حظِيَت الإسطبلات في عصر المماليك بمكانة رفيعة، حيث كان السلاطين المماليك ينزلون بالمقعد الملحق بالإسطبل السلطاني للنظر فى أمور القطاعات وشؤون الأمراء والمماليك، علاوة على تعاطى الأحكام بين الناس، فكان الناصر محمد يجلس فى مقعد الإسطبل السلطانى يومى الأحد والأربعاء؛ للنظر فى المظالم، وسار على نهجه ابنه الملك الناصر فرج بن برقوق، ثم المؤيد شيخ، وكان يجلس كل يوم جمعة، وكذلك السلطان برسباي، الذى خصص الثلاثاء والسبت، ومثلهم فعل الغوري.
وكما كان الإسطبل مكانًا للنظر فى المظالم، كان لتوقيع العقوبات على من يغضب عليهم السلطان، ففيه سُجِن بعض الأمراء، كما تم جلد الكثير من الأمراء الخارجين على القانون.
وكان الإسطبل السلطانى يُستخدَم كمكان له أهمية خاصة، تتمثل فى مبايعة السلاطين، ففيه بويعَ السلطان برقوق وابنه السلطان فرج والسلطان قايتباى وسلاطين آخرون.
وكان الإسطبل مكانًا لإقرار التصالح بين الطوائف المتنازعة وعَقْدِ اجتماعات حال وقوع صراعات وفتن.
كما كانت تقام به الولائم الكبرى، فأقيمت سنة ۱۳۸۸م بأمر بطا الفخرى وليمة ضخمة فى الإسطبل.
إسطبلات الأمراء
كان الأمراء يُنشِئُونها، وأحيانًا يُنشِئُها لهم السلاطين، وكانت من أهم مكونات الدار، الدَّوْر الواحد كان يحتوى أحيانًا على عدة إسطبلات، حتى غلب اسم الإسطبل على الدار أو القصر.
ويُعبَّر عن إسطبلات الأمراء بالإسطبلات السعيدة، ولها ديوان ونُظَّار ومباشرون.
الإسطبلات الشريفة
هى من حقوق القلعة، وتتكون من الإسطبل الخاص الشريف، وبه الخيول الخاصة والمراكيب الشريفة الخاصة بالسلطان.