قدمت لنا كتب الأحاديث أربعين حديثًا عن تفضيل الخيل، توضح عظم قدرها، وجزيل أجرها، فتأنس القلوب بها، وينشط البدن بركوبها. ومن هذه الأحاديث:
أحاديث في حب الخيل
روى أنس بن مالك – رضي الله عنه – قال: «لم يكن شيء أحبَّ إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بعد النساء من الخيل» أخرجه النسائي بإسناد حسن.
روى أبو ذر الغفاري – رضي الله عنه – قال: قال رسولُ الله – صلى الله عليه وسلم-: «ما من فرس عربيّ إلا يؤذنُ له عند كلِّ سَحر بكلمات بدعوتين: اللهمَّ خوَّلْتَني مَنْ خوَّلْتَني من بني آدم، وجعلتني له، فاجعلني أَحبَّ أَهله وماله – أو من أَحبِّ أَهله وماله – إليه» أخرجه النسائي بإسناد حسن.
أحاديث في تسمية الخيل
روى البخاري في صحيحه حديث صيد أبي قتادة – رضي الله عنه – للحمار الوحشي، أنه ركب فرسًا له يقال له الجرادة.
ورورى عن سهل – رضي الله عنه – قال: «كان للنبي صلى الله عليه وسلم في حائطنا فرس يقال له اللحيف».
وروى البخاري عن أنس بن مالك رضي الله عنه، أنه قال: كان فزع بالمدينة، فاستعار النبي صلى الله عليه وسلم فرسا لنا يقال له مندوب، فقال: «ما رأينا من فزع وإن وجدناه لبحرا».
وقال ابن قيم الجوزية في “زاد المعاد” عن تسمية خيل الرسول – صلى الله عليه وسلم – : فمن الخيل: السكب. قيل: وهو أول فرس ملكه، وكان اسمه عند الأعرابي الذي اشتراه منه بعشر أواق الضرس، وكان أغر محجلاً طلق اليمين كميتًا. وقيل كان أدهم. والمرتجز، وكان أشهب وهو الذي شهد فيه خزيمة بن ثابت. واللحيف، واللزاز، والظرب، وسبحة، والورد. فهذه سبعة متفق عليها، جمعها الإمام أبو عبد الله محمد بن إسحاق بن جماعة الشافعي في بيت، فقال:
والخيل سكب لحيف سبحة ظرب **** لزاز مرتجز ورد لها أسرار
وتابع ابن القيم: أخبرني بذلك عنه ولده الإمام عز الدين عبد العزيز أبو عمرو أعزه الله بطاعته. وقيل: كانت له أفراس أخر خمسة عشر، ولكن مختلف فيها، وكان دفتا سرجه من ليف.
تسمية الأنثى فرسًا اقتداء بالنبي
روى أبو هريرة – رضي الله عنه – «أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم- كان يُسَمِّي الأنثى من الخيل فرساً» أخرجه أبو داود، وصححه الألباني في “الصحيحة”.
تكريم الفرس بعدم إنزاء الحمار عليها
روى علي بن أبي طالب – رضي الله عنه – قال: «أُهديتْ لرسول الله – صلى الله عليه وسلم- بَغْلَة فركبَها، فقال عليّ: لو حَملنا الحمير على الخيل، فكانت لنا مثل هذه؟ فقال رسولُ الله – صلى الله عليه وسلم-: إنما يفعل ذلك الذي لا يعلمون» رواه أبو داود.
وفي رواية النسائي أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: «قال: لن ينزَى حِمار على فرس» . رواه النسائي وأحمد، وصححه الألباني في تخريجه لسنن أبي داود.
وقال ابن عباس – رضي الله عنه –: “… وما اختَصَّنا (صلى الله عليه وسلم) دون الناس بشيء، إلا بثلاثِ خصال: أمرنا أن نُسْبِغ الوضوءَ، وأن لا نأكل الصدقة، وأن لا نُنْزِي الحمار على الفرس”. حديث صحيح رواه أبو داود والنسائي وأحمد في مسنده.