دكتور / عوض الجنيدي
مدير الرعاية الصحية بمحطة الزهراء
“فى الفترة الأولى للحمل ما بين اليوم الأول وحتى الأربعين”، هى المدة الزمنية التى تشهد الموت المبكر للجنين “فقدانه” والتى تعرف في أوساط مربي الخيول “بالإمتصاص ” .
وتعد كلمة “فقدان” توصيفا لما يحدث للجنين، حيث أن الرحم عند موت الجنين فى هذه المرحلة من عمر الحمل يمتص الحويصلة التي تحتوي على الجنين داخل ثناياه، بينما يطلق على فقد الجنين بعد هذا العمر “الإجهاض”، والذى ينتج عنه طرد الجنين ومحتوياته خارج الرحم.
وفقدان الجنين المبكر يعد سبباً رئيسياً من أسباب نقص الخصوبة في الأفراس حيث تتراوح نسبة حدوثه مابين “من 7.5 إلى 25 %”، حيث تزداد النسبة في الأفراس كبيرة السن أوالتي تعاني من ضعف في الخصوبة.
يشار إلى أن نسبة الموت المبكر للأجنة لم تكن معروفة بشكل شبه دقيق قبل استخدام الموجات الفوق صوتية “السونار” في الكشف عن الأجنة بدءاً من اليوم الثاني عشر من الحمل، ما أدى إلى اكتشاف نسبة لم تكن معروفة من قبل وهي الأجنة التي تموت ما بين اليوم الثاني عشر واليوم الخامس والعشرين، بينما نسبة الفقد من عمر ما بين اليوم الأول وحتى اليوم الثاني عشر”ما قبل التشخيص المبكر باستخدام (السونار)”، لاتزال غير معروفة بشكل دقيق حتى الآن.
أسباب موت الجنين المبكر
تتداخل هذه الأسباب وتتعدد وتتشعب وللتسهيل ويمكن تقسيمها إلى أسباب تتعلق بالأم “الفرس” ومن بينها: نقص إفراز البروجسترون “هرمون الحمل” من الجسم الأصفر، أو وجود إلتهابات ببطانة الرحم، و انسداد قناة فالوب و كبر سن الفرس و عدم قدرة الرحم على الرجوع للحالة الطبيعية بعد الولادة بسرعة.
أما الأسباب المتعلقة بالطلوقة منها: أن الفرس تشارك بنصف الصفات الوراثية للجنين فإن الحصان (الطلوقة) يشارك بالنصف الآخر لذلك فإنه قد يكون مسئولاً عن إنتاج أجنة ضعيفة ليست لها القدرة على التطور والإنقسام والحياة.
بينما من الأسباب التى تتعلق بالجنين نفسه: أن الأجنة التي تعاني من قصور جيني أو اضطرابات جينية في تركيبها لا تتوافر لها أسباب الحياة وتموت سريعا وكذلك الأجنة التي لاتستطيع أن تنبه الأم إلى وجودها بسبب قصور في حركتها داخل الرحم.
ومن الأسباب المتعلقة بالبيئة المحيطة وأسلوب التربية: فقد بينت الدراسات الحديثة أن تعرض الأفراس الحوامل خلال الأربعين يوما الأولى من الحمل إلى توتر شديد أو نقل إلى مسافات طويلة أوقسوة في التدريب يؤدي إلى فقدان الجنين و أيضا حال تعرضن لنقص في التغذية عموماً وفي البروتين خصوصاً.
تشخيص موت الجنين المبكر
لا توجد طريقة عملية للتشخيص الجنيني المبكر حتى الآن غير استخدام الموجات الفوق صوتية (السونار)، وذلك بداً من اليوم الثاني عشر، وحال شك الطبيب في احتمالية حدوث موت جنيني مبكر (امتصاص) أو كانت الفرس ممن يحدث لهم ذلك في الدورات السابقة، فإنه يجرى عدة فحوصات متتابعة باستخدام (السونار) لمتابعة تطور الجنين ونموه.
وحال وجد الطبيب شئ يدل على توقف الجنين عن النمو والزيادة في الحجم أو غابت بعض علاماته الحيوية فإن الجنين يكون قد بدأ بالفعل بالموت والإضمحلال تدريجيا، كما توجد تقنية جديدة للكشف عن ذلك باستخدام نوع من أنواع السونار يسمى الدوبلر أو (الملون) وذلك يتم عن طريق قياس التدفق الدموي في الشريان الرحمي.
يذكر أنه عند احتمالية الموت الجنيني المبكر أو الإمتصاص يجب الإهتمام بعمل فحوصات دورية لمتابعة حالة الجنين.
ويمكن منع حدوث الموت المبكر، من خلال إمداد الفرس بهرمون الحمل (البروجسترون) أو أحد مشتقاته بداية من تشخيص الحمل حتى اليوم الـ150 من الحمل، وحقن الفرس بجرعة واحدة من أحد مشتقات مادة “GnRH”، مرة واحدة عند اليوم العاشر من الحمل.
وحال تأكد الطبيب من دخول الجنين في مراحل الإضمحلال “بالفعل” فإنه يحقن الفرس بأحد مشتقات مادة “البروستاجلاندين-إف” أو ما يعرف “بحقنة الشياع”، وذلك لإرجاع الفرس في أقرب وقت ممكن للدخول في دورة شبق جديدة يتم النزو فيها من جديد.