ومعرفة الدماء المميزة وكيف يتم إختيار الفرسات والأفحل وما هو الهدف من الإنتاج، لذلك تميزت مصر فى المجال وكانت قبلة العالم لإقتناء الخيل.
وفى العشر سنوات الماضية، أصبح هناك صراع واضح بعد أن رحل الجيل القادر علي القيادة مثل الدكتور علي سعيد و محمد عبد المنعم، والدكتور محمد عبد اللطيف، حيث تركت المحطة لجيل من الأطباء لا يعلم معنى كلمة التربية، بل أوكلت إدارة التربية فى العام 2012 لإحدي الطبيبات بهدف فض نزاع مع طبيبة أخرى فى مكتب التسجيل.
كما أصبح يتم الإستعانة بالمربيين من خارج المحطة لوضع خطط التربية بعد أن كانت الزهراء بمثابة “المدرسة والمعلم”، بالإضافة إلى اختفاء برامج التربية المكتوبة في سجلات ، فلم تظهر سجلات مثل: “برنش،و عشوب والخواجة المجرى”، وانتهي عصر التدويين وأصبح العمل بالمثل “أن العلم فى الرأس وليس الكراس”.
كما أن أحد المهندسين الزراعيين تولي إدارة المحطة وكان يتحدث عن إنتاج مميز ومهرجان عالمي، بينما جاء الواقع على العكس تماما.
“الزهراء” تحتاج حاليا إلى من يمتلك الخبرة ليتمكن من قيادة المحطة وليس الرئيس أو المدير التلميذ، فكيف يتولى رئيس ليتعلم”.