الناصر محمد أول من استحدث “ديوان الاسطبل السلطانى” وعين له “ناظرً وشهود وكتاب” وعمل له ناظراً وشهودا وكتاباً بضبط أسماء الخيل وأوقات ورودها وأسماء أربابها ومبلغ أثمانها ومعرفة سواسها، كما عرف بكثير العناية بأرباب الوظائف والخدم والذى اعتنى بالأوجاقية وأستجد ركوبهم، وسماهم الجفتاوات.
يستعرض موقع ” الخيل” بعض الحكايات عن السياس ، ويعتبر السلطان الناصر محمد، أول من اتخذ من ملوك مصر ديوانا للاسطبل السلطانى وعمل له ناظراً وشهودا وكتاباً بضبط أسماء الخيل وأوقات ورودها وأسماء أربابها ومبلغ أثمانها ومعرفة سواسها، كما عرف بكثير العناية بأرباب الوظائف والخدم والذى اعتنى بالأوجاقية وأستجد ركوبهم، وسماهم الجفتاوات “وفقا لمقال بعنوان سياس الأسطبل السلطانى.. صفحات من تاريخ الاسطبل السلطان لحسام رستم”.
واجبات السياس
وكانت من اخص واجبات سائس الخيل النصح فى خدمتها وتنقية العليق وتأدية الأمانة فيه، فإنه لا لسان لها يشكوه إلا إلى الله تعالى، وكثر السواس فى تعليق حرز يشتمل على بعض آيات القرآن على الخيل، رجاء الحراسة على الرغم من أنها تتمرغ فى النجاسة وذلك بدعه وتعريض لكتاب العزيز للإهانه.
ومن بين صفوف السواس يخرج الاسطوات، حيث يحتاج السائس فى طريقة إلى هذه الرتبة بأن يكون عارفاً بصفة الدواب ومعرفة أوجاعها وأمراضها وما يوافقها من الأدوية والدهانات النافعة، حيث يشترط أن يكون مربى بين الاسطاوات وله معرفة بالأدب وبالجماعات وما يكون من تحية دخوله عليهم بالطريقة والأركان.
أما الاسطى فيجب أن يكون عارفاً بسياسة الخيل وهى معرفة الأصيل منها والخسيس، وإلى بجانب هؤلاء وجد الجشارية والبياطرة، ومكاريه البغال والمباشرين على الاسطبلات والمتكلم على ذلك جميعه أمير أخور كبير.
وكان إذا جاء أوان تفرقه الخيول على الأمراء بعث إلى الأمير بما جرت به عادته على أمير أخور، وأوجاقى، وسايس، وكبدار وترقب عددهم حتى يعرف ما أنعم به ذلك الأمير عليهم، فإن شح الأمير عليهم فى عطائه تنكر له وبكته بين الأمراء ووبخه.
ومن أرباب الوظائف أيضاً السر آخوريه وهم كبار الجماعة الذين يتولون علف الدواب والسراخور كلمة مركبة من لفظين فارسيين أحدهما: سرا ومعناها الكبير والثانى: خور ومعناها العلف أما أرباب الخدم المرتبطين بالاصطبل فهم الغلمان وهم الذين يتصدون لخدمة الخيل، والسقاه وسواس الخاص، والاسطاوات.
وتقديراً من السلاطين لعظم مسئولية الأمير أخور كبير ومنعا لخروجه عن المنهاج وحتى لا يجرى عليه توبيخ أو ملام وضعوا له من الوصايا ما يقيم أوده وخاصة فيما يتعلق برعاية السياس فطلبوا منه أن يكن فحصه عمن يستخدم من الغلمان ولا يهمل أمورهم مع معاملتهم بالإحسان، ولا يستخدم إلا من تشكر سيرته فى أحواله وتعرف خبرته فيما يراد من أمثاله.
وكذلك الركابة الذين تملك أيديهم أعنه هذه الكرائم، والتحرز فى أمرهم ممن لعله يأوى اليهم من أرباب الجرائم والأوشاقيه الذين هم فى مباشرة الاصطبلات السعيدة ديوانه، وكل هؤلاء يلزمهم بما يلزم أمثالهم من السلوك ويعلمهم ما يجب عليهم أن يتعلموه من خدمة الملوك ولا يسمح لأحد منهم فى أمر يفضى الى مالايختصوا به.
خاص موقع الخيل