كتب: سعيد شرباش
في “رسالة في خدمة الخيل والعناية بها” للأمير محمد على توفيق، تناول نظام الإسطبل وتأثيره على صحة الحصان، حيث قال إن الفرش ضروري لحصان يعمل عملاً شاقًّا طول يومه وكذلك الغذاء الصالح لأن؛ كلاًّ منهما يرد القوة الضائعة والنشاط المفقود في أثناء العمل الشاق.
الفرش
الفرش عادة يوضع لترقد عليه الخيول في أثناء الليل غير أن لبعض الخيل عادات تستلزم وضع الفرش في أثناء النهار أيضًا، فمنها ما لا يبول إلا إذا أحس الفرش تحت أقدامه، حتى ليحبس نفسه عن البول ساعات متوالية، فتمتلئ المثانة، وتظهر عليه أعراض الألم المبرح، ولا يتسنى له أن يقوم بأي عمل.
أضرار حبس البول
وقد لوحظ أن بعض الخيول تنشأ وفيها هذه العادة من وجود ضعف في الأقدام واستعداد للقشف وأمراض الجلد، فتمتنع عن التبول على أرض مبلطة؛ خيفة وصول رشاش البول إلى أقدامها، مع أن الضرر الذي ينشأ عن رشاش البول لا يقاس بجانب ضرر عدم التبول.
ومن الخيول ما تفحص الأرض بأقدامها بشدة تنكسر معها مسامير الحدوة، ويحدث منها ضرر لأنسجة الحافر نفسه. ومنها خيول أقدامها ضعيفة، فهي تعرج إذا وقفت على أرض جافة بدون فرش.
ومنها خيول لا تقدر على استئناف أي عمل إن هي لم ترقد في النهار قليلاً من الوقت.
وأحسن أنواع الفرش ما كان الحصول عليه سهلاً، وهذه السهولة تتفاوت بالطبع فمن الأشياء التي تستعمل للفرش قش الحبوب كالقمح والشعير والأرز وقش القصب وفروع بعض الأشجار الناعمة واللينة ونشارة ومساحة الخشب، وغير ذلك كثير يختلف باختلاف ظروف الأحوال والوسط.
مواصفات الفرش
أهم ما تجب مراعاته أن يكون الفرش جافًّا غير مبلل، والروث بسيطًا سهلاً خلوًا من كل ما يقض مضجع الحيوان أو يؤذيه؛ ولذلك كان رفع الروث والفرش المبلل في كل صباح عند خروج الحيوان من إسطبله لازمًا، ويجب أن ينقل بعيدًا حيث كومة السماد، ثم يرفع الباقي لنشره في مكان جيد التهوية معرض للشمس لأجل التهوية والتجديد.
غسل الإسطبل
ويجيب الأمير عن سؤال، وهو أن البعض لا يميل لغسل الإسطبل؛ بدعوى أن الرطوبة تنشأ من الغسل، فهل هذه الدعوى صحيحة؟
ويقول الأمير محمد على توفيق: هذه الدعوى ساقطة؛ لأن بلادنا بلاد معتدلة، بل تكاد تكون حارة. ويمكن تقليل الغسل في الشتاء، فبدل أن يكون كل يوم، يجوز أن يكون كل أسبوع أو أسبوعين، ويمتنع عنه في اليوم الرطب البارد.
ويلاحظ عدم وجود الحيوانات في الإسطبل طول اليوم، وتفتح النوافذ ومنافذ التهوية والأبواب. وبعضهم ينصح بوضع شيء من الرمل الجاف أو نشارة الخشب بعد الغسل؛ لأن ذلك يساعد على امتصاص الرطوبة وعلى تخشين البلاط، وهذا يمنع انزلاج الحيوان وسرعة سقوطه.
فوائد غسل الإسطبل
ويختتم الأمير هذا الجزء بقوله: فائدة غسل الإسطبل لا تخفى؛ لأنها تمنع الرائحة الكريهة التي تنشأ من تراكم الأقذار والروث في شقوق البلاط، وفي المواضع المنخفضة؛ حيث تتخمر وتتعفن بمساعدة وجود البكتريا.
كما أن الغسل يمنع الطبقة اللزجة التي تكسو البلاط، فتنزلج عليه أقدام الحيوان؛ مما يؤدي كثيرًا إلى السقوط وكسر عظم أو إتلاف عضو.
كما أن الغسل مصحوبًا ببعض المطهرات من دواعي درء عدوى الأمراض عن الإسطبل. والغسل بمطهر يجب أن يكون شاملاً بلا استثناء للجدران والنوافذ والسقف والأرض ولا سيما إذا كان يشك في وجود أي عدوى.
كما أنه يجب تعهد كل شيء يتلف بالإصلاح وخصوصًا نظام المجاري؛ خوفًا من انسدادها وما في ذلك من الضرر.
رسالة في خدمة الخيل والعناية بها (1)
رسالة في خدمة الخيل والعناية بها.. أهمية وفوائد غسل الحصان (2)
رسالة في خدمة الخيل والعناية بها.. زينة الحصان (3)
رسالة في خدمة الخيل والعناية بها.. رعاية أذن ورأس وقوائم الحصان (4)
رسالة في خدمة الخيل والعناية بها.. قص شعر الحصان (5)