وزير الزراعة الداعم للثقافة
تقاس كفاءة الوزير في الدول المتقدمة بمدى دعمه وتأثيره وتنميته لوعي من يتعاملون مع وزارته. وكان كتاب “شخصيات صنعت تاريخ الحصان المصري” ثمار مرحلة تشهد التحول والاهتمام بالحصان العربي المصري، بعد أن عانى سنوات من الإهمال وأخرى من التقصير .
وجاء توجُّه الدولة المصرية وقائدها بالاهتمام بالحصان العربي المصري، وهنا ظهر الاهتمام الواضح بالنهوض بالحصان، وكانت ثمار هذا الاهتمام اختيار الوزير لقيادات جديرة بالمرحلة، قيادات تتفانى في عملها.
وأتى مردود هذا بنتائج واقعية، شهدت لها الأرقام، حيث انخفض معدل نفوق الخيول في محطة الزهراء، من 24 حصانا إلى 7 أحصنة، وهو معدل أقل من العادي، ويمثل إنجازا رائعا لوزير الزراعة الراعي للثقافة في مجال من أصعب المجالات بالعالم أجمع، وهو الخيول، فجعل من رعاية وتربية الخيول ثقافة، انعكست على الاهتمام بها بوعي وعلم، وتطويرها؛ لتشهد نهضة كبيرة، تمحو تلك السنين العجاف التي راح ضحيتها الخيل المصري؛ فالمناخ الجيد الذي أحدثه السيد القصير أدى إلى الإبداع في الأعمال التاريخية والثقافية؛ فقوة أي مجال تنعكس في الأعمال التي تقدم له.
وزير الزراعة الداعم للثقافة
لم نجد عملاً يؤرخ تلك الحقبة الهامة التي تناولها كتاب “شخصيات صنعت تاريخ الحصان المصري” من قبل، وكان الاعتماد خلال الفترة الماضية على ما كتبه المستشرقون والكتاب الأجانب، وصرنا نستمد تاريخنا ممن هم ليسوا على دراية بتاريخنا وثقافتنا وتاريخنا. ومن هنا تاتس أهمية الكتاب.
لقد نجحنا في ظل الظروف والمناخ الرائع الذي ساد مجال الخيل خلال عام ونصف، بقيادة الوزير المحترم السيد القصير، أن نقدم عملا هو الأول من نوعه والأوفى للمكتبة المصرية بشكل خاص، والمكتبة العربية بشكل عام.
إن التاريخ يشهد أن اهتمام القيادة السياسية بخيل وقوة الدولة واكبه التدوين في عالم الخيل. ففي عهد الملك العظيم رمسيس الثاني دُوِّنت سجلات على جدران المعابد عن الخيل، وكذلك في عهد تحتمس الثالث، وجاء اهتمام الملك الناصر بن قلاوون بالخيل، فظهر أعظم الكتب عن الخيل، وظل لمئات السنين مرجعًا هامًّا، وهو كتاب الزردقة والبيطارة لابن البيطار، والذي اشتهر باسم الكتاب الناصري.
أما عهد محمد علي باشا فشهد أفضل الكتب عن الخيل، ولقي اهتمامًا شخصيًّا منه بالتدوين، فظهر ت أول حجرية عن الخيل، وهي “النخبة البيطرية في خَيل الجهادية”، واستمر حكام أسرة محمد علي في التدوين، فظهرت أول مخطوطة تدون أصول وأنساب الخيول المصرية الحديثة في عهد عباس باشا الأول.
وفي عهد الخديوي إسماعيل خطَّ محمد أفندي لاز بان سطورا من نور عن الخيل، فظهرت مخطوطة “مرشد البيطرة في هيئة الخيل الظاهرة”، وانتهى عهد أسرة محمد علي بإصدرات الأمير محمد علي توفيق، الذي تولى عهد مصر ثلاث مرات، كما كان واليا على العرش، والذي توفي عام 1954.
ومن بعد الأمير محمد علي توفيق، ظل الإبداع في مجال الخيل يعاني التهميش والتجهيل قرابة الثمانين 75 عامًا؛ ليظهر كتاب “شخصيات صنعت تاريخ الحصان المصري” في عهد زعيم الأمة فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي، وبدعم من وزير الزراعة المثقف المبدع المحاسب السيد القصير.