قام محمد على ببناء إسطبلات مزخرفة أكثر تكلفة وأكثر تفصيلاً من قصره الخاص، وزعم أنه أنفق حوالى من 4 : 5 ملايين جنيه إسترلينى من كثرة هوسه بالخيول وزخارفها ومعداتها. عقد حفلات خاصة لأزهار خيوله التى لا تُقدَّر بثمن، وفى هذه الاحتفالات غالبًا ما كان يدعو إليها السفراء الأوروبيين، ما سمح لهم باختيار الفحول كهدية لأصحاب السيادة ورؤساء الحكومات.
كان الطريق ممهدًا أمام محمد على ليأتى إليه كنز العرب من الخيول العربية التى يريدها فى مجلسه، دون أن يذهب إليها، فخلال تلك الفترة تمنى الكثيرون الحصول على الخيول النجدية وفشلوا. أما محمد على فأرسِلَت إليه كرائم الخيول النجدية والحجازية؛ رغبة فى التقرب إليه والتودد له.
سيطر محمد على بجيشه القوى على الجزيرة العربية كاملة، ففى بداية الأمر طلب منه السلطان العثمانى القضاء على الوهابيين فى الجزيرة العربية، فأرسل ابنه طوسون، وعندما تُوفِّىَ استدعى جميع قواده وضباطه ورجال الدولة واجتمع معهم، وشرح لهم الوضع والخطة.
اقرا المزيد .. محمد علي واضع أساس مملكة الخيول الحديثة
تقول القصة: قام محمد على باشا بوضع تفاحة فى وسط سجادة كبيرة منتشرة فى القاعة، وطلب منهم إحضار التفاحة إليه دون وضع قدم على السجادة، ومن ينجح فى تقديم التفاحة إليه، فسوف يُعيَّن قائدًا للجيش المصرى خلفًا لابنه طوسون فى الجزيرة العربية.
حاول الكثيرون وفشلوا؛ لأن الأمر كان صعبًا، ويحتاج إلى تفكير، وأخيرًا نهض إبراهيم باشا الابن الأكبر لمحمد على، وطلب السماح له بتجربة يده. ضحك الجميع، وكان ينتظر إذن الأب، لكن ازدراءهم تَحوَّلَ إلى إعجاب عندما رأوه بهدوء وهو يعمل على لف السجادة من حافتها إلى الداخل، حيث كانت التفاحة فى متناوله بسرعة، ثم أخذها وسلمها إلى والده، الذى دفعه على الفور إلى قيادة الجيش المصري؛ لأنه نجح فى الاختبار، وأثبت إبراهيم باشا أنه قائد محنك وشجاع فى غضون فترة قصيرة جدًّا.