هناك بعض الأشياء التي تحدث داخل إسطبلك ولابد أن تكون علي علم ودراية بها هي :
فزع الخيول من الباب
تفزع بعض الخيول من باب الإسطبل عند دخولها أو خروجها منه، ولهذا يجب أن يوضع فى فم الحصان اللجام عند دخوله وعند خروجه، وأن تكون أعنته فى يدى السائق على قصر ما يمكن حتى لا يكون هناك مجال للحيوان يثب فيه أو يتقهقر أو يصطدم بقوائم الباب.
وأما ضرب الحيوان أو تهديده بالأذى فضرب من الحماقة؛ لأن ذلك يزيد فى خوفه واضطرابه، والخوف والاضطراب والجبن فى الواقع سبب ذلك الفزع، ولذلك حق علي السائس أن يعامل الحيوان بالرفق والوداعة وتشجيعه على الإقدام بالتحدث إليه وذكر اسمه وما اعتاد سماعه من ألفاظ المداعبة.
وأما إذا كانت هذه العادة قد ثبتت فيه فمن الصعب اقتلاعها ولكنها تتكيف بشكل خاص فبعض الخيول يسلس قياده إن وضع الغماء على عينيه، والبعض إن كان مسرجا ملجما، والبعض إن ركبه راكب واقتحم الباب، والبعض إن ترك وشأنه فلم يقده أحد.
ولهذا فإن الملاحظة والتجربة والصبر من دواعى علاج هذه العادة أو على الأقل من دواعي تخفيف شرها.
أكل الفرش
بعض الخيول يتخير من الفرش القش النظيف فيأكله إن هو اشتاق إلى الدريس أو كانت العليقة المقررة له قليلة لا تفي بحاجته. وعلاج ذلك ميسور، ولكن بعض الخيول يعرض عن القش النظيف ويأكل القش المبلل بالبول جريًا وراء ملح الطعام الموجود بالبول.
وملح الطعام كما هو معروف يلعب دورًا ذا شأن في الهضم وتركيب العصائر الداخلية ولهذا يجب تقصير السلسلة المربوط بتا الحيوان، ووضع قطعة كبيرة من ملح الطعام في مذوده يلحسها متى شاء، وهذا هو الدواء لهذه العادة .
اللحس
بعض الخيول تلحس أنفسها وتلحس غيرها وتلحس الجدران والمذاود والأرض. وعلاج هذه العادة هو علاج أكل الفرش تمامًا لأن الافتقار إلى الملح هو الدافع إليها فشر الخيول يلصق به العرق والعرق قوام ملح الطعام.
الرذائل
لدرس رذائل الخيول يجب أن تدرس طبائع الحيوان على وجه عام، فالحيوان وخصوصًا الحصان يسكن للعطف والاستئناس، ولكنه مجبول بطبيعته على مقاومة الشر بالشر وخاصة إذا كان سريع التأثر.
فبعض الخيول تدافع عن نفسها إن أوذيت وتمتنع عن تأدية أي عمل شاق فوق طاقتها، فعملها هذا ليس رذيلة ولكنها إن عوقبت في هذه الحالة فالعقوبة والعنف يزيدان في عنادها بل قد يصيرانها خطرة وينبتان فيها رذائل مكروهة ويحملانها على أن تعتدي قبل أن يعتدى عليها.
وكثيرًا ما لاحظنا خيولاً وخصوصًا الإناث منها تبدى حركات غير عادية كأنها تهم بالعض والرفس ولكنها لا تفعل. فهذا منها نوع من المداعبة ولفت الأنظار إليها، والخبيرون بالخيول يستدلون بهذا على أنها حساسة وتبشر بمستقبل جميل.
والخيول التي من هذا النوع تستأنس بمرور الزمن بصاحبها وبمن يقرب منها استئناسًا يتحول إلى معرفة وشغف عظيم، فتهرع إلى الصوت الذي اعتادت سماعه وتطيع صاحبها طاعة مصحوبة بسرور ونشاط.
وبعض الخيول تسكن للسائس ولكنها شكسة مشاغبة إن هي أوجدت مع خيول أخرى وخصوصًا الإناث فهي تعض وترفس أي حصان غريب يقرب منها، ولكن سرعان ما تنشأ بينهما ألفة حتى إنه ليحسن عدم تفريقها في العمل أو في الإسطبل وبعض الخيول تأنس للفرد الواحد مهما كلفها، ولكنها تنفر من الجماعة وتقاومها كأنها تتوجس خيفة، وتتوقع ما يؤلمها ويؤذيها.
وبعض الخيول تنزعج عندما تؤمر بخشونة فلا تطيع بل تلجأ للعناد. وبعض السياس يجهلون ذلك فيضربون الخيل إذا رأوا منها هذا العناد مع أنها لم تقترف في الحقيقة ذنبًا تستحق عليه الضرب وتحذيرها من الرجوع إليه.