يتحدث الأمير محمد علي عن رجال الخبل فيقول: إن من الأقوام من هم رجال خيل وأهل فروسية بطبيعة نشأتهم يقضون حياتهم بين الخيول كالشراكسة والتتار والتركمان والعرب، ومنهم من يصبحون رجال خيل لطبيعة عملهم كالكاوبويز في أمريكا الشمالية، وهم حراس ورعاة قطعان البقر والخيل والماشية في سهول أمريكا الشاسعة، ومثلهم الشيكوس في بلاد المجر، والجوشو في الأرجنتين، وغيرهم في أستراليا.
وهؤلاء يباشرون إنتاج الخيل وصيد الوحشي منها لغرض البيع والكسب كمهنة للعيش فهم يجيدون ركوب الخيل ولكنهم غالبا قساة على الخيول خلافًا للعربي الذي يحب مطيته ويحسن معاملتها.
ويعرف برجل الخيل كل من يعني بشأن الخيل عن ولع، أو كل من يشتغل بتربيتها أو المتاجرة فيها. وإلى أن ظهرت السيارات كان للإنجليز ـ بعد الشرقيين ـ المحل الأول في أمر الخيل، لأنهم يكثرون في رياضة ركوب الخيل، وهم الذين أعاروا المسابقات والصيد الأهمية الكبيرة، وتتبع إنجلترا النمسا والمجر ثم روسيا وبعدها فرنسا وألمانيا. ولنذكر أيضا الولايات المتحدة وأمريكا.
ولا شك أنه يوجد في كل الجهات من يجيد ركوب الخيل، ولكن إذا تساءلنا أي الشعوب تجيد ذلك كان الجواب هي الشعوب التي يكون الحصان عندها المطية الأساسية والدابة الطبيعية.
والبارعون في عمل الحركات الصعبة والألعاب البهلوانية على الخيول هم الجراكسة والتركمان والعجم “الكاوبويز” وأحسن “الجوكي” للسباق هم الإنجليز وقد اشتهر أخيرًا الأمريكان، أما للركوب المستمر يوميًّا وللرياضة فالإنجليز، وأما من جهة الضباط العسكريين فإن الفرنسيين والنمساويين هم خيالة حقًّا، وواقفون على أمر الخيل تمامًا، وقد تخرج في إيطاليا حديثًا ضباط متفوقون جدًّا.
ونال من العسكر الخيالة خيالة القوزاق بروسيا ـ قبل الحرب العالمية ـ والخيالة الهندية صيتا عظيمًا، وتحدثوا أخيرًا عن ميزات الخيالة الأسترالية في الحرب الكبرى.