رغم حب الليدي آن بلانت الشديد للمجيء إلى مصر، وعشقها للخيل العربي الأصيل، إلا أن هذا العشق تسبب في كراهيتها الشديدة للأمير أحمد كمال وعلي باشا شريف. وتعرضت الليدي نتورث ابنة بلانت لهذا الأمر في مذكراتها، حيث تقول في كتابها “تاريخ الحصان” إنه تم إرسال “زيد”، وهو بدوي من قبيلة مطير، من قبل والدتها السيدة آن بلانت إلى علي باشا شريف لشراء فرس، لكن الباشا خَمَّن مَنْ الذي أرسله، وكانت رواية “زيد” عن المقابلة أن الباشا قال:
“يا زيد، إن حافرًا واحدًا من فرس “بنت نورا” يساوي 500 جنيه إسترليني”. كانت طريقة كلام الباشا “حلوة” (حلوة كالعسل)، لكنه جرح مشاعري بقوله إن الفرس “الدهمة النجيبة” أفضل من “الكروش “؛ ومع ذلك لم أقل شيئًا؛ فالباشا رجل طيب ليس مثل الكلب أحمد باشا ترك والده الذي ضربني بالكرسي ثم بقبضتيه مرتين. وقال الباشا: ألا يكون بيع “الدهمة نجيبة” لشخص مثلك بمثابة جريمة؟”.
بلانت تفشل في التقليل من خيول الأمير أحمد كمال
حاولت الليدي آن بلانت التقليل من شأن خيول الأمير أحمد كمال الذي لم يعطِها أي اهتمام، وكان يرفض بيع أي خيول لها على الإطلاق، كما كان يرفض زيارتها لإسطبلاته، سواء في المطرية أو البركة. ويبدو أنه لم يسمح لها بالزيارة إلا مرة واحدة. تقول بلانت “لم يكن لدى مربط الأمير أحمد عام 1889 أي شيء ذي أهمية سوى زوجين من علي باشا شريف. لكن في عام 1890، وجدتُ هذه الملاحظات التي كتبها أحد المقيمين في مصر:
“2 يناير، عام 1890، ركبنا خيولنا وذهبنا إلى المكان الذي ترعى فيه خيول أحمد باشا في البرسيم. لقد كان طريقًا طويلاً، حيث ركضنا بخيولنا لمسافة كبيرة. وعندما وصلنا إلى أرض التغذية، كان هناك صهيل عام ورفع للذيول والكعوب. كان هناك اهتمام بالفحول بشكل أفضل من معظم الخيول الأخرى؛ فكان لديها حرية أكبر في الحركة. وكانت أفضل فرس هناك هي فرس بيضاء ذات ذيل مرفوع بشكل رائع. سلالتها “الصقلاوي”. وعلى الرغم من أنها كانت ترتدي دثارًا ثقيلًا، إلا أنها حملت هذا الدثار عاليًا، وكانت آخر نظرة رأيتُها لها، كانت تَخَبَّب حول حبلها بينما ذيلها ودثارها ينفتلان فوق ظهرها.
كان هناك أيضًا فرس كستنائية رائعة حقًّا تناسب أي إسطبل سباق. كانت الفرس الأكثر جمالاً والتي لم أرَها قط”.
رغم كراهيته لعلي باشا.. بلانت تستعين بأحد سُيَّاسه
رغم كراهية الليدي آن بلانت لعلي باشا، إلا أنها استعانت بلانت بأحد السُّيَّاس السابقين لخيل على باشا، وهو بدوى من قبيلة مطير يُدعَى “مطلق”، وأصبح مدير إسطبلات الشيخ عبيد، وصار إسطبل الشيخ عبيد مقر الإقامة الدائمة لليدى بلانت، حيث عاشت مستقلة عن زوجها منذ عام 1905 حتى وفاتها، وبالرغم من كبر سنها، إلا أنها كانت مشغولة بالإسطبلات الخاصة بها.
وقد استمتعت الليدى بلانت بحياتها فى حدائق الشيخ عبيد، وكانت تحب أن تمتطى فرسها غادية من هليوبوليس حتى الروضة لزيارة إسطبلات البرنس محمد على توفيق.
وقام البرنس محمد على بإطلاعها على نسخة من مخطوطة عباس باشا التى حصل عليها من أخيه الخديوى عباس الثانى، عندما تم مناقشة سجلات أنساب الخيل المصرية عام 1913، وتحدثت إلى الأمير محمد على توفيق وكمال الدين حسين فى تسجيل خيل على باشا شريف بصفة أساسية.
تُوفِّيَت الليدى آن بلانت فى القاهرة 17 ديسمبر 1917م، بالمستشفى الأمريكي بالقاهرة، ودُفِنت فى مزرعتها، وفقدت إسطبلات الشيخ عبيد أهميتها كمركز لتربية الخيول، وبيعت الخيول بالقاهرة؛ لأن ظروف الحرب منعت انتقال الخيول إلى إنجلترا، واسم المشترى المصرى استمر غير معروف لعدة سنوات.
وقد أوصت بإسطبلاتها وخيولها لحفيدتيها، وباعتها البنتان لأمهما ابنة الليدى آن الوحيدة، وهى الليدى وينتورث.