عن عروة البارقي – رضي الله عنه – قال: قال – صلى الله عليه وسلم – : «الإبل عز لأهلها والغنم بركة، والخير معقود في نواصي الخيل إلى يوم القيامة». رواه ابن ماجة، وأبو يعلى في مسنده، والألباني في “صحيح ابن ماجة” و”صحيح الجامع”، وقال: إسناد صحيح على شرط الشيخين، ورواه ابن العربي في “أحكام القرآن” و”عارضة الأحوذي” و”القبس”.
وهذا الحديث ابتدأ بالإبل؛ حيث إنها تمثل ثروة لأهلها، والغنم التي من الحيوانات التي جعل الله فيها البركة كما جعلها للخيل في الحديث النبوي عن أنس عن النبي – صلى الله عليه وسلم – أنه قال: «البركة في نواصي الخيل».
ولكن تتفرد الخيل بأن الخير مرتبط بنواصيها، وأن هذه الارتباط مستمر ودائم إلى يوم القيامة؛ حيث إن الخيل ملازم لها الخير إلى يوم القيامة. والمقصود بالخير هنا آجل وعاجل. أما الآجل فهو الثواب المترتب على ربطها، ويكون جزاؤه يوم الحساب، والخير العاجل هو المغنم الذي يناله المجاهد في سبيل الله من أموال أعداء الله.
وقال ابن حجر في “فتح الباري شرح صحيح البخاري”: “قال الخطابي رحمه الله: فيه إشارة إلى أن المال الذي يكتسب باتخاذ الخيل من خير وجوه الأموال وأحبها. والعرب تسمي المال خيرًا كما تقدم في الوصايا في قوله تعالى: ﴿ إِنْ تَرَكَ خَيْرًا الْوَصِيَّةُ ﴾ (البقرة: 180) وقال ابن عبدالبر: فيه إشارة إلى تفضيل الخيل على غيرها من الدواب؛ لأنه لم يأتِ عنه صلى الله عليه وسلم في شيء غيرها مثل هذا القول.