يستعرض موقع “الخيل” بعض الحكايات الطريفة للأمير محمد على توفيق ، حيث أن الأمير شدد على أهمية “الألفة” بين الحصان وصاحبه ، قائلاً : “أريد أن أقص حكاية سمعتها من المربي علي باشا جمال، وهو الرجل الذي كثرت تجاربه القديمة في خيول العرب، والذي أرسله الخديوي عباس باشا الأول 20 مرة أو تزيد إلى بلاد العرب؛ ليشترى منها أفضل وأجود الخيول”.
فقد حدث مرةً أن فرسًا شقراء باعها أعرابي بمبلغ حوالي 400 جنيه تقريبًا، وكانت جميلة، وأرسلت إلى إسطبلات الدار البيضاء، وهذة الإسطبلات كانت المكان الذي يضع فيه الخديوي أحسن خيوله، وبعد مرور سنة جاء صاحبها وتوسل وهو يبكي ليسمح له بردها.
وصادف ذلك وجود الخديوي عباس باشا الأول الذي قال للأعرابي بعد أن تأكد من عشر الفرس: إن عرفت فرسِك بين العشرين فرسًا الشقراء اللون مثلها، أعطيتك إياها.

فقال الأعرابي: وأنا آخذ على نفسي أن الفرسة نفسها تتعرف عليّ.
وأعُطِيتْ الأوامر وأُطلِق سراح العشرين فرسًا في الحقل.
فابتدأ الأعرابي بالغناء والتلويح بيديه، فتذكرت الفرس صاحبها، الذي كان يحبها حبًّا جمًّا، وكان يعتني بتربيتها، فأفلتت الفرس من السائس وجرت إلى الأعرابي.
ويعقب الأمير محمد على توفيق بقوله: “هذه الحكاية الصغيرة حقيقية وقيلت لي مرة بعد أخرى من الباشوات الذين كانوا في خدمة جدي الأكبر”.
ويذكر الأمير محمد علي توفيق مثالاً آخر لبيان أهمية الألفة بين الحصان وصاحبه فيقول: كنت أستعمل حصانًا للسرح، وكان أزرق صقلاويًّا جدرانيًّا، وكنت أحبه وأكلمه وأطعمه سكرًا وأداعبه، وكان مسرورًا جدًّا عند ركوبه، ولا يمكن أحدًا من ركوبه خلافي، ويستغرب كل من على ظهره ويرميه، إلا أنا، فكان كالحمل.
وكان عند والدي الخديوي حصان (طلوقة) جميل يدعى “جربوع”، أحمر غامق، وكان هذا الحصان يحب أن يكون دائمًا في طليعة الخيل، حتى إذا ركبه أحد الضباط في حفلة ولم يكن في المقدمة فإنه يصير شرسًا، ولا يهدأ حتى يتقدم علي جميع الخيل.