يحصل مرارًا أن الخيل التي تمكث كثيرًا في الإسطبل والتي تتناول وجبات طعام كبيرًه لا يسمح لها بالانقطاع عن الأكل فتأكل كثيرًا وفي وقت واحد بحيث يبقى أمامها دائمًا بعض الأكل، وهذا ليس من الصواب لأن الامتناع القليل يجلب الشهية ويجعل الحصان يأكل أكثر مما إذا كان له تعيين ثابت، وإذا لم يشتغل الحصان كثيرًا فإنه يأكل كثيرًا ويجب ألا تكون أمامه كمية وافرة من الطعام لأن الطعام يتلف، وحينئذٍ تكون النفقة على الحصان كبيرة وحينما يكون العمل شاقا بحيث أن جهاز الهضم لا يمكنه إعطاء تغذية أكثر مما يستهلكه الجسم يكون من الأفضل للحصان أن يأكل كثيرًا. وعندما تكون الحبوب دائمًا أمامه فإنه لا يجوع جوعًا يجعله يأكل بشهية.
وفي بعض الأحوال يسمح بثلاثين أو أربعين دقيقة لتناول الطعام وعندما تنتهي يذهب الإنسان حول المعلف وينقل كل الحبوب الباقية به، وفي أحوال أخرى لا تنقل الحبوب الباقية ولكن إذا لم تؤكل جميعها قبل ميعاد الغذاء الثاني لا يعطى للحصان طعام أكثر.
ويجب أن تختلف أوقات الغذاء تبعًا للعمل فعندما يكون العمل منتظمًا يجب تحديد أوقات الغذاء فإذا اعتاد الحصان ذلك، فيجب إطعام الحصان مرارًا، على أربع أو خمس دفعات فيكون الحصان مستعدًّا دائمًا للخدمة. وعندما تقلل مدة الانقطاع عن الأكل لا يأكل بشهية وعندما تطول المدة يصبح منهوك القوى.
ومن الاعتبارات المهمة في تغذية الخيل ضخامة الطعام فعندما يكون طعامها متمثلاً في الدريس أو الحشيش أو الجذوع فإنها تكون صالحة للعمل السريع.
فالطعام الضخم يضايق الصدر ويعيق التنفس زيجعل وزن الحصان يثقل الحصان ولكن يجب أن يأكل كمية وافرة منه حتى يملأ بطنه وليس من السهل حمله في البطن كماء على الظهر، إذ الثقل وصعوبة التنفس يكفيان لجعل الطعام الضخم غير صالح للخيل السريعة.
ويستطيع الحصان أن يجمح بأقصى سرعة لبضع دقائق حتى عندما تكون أمعاؤه ملأى بالغذاء الضخم ولكن ما أسرع ما يقف حينئذ بسبب اضطرابات معدية أو معوية أو اختناق، أو قد يصيبه مغص وربما انتابه أحد أو كل هذه الأمراض عندما يشتغل الحصان في عمل سريع وأمعاؤه ممتلئة وكذلك الطعام الضخم يجعل الحصان معرضًا للمغص.