عن جابر بن عمير أو جابر بن عبد الله، أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال: «كل شيء ليس من ذكر الله عز وجل فهو لغو ولهو أو سهو إلا أربع خصال: مشي الرجل بين الغرضين، وتأديبه فرسه، وملاعبته أهله وتعلم السباحة».
رواه النسائي في “الكبرى” والبزار في “كشف الأستار”، والطبراني في “الكبير”، والمنذري في “الترغيب”، وقال الهيثمي في ” المجمع”: رواه الطبراني في “الأوسط” و “الكبير” والبزار، ورجال الطبراني رجال الصحيح، خلا عبد الوهاب بن بخت وهو ثقة. وصححه ابن حجر في ترجمة جابر بن عمير من “الإصابة”. وقال الألباني في “الصحيحة”: وهذا سند صحيح، رجاله ثقات رجال مسلم غير عبد الوهاب بن بخت، وهو ثقة اتفاقًا.
والمقصود بكلمة “باطل” أنه لا يُؤجَر عليه، ولا يعني أنه ذنب أو إثم، وإنما لا منفعة منه، فاللهو من غير هذه الأربعة لعب، وليس كل لعب محرمًا.
قال الإمام ابن تيميَّة في “الاستقامة”: “والباطل من الأعمال هو ما ليس فيه منفعة، فهذا يرخص فيه للنفوس التي لا تصبر على ما ينفع، وهذا الحق في القدر الذي يحتاج إليه في الأوقات التي تقتضي ذلك الأعياد والأعراس وقدوم الغائب ونحو ذلك…”.
وهو ما أكده الشوكاني في كتابه “نَيْلُ الأوطار”، حيث استشهد بالإمام أبي حامد الغزالي بقوله: «فهو باطل»: لا يدل على التحريم، بل يدل على عدم فائدة”.
وهذا الحديث يرفع من قدر اللهو مع الخيل، حيث إنه يخرج من الأمور المباحة بلا فائدة إلى عمل جليل يؤجر عليه الإنسان.