د / باسم بدر
مدير الاسطبلات ورئيس الأطباء البيطريين بمركز الملك عبدالعزيز للخيل العربية الاصيلة
تعد الخيول من أكثر فصائل الحيوانات التي تعاني من “المغص”، حيث يستدل على وجوده عند الحيوان بظهور أعراض “الألم البطني”.
ومن الناحية التشريحية للجهاز الهضمي للخيل فإن طريقة الهضم في الخيل بالمقارنة مع ما يقدمه المربي من أنواع الأعلاف المختلفة من أكثر المسببات شيوعاً للمرض، وليس من الضرورى أن أن يكون سبب ظهوره المغص، خلل بنظام التغذية أو خلل بالجهاز الهضمي، حيث أنه في بعض الحالات يكون السبب عدوى في جزء آخر من أجزاء جسم الخيل ومنها: عدوى الجهاز التناسلي أو جهاز التنفس”، بالإضافة إلى أنه في الأفراس اللقاح، من الممكن أن يكون الحمل في الأفراس أحد أسباب ظهور المرض.
ويأتى علاج المغص كأحد الأشياء التي تزعج ملاك الخيل لما قد ينتج عنه من نفوقها بالإضافة إلى الخسارة الاقتصادية من ناحية تكلفة العلاج أو خسارة الخيل المصابة لذلك فإنه من الضروري معرفة
مسببات المغص وأعراضه وتشخيصه وعلاجه وطرق وأساليب الوقاية والتقليل من نسب حدوثه.
وفيما يتعلق بمسببات المغص: فإن له عدة أشكال و أنواع و كذلك له عدة أسباب مثل: تغيير نظام تغذية الخيل “عدد المرات اليومية – الكمية – تغير جودة الأعلاف المقدمة للخيل، كما أن هناك عدة أسباب ترتبط بالتغذية مثل:
التغيير المفاجئ في تغذية الخيل (سواءً النوع أو الكمية) أو الأعلاف العفنه التي تسبب التخمر و الإصابة بالمغص الانتفاخي، والاعتماد على نظام غذائي يعتمد غالباً على المركزات يؤدي للمغص إذا لم تضاف الكميات الكافيه من النخالة التي تضاف الى العليقة المركزه و تغذية الخيل على الألياف مثل الرودس، وتغذية الخيل على أعلاف بها فطريات أو عفنه مما يسبب التهاب الأمعاء و انسداد الأمعاء الغليظة.
ومن المسببات أيضا التخزين السيء للأعلاف والرطوبة حيث يؤديان إلى ظهور الفطريات والعفن ما يصيب الخيل بالمغص، كما أن الخيل ذات العادات السيئة في تناول الطعام مثل التي تقوم بالبلع مباشرة، وأيضا قلة مياه الشرب قد تؤدي إلى ظهور المغص مع المياه الغير صالحة للشرب، بالإضافة إلى تقديم الغذاء أو الماء للخيل الحارة “بعد التمرين مباشرةً”، ووضع نظام تدريب غير متناسب مع نظام تغذية الخيل، وعدم برد أسنان الخيل بشكل دوري ولفترات زمنية طويله جداً يؤدي إلى عدم طحن الطعام جيداً ما يسبب المغص.
والديدان والطفيليات الداخلية بالأمعاء “في بعض الأحيان و ليس غالباً” عند إعطاء أدوية الديدان يظهر المغص و ذلك لوجود كمية كبيره من الديدان.
الديدان والطفيليات الداخلية بالأمعاء من أهم أسباب المغص في الخيل:
فوضع الخيل في البادوكات ذات الأرضية الرملية يؤدي إلى الإصابه بالمغص الرملي، حيث أن الرمال تتراكم و تسد الأمعاء وكذلك ابتلاع الخيل أي جسم غريب مثل الأكياس البلاستيكية أو أوراق أو أخشاب و خلافه، لذلك يجب دائماً تفقد البادوكات وغرف الإيواء للتأكد من خلوها من أي أجسام غريبة مثل الأحجار و الأكياس البلاستيكية و الأخشاب التي قد تبتلعها الخيل ما يؤدي إلى المغص.
تغير المناخ
إن انسداد الأمعاء سواءً جزئي أو كامل و الذي يجب تشخيصه مبكراً جداً لأنه عادةً يؤدي إلى نفوق الخيل و يستوجب التدخل الجراحي “إن التركيب التشريحي في بعض الخيل و كذلك وضع الأمعاء الذي يساعد على الالتفاف و كذلك اختلاف التركيب الطبيعي للأحشاء في بعض الخيل و وضع القولون قد يؤدي إلى زيادة نسبة الانسداد.
الحمره (حمى الحافر):
بعض إصابات العرج ووجود عدوى في جزء آخر من الجسم والإصابة بقرح المعدة في الخيل قد يؤدي إلى ظهور المغص.
أعراض المغص:
تختلف أعراض المغص في الخيل حسب شدته من المغص الخفيف إلى الشديد إلى المتكرر ومن أهم أعراض المغص الخفيف أنه يظهر على الخيل بوضوح وذلك بتغير في مزاجه وضرب الأرض بالقوائم الأمامية و الدوران والالتفاف في كثير من الأحيان والاستلقاء والنظر إلى منطقة البطن بشكل متكرر، أما بالنسبة للخيل التي تعاني من مغص أشد تقوم باللف بشكل أسرع و تستلقي على ظهرها لتخفيف الضغط على الأمعاء، لذلك يجب منع الخيل المصابة بالمغص من الرقود والالتفاف حول نفسها والذي يؤدي إلى إلتواء الأمعاء.
وفيما يتعلق بالخيل التي تعاني من مغص شديد جداً تلقي بنفسها على الأرض وتقوم بالالتفاف بعنف شديد وهذه الخيل تكون خطيره جداً ما يستوجب إعطاؤها مهدئ ليسهل التعامل معها كما أن معدل النبض والتنفس يزدادان بشكل ملحوظ جداً، أما درجة الحرارة تقريبا تكون عاديه كما تتميز بتوقف حركة الأمعاء أو أي أصوات تصدر من الجهاز الهضمي.
تشخيص المغص:
يفضل أن يجرى طبيب بيطري مختص عملية الكشف على الخيل التي تعاني من المغص لتشخيصه و والوقوف على مدى شدته وعلاجه بأسرع وقت في بداية ظهور الأعراض.
ويتم تفقد الخيل في الاسطبل المخصص له أو في البادوك لكي يتم ملاحظة الآتي:
الحالة العامة للخيل و كذلك السلوك الظاهر عليه “هادئ – قلق – متيقظ – لا مبالي – مستثار”.
ظهور علامات الألم على البطن “لا يوجد ألم – ألم متقطع و على فترات – ألم متواصل”.
صوت الأمعاء “طبيعي – زائد – منخفض – لا يوجد صوت”.
حجم البطن “طبيعي – ممتلئ أو منتفخ – نحيف”.
النبض “طبيعي – ضعيف”.
لون الأغشية المخاطية، بالإضافة إلى المدة الزمنية التي تستغرقها الأغشية المخاطية للرجوع إلى لونها الطبيعي وذلك عن طريق عمل اختبار بالضغط على اللثة لمدة ثواني و ملاحظة المدة الزمنية التي يتم رجوعها إلى اللون الطبيعي، فالمدة الزمنية للرجوع إلى اللون الطبيعي ثانيتين فأقل”.
كما أن هناك أعراض أخرى مثل “التعرق – وجود جروح أو إصابات”. ويجب تفقد اللثه لمعرفة لون الأغشية المخاطيه (الطبيعي لونه وردي). تفقد الماء لمعرفة مدى استهلاك الخيل المصابة بالمغص للماء
تفقد إخراجات الخيل (البراز) لمعرفة طبيعته و مكوناته و أي تغير.
ليتم بعد ذلك عمل المزيد من الفحوصات للخيل المصابة كالتالي:
قياس معدل النبض ( معدل النبض الطبيعي 36 نبضة بالدقيقة )
قياس معدل التنفس ( معدل التنفس الطبيعي من 8 إلى 16 نفس في الدقيقة )
القيام بعملية الجس للمستقيم بواسطة الطبيب البيطري المختص
تمرير أنبوب المعدة بواسطة الطبيب البيطري المختص كعلاج و أيضاً لإفراغ محتويات المعده من السوائل الزائده والغازات و كذلك المحتويات الزائدة من الأعلاف
الخيل البالغة “مواليد الخيل”، (مهرات و أمهار)
ويجب معرفة: أن الأغشية المخاطية للخيل السليمة تكون رطبه و لونها وردي ولون الأغشية المخاطية ثانيتين فأقل وهى المدة الزمنية التي تستغرقها الأغشية المخاطية للرجوع إلى لونها الطبيعي
ويسمع صوت الهدير و أصوات الغازات و كذلك صوت يشبه الغرغره صوت القناة الهضمية
المؤشرات الحيوية الطبيعية للخيل.
وبعمل جميع الفحوصات السابقة يستطيع البيطري المختص تقييم حالة المغص بناءً على نوعه وحدته و إعطاء العلاج المناسب ففى حالة المغص البسيط والمتقطع فإنه يمكن علاجه بالأدوية البيطرية أما بالنسبة للمغص الذي يكون سببه إلتواء بالأمعاء فإنه يحتاج إلى التدخل الجراحي.
علاج المغص:
بداية “الخطوة الأولى”: ومن أكثر الطرق شيوعاً وتقليديا يتم عمل مشي للخيل المصابة بالمغص
و ذلك للمساعده على تخفيف الألم الناتج عن المغص و أعراض القلق الظاهره على الخيل
وكذلك لتفادي رقود الخيل على الأرض والالتفاف حول نفسها لمنع التواء الأمعاء كما أن المشي
يساعد على تحريك الأمعاء و تخفيف الضغط عليها و بالتالي تسهيل عملية الإخراج (التبرز).
وتكون عملية المشي لمدة 30 دقيقة فقط لا غير ويتم ملاحظة اختفاء أعراض المغص من عدمه
وإذا لم تختفي أعراض المغص فإن تدخل الطبيب البيطري المختص مهم جداً.
و”الخطوة الثانية”: أنه لتشخيص المغص بالشكل الصحيح وتحديد طريقة العلاج وعادة ما يقوم الطبيب البيطري بإعطاء المسكنات وكذلك تعليق المحاليل اللازمة وكثيراً ما يستخدم زيت البرافين عن طريق أنبوب المعدة لتليين المعدة و تسهيل حركة الأمعاء و كمسهل لعملية الإخراج (ملين للمساعدة على “التبرز” ومن ثم يقوم الطبيب البيطري المختص بتقييم الخيل فإذا لم تستجب للعلاج فإنه ينتقل إلى
“الخطوة الثالثة”: وعادة يكون سبب المغص انسداد الأمعاء أو التفافها وهنا يمكن أن يكون الطبيب البيطري المختص يحدد متى التدخل الجراحي أحد الحلول.
التدخل الجراحي لعلاج المغص
الجراح البيطري المختص يقوم بإجراء العمليات الجراحية الخاصة بالمغص إذا وجد التفاف بالأمعاء أو انسداد أو وجود أي جسم غريب يالجهاز الهضمي
ويجب مراعاة: أن الكثير من ملاك الخيل يقوم بحقن الخيل المصابة بالمغص إما بالباسكوبان أو الكالمجين وهما من الأدوية الأكثر شيوعاً بالصيدليات البيطرية كمسكنات للمغص ولكن يجب عدم استعمال أي منهما إلا قبل التاكد من حركة الأمعاء فالباسكوبان يعطى في حالة المغص المصحوب بحركة عالية للأمعاء أما الكالمجين يعطى في حالة المغص المصحوب بانخفاض حركة الأمعاء.
وعدم إعطاء جرعات من الفينادين الحقن لأنه يقوم بإخفاء الكثير من أعراض المغص و الذي يؤدي إلى خطأ في التشخيص.
ويجب دائماً استشارة الطبيب البيطري المختص لمعرفة نوع الدواء و جرعته في علاج الخيل
طرق و أساليب الوقاية و التقليل من نسب حدوث المغص
هناك بعض الخطوات العملية البسيطة التي يجب اتباعها للوقاية من الإصابة بالمغص في الخيل أو التقليل بشكل كبير جداً من الإصابة بالمغص وهي كالتالي:
عدم وضع الخيل بالبادوكات لفترات طويله و خصوصاً الرمليه لتجنب ابتلاعها الرمال
تقدم مياه شرب نظيفه باستمرار و بكميات كافيه
اتباع نظام غذائي متوازن و كذلك خطة تغذية يومية ثابته
عدم تقديم الدريس أو الرودس العفن أو المليئ بالفطريات و منتهي الصلاحية
تقديم كمية كافيه من النخاله مع العليقة الجافة والمركزه
التاكد دائماً من خلو الإسطبلات و البادوكات من الأجسام الغريبه التي قد تأكلها الخيل
وضع جميع الخيل في برنامج وقائي سنوي (غالباً كل 3 شهور – 4 مرات بالسنة أو حسب توجيهات الطبيب البيطري المختص) للوقاية و العلاج من الديدان المعويه باستشارة الطبيب البيطري المختص (هذه الخطوة ضروريه جداً)
لذلك فإن وضع نظام تربية ورعاية صحيح للخيل يؤدي إلى تفادي الكثير من المشاكل والأمراض التي قد تصيبها وحال ظهرت أعراض المغص يفضل الاتصال مباشرةً بالطبيب البيطري المختص.