لم يَحْظَ الأمير أحمد كمال بما حَظِىَ به كثيرون من أمراء الأسرة العلوية من شهرة، أمثال الأمير محمد على توفيق والأمير كمال الدين حسين، إلا أنه كان واحدًا من أشهر المَعْنِيِّين بتربية الخيل العربية الأصيلة، ورعايتها.
والأمير أحمد باشا كمال هو ابن أحمد رفعت بن إبراهيم باشا بن محمد على باشا، ويُعَدُّ من أكثر المربين حبًّا وشغفًا بتربية أصايل الخيل العربية، وجَمْعِهَا من كل مكان، والتأكد من نقائها.
أحَبَّ الأمير أحمد كمال الخيل عندما قُدمِّت له مجموعة من الخيول هدية من على باشا شريف عام 1878، حيث شملت الهدية مجموعة متميزة من الخيول، والتى تعود أصولها إلى خيول عمه عباس باشا الأول.
وفى عام 1880 حصل الأمير أحمد كمال الدين على مجموعة أخرى من خيول على باشا شريف، وكان على باشا شريف يسعى دائمًا لتقوية علاقته بالأسرة المالكة.
كما استورد الأمير أحمد مجموعة خيول من خلال فهد بن عبد الله، واشترى فرسين من أحمد بك السنارى، تعود أصولهما لخيول عباس باشا الأول، ولعبت إسطبلات المطرية والبركة دورًا هامًّا فى تقدُّم الحصان العربى فى مصر.
وجاء فى مذكرات الليدى آن بلانت أن الأمير أحمد كمال حصل على الفرس المعنجية الحضرجية وكحيلة العجوز من الطحاوية عام 1898.
خيول الأمير أحمد كمال أبطال السباقات
أعطى الأمير أحمد إسطبلاته عناية فائقة، وكثيرًا ما كانت تفوز خيله فى سباقات الخيول التى تقام على مضامير السباق، وقد لعبت خيوله دورًا مهمًّا فى إنتاج إسطبلات الشيخ عبيد، وتأسيس إسطبلات الخديوى عباس حلمى الثانى، والجمعية الزراعية الملكية، وخيول الأمير محمد على.
ومن واقع السجلات التاريخية يتضح أن الأمير أحمد كمال لم يأخذ الشهرة الواسعة التى حَظِىَ بها كل من الأمير محمد على توفيق والأمير كمال الدين حسين، إلا أن مساهماته فى عالم الخيول لا يمكن إغفالها؛ حيث كان صاحب بصمة قوية فى عالم الخيل العربية الأصيلة. ومن خيوله: دهمان، سباح، ربدان، جميل، صقلاوى جدران الأبيض، الصقلاوي الأول الذي أحدث الطفرة الهائلة في عالم الخيل، روضة بنت روضة بيضاء، بنت روضة بيضاء، أم شباكة، نورة.
أهم فرسات الأمير أحمد كمال بإسطبلات المطرية والبركة
ضمت إسطبلات المطرية، التي أسسها الأمير أحمد باشا كمال عددًا من الخيل الأصيلة، وهي:
- سبحة الزرقاء: فرس زرقاء صقلاوية جدرانية، إنتاج على باشا شريف.
- روجا: فرس زرقاء صقلاوية جدرانية، أبوها عزيز، وأمها بنت حرة، إنتاج على باشا شريف.
- بنت روجا: فرس زرقاء صقلاوية جدرانية، أبوها الحصان الدهمان الأزرق، وأمها روجا، إنتاج الأمير أحمد سنة 1894 بإسطبلات المطرية.
- بنت روضة: فرس زرقاء صقلاوية جدرانية، أبوها جميل الأحمر، وأمها روجا، وُلِدَت عام 1896 بإسطبلات المطرية.
- أم دلال: فرس شقراء صقلاوية جدرانية، أبوها سباح، وأمها بنت روضة، وُلِدَت عام 1900 بإسطبلات القبة.
- دلال: فرس زرقاء صقلاوية جدرانية، أبوها ربدان، وأمها أم دلال، وُلِدَت عام 1903 بإسطبلات المطرية.
- روضة: فرس حمراء صقلاوية جدرانية، أبوها سباح، وأمها بنت روضة، وُلِدَت عام 1906 بإسطبلات المطرية.
- فريدة الدبانى: فرس زرقاء دهمة شهوانية، أبوها السنارى، وأمها عزة، إنتاج أحمد بك السنارى عام 1885، اشتراها الأمير أحمد كمال عام 1890.
- فريدة الحمراء: لونها أحمر كحيلان ممرحية اشتُرِيَت من زيد من الفدعان.
- بنت فريحة: فرس شقراء كحيلة ممرحية، أبوها عبيان شراك، وأمها فريحة الحمراء، إنتاج إسطبلات القبة.
- دوجا: فرس زرقاء كحيلان ممرحية، أبوها دهمان الأزرق، وأمها فريحة الحمراء، إنتاج البرنس أحمد كمال بإسطبلات القبة عام 1899.
- خطرة: فرس زرقاء كحيلان ممرحية، أبوها سباح، وأمها دوجا، من إنتاج الأمير أحمد كمال بإسطبلات القبة.
- دينا: فرس حمراء كحيلان ممرحية من سباعة، استجلبها الأمير أحمد من الجزيرة العربية.
- نافعة الكبيرة: زرقاء كحيلان ممرحية، أبوها ربدان، وأمها دينا، إنتاج الأمير أحمد عام 1905.
- نوما: فرس حمراء كحيلان النواق، أبوها وزير، وأمها كسلا، إنتاج على باشا شريف.
- بنت نوما: فرس حمراء كحيلان النواق، أبوها دهمان الأزرق، وأمها نوما، إنتاج الأمير أحمد عام 1901 بإسطبلات المطرية.
أسماء طلائق الأمير أحمد كمال بإسطبلات المطرية والبركة
ضمن إسطبلات المطرية والبركة طلائق كان لها دور كبير في تطوير إنتاج الخيل العربي الأصيل، وهي كالتالي:
- جميل الكبير: حصان أشقر صقلاوى جدراني، وُلِدَ عام 1870، استُجلِب من الفدعان عام 1880.
- جميل الأحمر: حصان صقلاوى جدرانى، أبوه جميل الكبير، وأمه سبحة الزرقاء، إنتاج الأمير أحمد كمال بالمطرية.
- دهمان الأزرق: حصان أزرق دهمان شهوان، أبوه جميل الأحمر، وأمه فريدة الدبانى، إنتاج الأمير أحمد.
- ربدان: حصان أزرق كحيلان، أبوه دهمان الأزرق، وأمه رابدة، إنتاج الأمير أحمد كمال عام 1897.
- سبحان: حصان أشقر صقلاوى جدرانى، أبوه ربدان، وأمه أم دلال، إنتاج الأمير أحمد.
- الصقلاوى الأول: حصان أزرق أبوه الصقلاوى الكبير، وأمه رولة التى تم استجلابها لعلى باشا شريف عام 1886، صقلاوى جدراني، وقام بشرائها الأمير أحمد، وأنتجت الصقلاوى الأول بإسطبلات المطرية.
- سباح: حصان أزرق معنكى حدرجى، أبوه الصقلاوى الأول، وأمه المنعجية الحضرجية، إنتاج الأمير أحمد كمال.
- معنكى سبيلى: استُجلِبَ للأمير أحمد من الجزيرة العربية.
- نادر الكبير: حصان دهمان شهوان، وهذا الحصان من التراكيب القديمة، إنتاج على باشا شريف، واشتراه الأمير أحمد كمال.
هذا جزء من خيول الأمير أحمد كمال التى أصبحت قبلة لعشاق ومحبى ومربى الخيول، الذين يبحثون عن الأصالة والتميز.
وتميز إسطبل المطرية بالحصان جميل الكبير، وهو من أهم الخيول المؤسسة وحفيده دهمان الأزرق، الذي أصبح من أهم الطلائق الموجودة فى ذلك الوقت، ومن بعده ابنه ربدان، وحفيده ابن ربدان.
وأيضًا الفرس الصقلاوية سمحة الزرقاء، وهى أم الحصان جميل الأحمر، والفرس الصقلاوية روجا وأولادها استمرار لخيول على باشا شريف، وأم دلال الصقلاوية الشقراء، والتى نجحت من خلال عائلتها فى تأسيس شهرة عالمية.
الليدي آن بلانت تنبهر بخيول الأمير أحمد كمال
في عام 1889 قامت الليدى آن بلانت بزيارة الأمير أحمد كمال لمشاهدة خيوله فى مزرعة البركة، وهذه المزرعة عبارة عن حقول مزروعة بالبرسيم، وتربية الخيول فيها معتمدة على الرعى.
وتقول بلانت: شهدت الفرسات فى حقول البرسيم، واستمتعت بالخيام واحتساء القهوة، ومن خلال متابعتى للخيول بعناية ودقة، أحببت الفرس الشقراء العجوز “كحيلة العجوز” من الأم رولة”، وللعلم رسن كحيلة العجوز يعود إلى قبيلة الرولة، وتم تسمية الفرس على اسم القبيلة، وكذلك فرس صقلاوية زرقاء من خيول على باشا شريف كانت رائعة الجمال، كما رأيت حصانًا أشقر طاعن فى السن اسمه جميل من خيول على باشا شريف، وكانت هناك فرس جميلة جدًّا اسمها “مشورة”، ولكن قائمتيها الأماميتين بهما مشاكل، وكان هناك حصان أزرق جميل جدًّا من خيول على باشا شريف، وحصان كحيلان عجوز، وأعجبت أيضًا بمهر صقلاوى من خيول على باشا شريف، واعتبروه فى غاية الجمال، واقترحوا على الأمير تزويجه بالفرس ردينة وهى من خيولهم، كما بُهِروا بعدد من كرائم الخيول، وقد شاهدوا الخيول وهى ترعى فى حقول البرسيم، كما امتلك الأمير أحمد الحصان الشهير “سباح”، وقد استخدمته الليدى بلانت فى التزاوج مع الخيول الخاصة بها، وكان له تأثير كبير فى إنتاج مرابطها.
حاولت الليدى آن بلانت شراء 5 فرسات من الأمير أحمد كمال الدين، ولكنه رفض بيع خيوله، وكان سعيدًا بنقاش الليدى بلانت حول الخيول، وكانت بلانت تنظر إلى الخيول وإنتاجها، وتسأل: هل هذا إنتاج على باشا شريف؟ وكان الأمير يستمع إليها ولا يجيبها، لم تحب بلانت الأمير أحمد كمال وكذلك على باشا شريف؛ بسبب الكبرياء وقوة الشخصية.
طلبت الليدى بلانت عام 1904 الأمير أحمد شراء أحد الخيول المعنكية، ولكنه رفض، وفى زيارة أخرى وجدت فرسًا دهمة شهوانية تم شراؤها من أحمد بك السنارى، ورفض الأمير بيعها، فعرضت شراء المعنكى السبيلى.
كان عدد الخيول الموجودة فى مزرعة البركة 58 جوادًا. أما إسطبلات المطرية فكانت تحتوى على 30 جوادًا تقريبًا، ومعظم خيول الأمير أحمد قُدِّمَت هدايا للخديوى عباس حلمى الثانى والأمير محمد على توفيق.
خيول الأمير أحمد كمال المؤسسة لتربية الخيول بالجمعية الزراعية الملكية
قدم الأمير أحمد كمال مجموعة كبيرة من الخيول المؤسسة لبرنامج تربية الخيول بالجمعية الزراعية الملكية، وهي:
– دلال: وُلِدَت عام 1903 م، وهى ابنة الفرس المؤسسة أم دلال من إنتاج إسطبلات الأمير أحمد كمال، وأسست عائلة شهيرة تُنسَب لرسن الصقلاوى الجدراني، والتى تضم الفرس منية النفوس.
ويُعتبَر خط النسب هذا أفضل ما يمثل العائلات التى تنتمى للرسن الصقلاوى الجدراني، والتى انتشرت دماؤها بواسطة ذريتها فى البلاد التى تربى الخيول العربية المصرية. كما تنتسب الفرسان الباتعة ورتيبة إلى فروع أخرى لنفس العائلة.
وُلِدَت أم دلال، وهي فرس شقراء اللون عام 1899م، من إنتاج إسطبلات الأمير أحمد كمال، وامتلكها الأمير محمد على، وهى حفيدة الفرس الصقلاوية الشهيرة روجا البيضاء التى كانت ملكًا لعلى باشا شريف.
وكان لأم دلال أثر بارز فى إسطبلات إنشاص والجمعية الملكية الزراعية كما كان الحال مع غزالة، بالإضافة إلى أثرها فى الهيئة الزراعية المصرية.
تُعَدُّ الفرس نافعة الصغيرة ابنة الحصان المعنكى السبيلى”سباح”، ونافعة الكبيرة، والتى وُلِدَت عام 1910، وهى مؤسسة عائلة الطلائق الأبطال، فهى أم منصور أبى الأبطال شيخ العرب، ويُعَدُّ الحصان شيخ العرب مؤسس أقوى الفرسات، والحصان نظير من أشهر الطلائق المصرية. وهذه الفرس الأم ذهبت هدية إلى الجمعية الزراعية عام 1915.
وأشار الأمير محمد على توفيق إلى الأمير أحمد كمال فى مؤلفاته عندما تحدث عن التدريب قائلاً: “والدليل على ذلك أن صهرى البرنس كمال الدين أرسل حصانًا عمره سنة إلى قبيلة الطحاوية؛ لكى يركبه ولد صغير، ويصطاد عليه الغزال فى الصحراء، وكان غذاؤه الشوفان الأوروبي، فكسب الحصان سباقات كثيرة؛ ولذلك ترى أن المسألة مسألة تمرين بعد توافر الأصل الطيب“.
بعد الحرب العالمية الثانية تَوقَّفَ الأمير يوسف عن تربية الخيول، وترك مجموعة صغيرة فقط من خيول أبيه.