هى الليدى “آن إيزابلا كنك”، ابنة وليام، ولقبه الوراثى الرسمى “إيرل أوف لوف ليس”، وحصلت الليدى آن على لقب البارونيس الخامس عشر، بموجب حقوقها الوراثية القانونية.
وهى حفيدة الشاعر الإنجليزى المشهور لورد “بايرون”، وقد توفيت والدتها فى سن مبكرة تاركة إياها برعاية والدها الذى كان من النوع المتعصب، الأمر الذى لم يهيئ لها طفولة سعيدة.
شبت الليدى آن واشتهرت بجمالها الفتان وحيويتها الطاغية وروحها المرحة وذكائها الحاد وملامحها الظريفة؛ مما أكسبها حب واحترام أعلى طبقات البلاط الإنجليزى، بالإضافة إلى حب وتقدير جميع الطبقات الأخرى، كما نبغت فى فن الرسم، واشتُهِرَت بأنها تهَبُ الحياة والحركة فى رسومها.
تزوجت عام 1869 من “ويلفريد بلانت” أحد رجال السلك الدبلوماسى الإنجليزى، وكان رجلاً على جانب كبير من الوسامة وذا شخصية جذابة أسَرَت الكثير من جميلات أوروبا وقتئذٍ.
وقد شاء القدر أن يكون هذا الرجل الفرحة الأولى لليدى آن ومأساتها الأخيرة؛ إذ تخللت حياتهما الزوجية الكثير من المنغصات التى أفسدت سعادتهما، وبعد زواجها من ويلفريد بلانت أصبح لقبها الليدى “آن بلانت”.
وكانت تحب الخيل حبًّا جمًّا، وكانت تركبها بدون سرج، وقالت فى مذكراتها إنها كان يحلو لها أن تتخيل نفسها فرسًا تخشى الوقوع فى شرك ما، وتفاديًا لهذا كانت تقلد الفرس فى الجرى السريع.
وتذكر أيضًا أنها كانت تتسلل من فراشها عند الشفق صيفًا إلى الإسطبلات؛ لترسم الخيل.
هكذا تَأصَّلَ حب الخيل فى نفس الليدى آن منذ الطفولة، ولم يأتِ هذا صدفة أو عفوًا، فهى سليلة عائلة أحبت الخيل منذ أكثر من ثلاثمائة سنة.
لماذا جاءت الليدي آن بلانت إلى مصر؟
مع التطور الذى حدث فى مصر وحفر قناة السويس وإنشاء السكك الحديدية، أصبحت مصر مكانًا يحلو للسياح الوافدين الاستجمام فيه، أو العابرين إلى الهند أو العائدين منها، فأصبحت القاهرة العاصمة الشرقية المفضلة لكل الأوروبيين.
وكان أفضل مكان يلتقى فيه الأوروبيون والمصريون هو فندق “شبرد” فى حى الأزبكية بالقاهرة، ففى هذا الفندق تعرفت الليدى آن بلانت وزوجها ولفرد على “علي باشا شريف” عام 1880م، وطلبا منه زيارة إسطبلاته بالهدارة.
تقول الليدى بلانت فى مذكراتها: كنا فى غاية الشوق لرؤية خيول على باشا شريف المشهورة، وقد دهشنا لجمال الخيول الموجودة فى المرابط: وزيرة، وشويمان، وعزيز، وغيرها من الخيول، فبلغت الخيول ما يقارب المائة جواد.
تطورت العلاقة بين على باشا شريف وآل بلانت، فاشتريا مجموعة من خيوله، وفى عام 1881م انتقل الزوجان بلانت للعيش في مصر.
واشترت إسطبلات الشيخ عبيد لتربية الخيول العربية الأصيلة على أطراف الصحراء فى ضاحية عين شمس من ضواحى القاهرة عام 1882م، وهكذا بَقِيَت الليدى آن فى مصر حتى الثمانين من عمرها الحافل بكل ما من شأنه أن يؤمِّنَ الحفاظ على نسل الحصان النادر.
فشيَّدت إسطبلات خاصة بتوليد الخيل، والتى عُرِفَت بـ “كرابيت بارك” (حقول التوليد العائدة لها فى إنجلترا)، من إنتاج خيلها فى مصر من جهة، ومما اشترته من أصائل الخيل من البلاد العربية من جهة أخرى.
أشهر الخيول التى اشترتها الليدى بلانت من علي باشا شريف
اشترت الليدي آن بلانت مجموعة مميزة من الخيل العربي الأصيل، منها “مسعود” من سلالة الصقلاوى جدران ابن سودان، وهو الجد الكبير لخيول الليدى بلانت، وقد نُقِلَ إلى مزرعة الكرابيت فى إنجلترا، أبوه عزيز وأمه يمامة، مواليد 1887، ويُعَدُّ الفحل المصرى الأكثر تأثيرًا فى كرابيت، وهذا يشمل الحصان الأسطورى نظير؛ لأن مسعود ظهر مرتين فى نسب نظیر، والفحل الطلوقة مرزوق بن وزير، وأمه كحيلة جلابية، من مواليد 1887.
“مسعود” كان له بصمة واضحة فى الإنتاج، وهو ممثل رائع لأعلى نوع من الخيل العربية، ونال جوائز عديدة فى المعارض فى إنجلترا. أما “مرزوق” فلم يمضِ وقت طويل حتى بيع لحكومة مستعمرة الكاب فى جنوب إفريقيا.
الفحول الموجودة لدى الليدي آن بلانت
فيصل: أبوه ابن نورة، وأمه بنت بنت جلابية فيصل، مواليد 1894، كحيلان جلابى، اشترته من محمد فتحى.
ابن يشمك: أبوه فيصل وأمه يشمك، ولد عام 1902، فى إسطبلات الشيخ عبيد، وسافر إلى إنجلترا عام 1904.
ابن نورة: تم شراء الحصان الدهمان بن نورة قبل مزاد بيع خيول على باشا شريف بعد وفاته عام 1897، واستمر فى إسطبلات الشيخ عبيد مع مجموعة من الفرسات والمهار، أبوه سطام وأمه بنت نورة.
جميل: صقلاوى جدرانى من خيول على باشا شريف، وُلِدَ عام 1896م ، أبوه عزيز، وأمه بنت جميلة، والذى أطلق عليه “جميل” بلانت، وهذا الحصان أصبح طلوقة رئيسيًّا بدلاً من الحصان ابن نورة، اشترته عام 1901.
سحاب: صقلاوى جدرانى تم شراؤه عام 1903، أبوه كوكب، وأمه بنت بنت عز، لونه أزرق دهمان شهوان، إنتاج عثمان بك شريف عام 1903، وقامت بشرائه عام 1909 من تيمور بك، وكان هذا الطلوقة الرئيسى فى برامج التربية فى الشيخ عبيد.
ابن محروس: أبوه محروس وأمه بنت نورة، وُلِدَ عام 1893، دهمان النجيب، أرسل إلى مزرعة کرابیت.
شهوان: حصان دهمان شهوان، أبوه وزير، وأمه دهماء شهوانية، ولد عام 1887، وصُدِّرَ إلى الولايات المتحدة.
غازى: صقلاوى جدران، ولد عام 1897م.
الأفراس الموجودة لدى الليدى آن بلانت
جلابية: فرس لونها رمادى كحيلة جلابية، أبوها ابن نورة، وأمها بنت جلابية فيصل، مواليد عام 1892.
خاتلة: كحيلة جلابية، أبوها عزيز، وأمها مقبولة، ولدت عام 1887، اشترتها من على باشا شريف.
صبحة: حمدانية سمرية، أبوها وزیر، وأمها سلمى، وُلِدَت 1879، وقد وُجِدت فى نسب الحصان نظیر من خلال حفيدها كاظمين.
يمامة: كحيلة جلابية، ولا بد أن نفرق بينها وبين الفرس الصقلاوية الجدرانية يمامة أم الحصان مسعود، فهذه الفرس أبوها عزيز وأمها العرجاء، وُلِدَت عام 1885.
غزالة: فرس زرقاء صقلاوية جدرانية، أبوها ابن شرارة، وأمها بنت حلوة، اشترتها من على باشا شريف سنة 1896، وباعتها للكولونيل اسبنس بدرون فى أمريكا عام 1909.
دلال: فرس لونها أحمر دهماء شهوانية، أبوها جميل، وأمها بنت البحرين، اشترتها من الخديوى عباس حلمى الثانى، حيث أهدى أمها الشيخ عيسى بن خليفة للخديوى، وأنتجت الفرس دلال ابنتها درة.
الخيول التي اشترتها بلانت قبل مزاد خيول علي شريف
هناك بعض الخيول التى اشترتها الليدى آن بلانت قبل انعقاد مزاد بيع خيول علي باشا شريف فى 15 يناير عام 1897، وهي:
بنت مقبولة: أبوها وزير، وأمها مقبولة، وُلِدَت عام 1886، اشترتها الليدى بلانت قبل انعقاد مزاد بيع خيول على باشا شريف فى 15 يناير عام 1897، ولها ابنة اسمها قصيدة جدة أم الحصان كاظمين، الذى اشترته الجمعية الزراعية عام 1920، وهو جد الأب لكل من: نظیر وشیخ العرب وبكرة.
فلانة: فرس لونها كميت صقلاوية جدرانية، أبوها ابن نورة، وأمها بنت فريحة، اشترتها الليدى بلانت قبل انعقاد مزاد بيع خيول على باشا شريف فى 15 يناير عام 1897.
بنت حلوة: فرس لونها أزرق صقلاوية جدرانية ابن سودان، أبوها عزیز، وأمها حلوة، مواليد عام 1887، اشترتها الليدى بلانت قبل انعقاد مزاد بيع خيول على باشا شريف فى 15 ينايرعام 1897، واشترت معها ابنتها غزالة.
كما اشترت من المزاد:
بنت بنت نورة: فرس لونها أشقر دهماء نجيبة، أبوها عزيز، وأمها بنت نورة، مواليد عام 1885.
جازية: ويُطلَق عليها “بنت بنت حرة”، أبوها ابن نورة وأمها بنت حرة، حمراء صقلاوية جدرانية، إنتاج على باشا شريف، ولدت عام 1897، كما اشترت أمها ” بنت حرة ” معها، وأعدمت جازية عام 1916.
جوهرة: أبوها عزیز وأمها حلوة، وُلِدَت عام 1880، اشترتها من حسين بن على باشا شريف، كما اشترت فسيحة من عثمان بن على باشا شريف.
بادية: اشترتها من مزاد بيع خيول على باشا شريف عام 1897، وهى فرس لونها أشقر، أبوها عزيز وأمها نورة الكبيرة، وُلِدَت عام 1884.
ومن أهم الفرسات التى أُنتِجَت فى مزرعة الشيخ عبيد بالقاهرة:
يشمك: كحيلة جلابية، أبوها شهوان وأمها يمامة، ولدت عام 1893 فى إسطبلات الشيخ عبيد، وهى أم ابن يشمك.
راضية: فرس زرقاء صقلاوية جدرانية، ويُطلَق عليها أيضًا “غادية”، أبوها فيصل وأمها غزالة، وُلِدَت عام 1903 فى إسطبلات الشيخ عبيد، وكانت من أفضل خيول الركوب لدى بلانت.
جميلة: فرس لونها أزرق صقلاوية جدرانية، أبوها جميل وأمها غزالة، وُلِدَت عام 1906 فى إسطبلات الشيخ عبيد، وأهدتها للجمعية الزراعية الملكية.
فايدة: صقلاوية جدرانية، أبوها جميل وأمها جازية، وُلِدَت عام 1910 فى إسطبلات الشيخ عبيد.
زريفة: فرس لونها أزرق صقلاوية جدرانية، أبوها سحاب وأمها راضية، وُلِدَت عام 1911 فى الشيخ عبيد.
درة: فرس حمراء دهما شهوانية، أبوها سعدون الأحمر عبيان شراك، وأمها دلال الحمراء دهما شهوانية، وُلِدَت عام 1917 فى الشيخ عبيد، واشتراها المسيو كدغلى بعد وفاة الليدى بلانت، وقام ببيعها للجمعية الزراعية الملكية عام 1924.
غادة: صقلاوية جدرانية، وُلِدَت عام 1904.
لم تحقق الفرسات التى حصلت عليها تأثيرًا كبيرًا، ولكن الفرس صبحة (بنت وزير x سلمى الأولى)، وهى فرس حمدانية سمرية زرقاء، نجحت فى تأسيس عائلة قوية، وكانت هذه الفرس لدى محمود بك الخادم الخاص لعلى باشا شريف.