يعد مبدأ الثواب والعقاب فى تربية الخيول أحد أهم الموضوعات الحيوية التى تناولها فن الركوب منذ قرون مضت، حيث كان للإغريق دوراً هاماً
فى تطبيقه من خلال تسليط الضوء على المكونات النفسية للخيل، ليتبعوا مبدأ تعليمى يعتمد فى الأساس على المعاملة الحسنة للجواد.
وكتب المدربين الإغريق فى العام 400 قبل الميلاد: “إنه يجب على الخيول المبتدئة فى التعليم أن تتعجل الوقت لملاقاة مدربيهم من منطلق
حبهم لهم”.
ولكن فى العصور الوسطى تبدل الحال، وأصبحت القاعدة السائدة لدى المدربين: “أنه يجب توظيف كل الوسائل العنيفة” معتقدين أن العقاب
سينتج عنه أحسن النتائج فى التربية، ولم يبذلوا جهد ولو بسيط لإعطاء الفرص لجيادهم ليثبتوا أنهم قد استوعبوا ما طلب منهم، وبالتالى لم
يراعوا عدد الخيول التى أفسدت أو أصيبت بإصابات جسيمة ونفسية تجعلها غير قادرة على أداء ما يطلب منها، حيث أن العقاب يعتبر خطئاً
ومفسداً للجواد حال لم يكن المدرب على المعرفة والإدراك التام لكيفية العقاب.
كما أنه يجب تعليم الجواد أن هناك علاقة سببية بين العقاب والأداء الخطأً، ولذلك يعتبر من أسوأ المدربين الذين يلجأون إلى القوة والعنف
واستخدام العقاب مع جيادهم وذلك لعدم قدرتهم على فهم الأصول والقواعد الصحيحة لأستخدام المساعدات كما يجب فى الفروسية الراقية.
يشار إلى أنه من أجل سلامة الخيول النفسية وتطبيقاً لقواعد الفرسان يجب أن يكون العقاب محدوداً وفى أضيق الحدود ولا يتجاوز الحدود
المقررة، كما يجب أن يوظف توظيفاً صحيحاً وفى موقعه.
أسئلة للفارس الذكى قبل اللجوء إلى العقاب:
هل عقاب الجواد ضرورى؟.. وهل إذا كان هناك شك فى ذلك فهل من الأفضل تجنبه والبحث عن بديل؟.. ما هو نوع ووسيلة العقاب التى
استخدمها وإلى أى درجة يمكننى التمادى فى العقاب؟.. هل هناك علاقة تناسبية بين درجة ونوع العقاب وخطأ الجواد؟.. وما هو التوقيت
المناسب للعقاب؟.. وهل أستوعب الجواد الدرس ورسخت فى عقله مفاهيم العقاب وأسبابها؟.
إلى ذلك، يعتبر الثواب العنصر الثانى فى عملية تعليم وتدريب الخيول، وعلى الرغم من تلك المسأة لم تنال اهتماماً مكثفاً من المؤرخين
والكتاب بنفس القدر الذى لاقاه مبدأ العقاب، إلا أن الثواب الأول الذى يمكن منحه للجواد هو التوقف عن العقاب.
وهناك الكثير من طرق الثواب يمكن للفرسان الأذكياء استخدامها وتوظيفها من أجل الارتقاء بخيولهم، بينما يعتقد البعض أن الثواب يكون فى
قطعة سكر، إلا أن الحقيقة أن الجواد مخلوق ذكى وله مشاعر حساسة ويكفى أن يدرك الفارس المتمرس أن جواده يستشعر الرضا والسعادة
لأنه أدى ما هو مطلوب منه بدقة وأن مشاعر الرضا الموجودة لدى مدربه قد انتقلت إليه بطريقة تلقائية.
وحتى يكون للثواب قيمة تدريبية يجب أن يعقب مباشرة نجاح التدريب، لذلك فإن أبسط قواعد الشكر والامتنان للجواد: أن تربت على عنقه
وتحادثه بلطف وبفرح لأنه بالفعل يفهم نبرة الصوت الحنون ولمسة اليد الحانية.
كما أنه يفضل بعد نجاح أى جرعة تدريبية قد استوعبها الجواد أن يسير الجواد بإسراع طويلة كما يجب أن يتخلل التدريب فترات راحة حيث
سيقدر الجواد الرحمة به وسيسعد بالتدريب ويقبل عليه بعد ذلك بشغف.
وفى أرض الميدان، وحال ما ارتجل الفارس من علي حصانه بعد التدريب ثم اقتاده سائراً إلى الإسطبل فإن ذلك يزيد من تقدير الجواد لصاحبه،
كما أن قطعة من الحلوى أو السكر بعد التدريب مباشرة تعتبر لمسة كرم وحب يستطعمها الجواد بقلبه قبل فمه.
خاص موقع الخيل