سلوك “غريزى فطرى” بقلب الأفراس تجاه أمهارهن.. وتتبع درجة “أمومة العائلات” يكشف إرتباط قوى بين “الأمومة والدم”
الدراسات تكشف: اختلاف درجة الأمومة بين الخيول العربية بشكل كبير.. و4 مجموعات توضح درجة “اهتمام الأم ورعايتها”
نسبة الأفراس شبه الرافضة للرضاعة تصل لـ”4 و5″% من القطيع.. “لا تملك درجة عالية من الأمومة ولا ترضع صغيرها بشكل طبيعى”
“الرافضة للرضاعة”: تصدر عدوانية شديدة “رفس وعض” منذ اللحظات الأولى.. وأمهارها تعتمد على الرضاعة الصناعية
لـ”المهتمين والمربيين”: يجب إنتخاب صفة الأمومة الحانية والطبيعية فى القطيع واستبعاد الجاحدة
للأمومة فى الخيول العربية أسراراً، يجب معرفتها لنتمكن من فهم عالمها، والنجاح فى رعايتها الرعاية الصحيحة والحفاظ على تربيتها، لذلك يجب فهم سلوكياتها ولغتها.
ويعد “سلوك الأمومة”، سلوك غريزى وفطرى أودعه الله فى عقل وقلب الأفراس تجاه أمهارهن، والذى فى سره تكمن حياة المهر، لذلك يجب معرفة هذا السلوك وأهميته فى حياة المهر “من قبل ولادته” واللحظات الأولى من الولادة وأثناء فترات نموه من رضيع إلى فطيم وصولا إلى حولى وبالغ ثم ناضج فى لفة الخيل “من مهر وفلو إلى ثنى ورباع وقارح“.
وفى محاولة للاقتراب وفهم تلك الأسرار، يجب أولا إجادة فن التعامل معها بالإضافة إلى فهم احتياجاتها للوصول إلى مشاعرها وانفعالاتها، ففى البداية نطرح سؤال.. هل تختلف درجة الأمومة بين الأفراس العربية؟
لتأتى الإجابة بنعم تختلف درجة الأمومة بين الأفراس إختلافاً كبيراً، ووفقا لدراسة لكشف أسرار الأمومة فى الخيول العربية تم تقسيمها إلى أربعة مجموعات وفقا لدرجة اهتمام الأم ودرجة الرعاية التى تقوم بها الأفراس تجاه أمهارهن إلى:
وهى الأفراس الحنون: وتعد هذه المجموعة من الأفراس التى تتمتع بدرجة فائقة من الأمومة والتى تتمثل فى ارتفاع معدل الرضاعة “عدد مرات الرضاعة فى الساعة – طول مدة الرضاعة” ومعدل الإقتراب من المهر وقدرتها على حمايته والدفاع عنه والقدرة على قبول وإرضاع أى مهر آخر، بالإضافة لوليدها.
ويمكن وصف نسبة هذة الأفراس بالقليلة، حيث نستطيع أن نعتمد على هذة المجموعة من الفرسات كأمهات بديلة تقوم برعاية الأمهار اليتيمة كما تحل محل الفرسات اللآتى تعزر إرضاعهن لأمهارهن بسبب مرضهم أو ضعفهم أو نفوقهم، وتتميز هذة المجموعة من الأفراس بقدرتها على إنتاج كمية كبيرة من اللبن تكفى بحاجة مهرها وتساعد فى إرضاع المهر اليتيم، كما يتميز معدل نمو أمهار هذه المجموعة بالمثالية “فى الوزن ومعدل النمو بالإضافة إلى الإتزان الإنفعالى والسلوكى“.
والمجموعة الثانية وهى الأفراس الطبيعية: وتتمتع هذه الأمهات بدرجة جيدة من الأمومة وزيادة معدلات الإقتراب من المهر والدفاع عنه، لكنها لا تملك القدرة على قبول أو إرضاع مهر آخر بإستثناء رضيعها، حيث تصل نسبة هذة الأفراس إلى نحو 90% من أفراس القطيع ويمكن وصف معدلات نمو هذه الفرسات بالجيدة جداً أيضا.
وتأتى المجموعة الثالثة وهى الأفراس شبه الرافضة للرضاعة: ويمكن وصف هذه المجموعة من الأفراس بأنها لا تملك درجة عالية من الأمومة وإنها لا ترضع صغيرها بشكل طبيعى وتقل فترة اقترابها وإرضاعها ورعايتها لمهرها، بمعنى أنها تهمل رعاية مهرها لبعض الوقت، حيث تصل نسبة هذة الفرسات إلى ما بين “4 و5% من القطيع.
وأمهار هذة الفرسات تعتمد على التغذية “الرضاعة الصناعية” بالإضافة إلى رضاعتها من أمهاتها لأن ما تحصل عليه من اللبن لا يكفى لنمو المهر بشكل جيد، وأمهار هذة المجموعة من الفرسات تتميز بإنخفاض معدلات النمو عن أقرانها بالإضافة إلى ضعف قدرتها على مقاومة الأمراض.
بينما المجموعة الرابعة وهى الأفراس الرافضة للرضاعة “الجاحدة”: وهى مجموعة الفرسات التى تصدر عنها عدوانية شديدة تجاه أمهارهن “من رفس وعض”، وذلك منذ اللحظات الأولى بعد الولادة عند محاولة الإقتراب من أمه أو محاولة الرضاعة، ونسبة هذة الفرسات قليلة وأمهارها تعتمد اعتماداً كلياً على الرضاعة الصناعية.
إلى ذلك، تلعب الوراثة دوراً فى توراث الأمومة، حيث تلعب الوراثة دوراً فى انتقال صفة الأمومة فبتتبع درجة الأمومة بين العائلات المختلفة وجد أن هناك إرتباطاً قوياً بين درجة الأمومة وبين دم بعض العائلات التى تورث هذه الصفة بدرجة كبيرة.
وننصح المهتمين بالخيول العربية والمربيين والقائمين على التربية، بالإنتخاب لصفة الأمومة الحانية حتى نتمكن من التركيز على هذة الصفة فى قطيع الأفراس واستبعاد الأفراس ذات الامومة الجاحدة من التربية، وبذلك نستطيع زيادة نسبة الأفراس الحنون والأفراس الطبيعية والتقليل من نسبة الأفراس الجاحدة.