وُلِدَ محمد علي في مدينة قولة الساحلية، في جنوب مقدونيا، عام 1769م لعائلة ألبانية، وكان أبوه إبراهيم أغا، رئيس الحرس المنوط بخفارة الطويف في البلدة، إبان الحكم العثماني.
وكان لوالده سبعة عشر ولدًا، لم يعش منهم سوى محمد علي، ومات عنه أبوه، وهو صغير السن، ثم لم تلبث أمه أن ماتت، فصار يتيم الأبوين، وهو في الرابعة عشرة من عمره، فكفله عمه طوسون، الذي مات أيضًا، فكفله الشوربجي، صديق والده، الذي أدرجه في سلك الجندية، فأبدى شجاعة وبسالة وحسن تصرف وتدبير.
واهتم بأن يعلمه طرق استخدام الأسلحة؛ ليصبح فارسًا عظيمًا، وكان تعلم الفروسية من أساسيات الصعود للسلطة فى تلك الأوقات الصعبة، على الرغم من تعلمه القراءة وعمره 45 سنة.
فقربه الحاكم، وزوَّجه أمينة هانم، وهي امرأة غنية وجميلة، وأنجبت له إبراهيم وطوسون وإسماعيل، (وهي أسماء أبيه وعمه وراعيه)، وأنجبت له أيضًا بنتين.
وقد أغار الفرنسيون على مصر، وهمَّ الباب العالى بالتعبئة وتسيير الجيوش؛ لدفع هؤلاء المغيرين عنها، وصدر الأمر بأن تقدم بلدة قولة من أهلها فصيلة مؤلفة من ثلاثمائة مقاتل، فاندرج محمد على فى سلكها، وعُيِّنَ بكباش عليها، وحضر واقعة أبى قير، فامتاز فيها بالبسالة والإقدام، وكوفئ على ذلك بتعيينه ساری جشمه (أى قائدًا).