شراء على باشا عدد كبير من الخيل
تطرق الأمير محمد علي توفيق في كتابه “رساله في الخيل” إلى عناية علي باشا شريف بجياد الخيل قائلا: “اشترى علي بك ـ الذي صار علي باشا شريف فيما بعد ـ أكبر عدد من هذه الجياد، وبيع جانب منها للحكومات”.
وأضاف الأمير توفيق: أنه تم بيع 18 حصانًا وفرسًا للحكومة الفرنسية، وحصانان للحكومة الأسترالية، و20 رأسًا للحكومة الإيطالية، وحصانان للحكومة الألمانية، أما الباقي منها فبيع مثنى وثلاث إلى بعض المصريين.
وتابع توفيق: “أن علي بك اشترى أكبر عدد من تلك الخيول، وأسس إسطبلاً بقصره في شارع “الهدارة الموصل”، شارع عبد العزيز بالقاهرة “حاليا”، حيث بدأ بتربية جياد الخيل بعد وفاة عباس باشا الأول بين عامي 1848 و1864م، وتوفى في حكم عباس باشا الثاني.
اعتناء واختيار على باشا لأجود الخيول
ويعود الأمير توفيق فى كتابه إلى التأكيد بأن جياد الخيل العربية التي أتت إلى القطر المصري ما هي إلا اختيار
رجل عظيم خبير ذي نفوذ اكتسبه بمركزه الملكي السامي، إذ بلغ الحصان العربي الجيد أوج مجده في ذلك الزمان،
ولما مات عباس باشا الأول اعتنى علي باشا شريف بعده بتربية الخيل خير قيام.
وأثار توفيق قضية مهمة بقوله: “كان أغنياء القطر في ذلك العصر فخورين بخيلهم وسروجها المرصعة بالذهب الخالص
والفضة النقية كل منهم بحسب سعته”، موضحا أنه في العام 1880 بلغ ثمن الحصان العربي الذي كان مستعملاً في
الاستراضة وتمرين الجنود في الميادين ثلاثمائة جنيه.
امتلاك مصر بشخصية على باشا كنز كبير لها
ويؤكد: “أنه من حظ مصر أن علي باشا شريف استمر في المحافظة على تربية جياد الخيل التي بدأ بها عباس باشا الأول، ولولاه لاندثر هذا الأثر وخمدت شعلته التي أوقدها عباس باشا الأول”
ويمضي الأمير محمد علي توفيق معرفًا بعلي باشا، قائلاً: “استدعى محمد علي باشا الكبير السيد محمد شريف ـ
والد علي باشا ـ من “قولة” إلى مصر وكان يناهز الثانية عشرة من عمره وأدخله في مدرسة الخانكة، حيث يتلقى
أبناء الأمراء والباشوات العلوم، ليتقلد بعدها مناصب عدة في الحكومة المصرية في حكم محمد علي باشا ، ثم تعين واليًا
لبلاد العرب ولبنان والشام ضمنًا.
المرحلة العلمية والعملية لـعلى باشا شريف
يشار إلى أن علي باشا ولد في مصر وتلقى علومه في نفس مدرسة الخانكة التي تلقى فيها والده معارفه
ثم بعث به إلى فرنسا لإتمام دراسته بمدرسة أركان حرب بباريس بحي فاندوم، حيث كان نجاحه فيها باهرًا إذ كان الأول في فرقته.
وعين بعدها في الجيش الفرنسي برتبة يوزباشي، وخدم في فرنسا واشترك في ثورة 1848 بوظيفة أركان حرب، وترقى بسرعة إلى درجة قائد حصار باريس، ثم عاد إلى مصر وتعين أميرالاي في المدفعية المصرية في حكم محمد علي باشا الكبير “من 1805 إلى العام 1848″، وبعد وفاة والده عين رئيسًا للغرفة التجارية المصرية، ثم رئيسًا لمجلس الشورى، وخدم في الحكومة المصرية تحت حكم ولاتها وهم: محمد علي باشا الكبير “من 1805 لسنة 1848″، و إبراهيم باشا “من 1848 لسنة 1848.
وعباس باشا الأول من “1848حتى 1854″، و سعيد باشا من “1854 حتى 1863″، والخديوي إسماعيل باشا من “1863 حتى العام 1879″، الخديوي توفيق باشا من “1879 وحتى 1892″، وـ الخديوي عباس حلمي باشا من “1892 وحتى عام 1814”.
وفاة على باشا
وتوفى علي باشا شريف في حكم عباس باشا حلمي الثاني وترك بين أبنائه حسين بك شريف الذي اقتفى أثر والده في تربية جياد الخيل منذ حداثته.
إنشاء قسم تربية خيل نجائب
ووفق علي باشا فى إنشاء قسم تربية خيل نجائب، حيث كونه مما اقتناه من قبل ومما اشتراه من بعد جياد الخيل
التي عرضها إلهامي باشا للبيع، وكان هذا أعظم قسم للتربية في مصر إذ كان به ثمانون فرسا وثلاثون حصانًا
أهدى منها خيلاً جيادًا إلى الملك فيكتور عمانوئيل وملك ورتمبرج.
واستطرد الأمير محمد علي توفيق في كتابه: “أسعد الحظ مصر بتكفل رجل عظيم شغوف بالخيل مثل علي باشا شريف
وتعهده تربية أجودها باستمرار، لأنه كان أوسع الباشوات ثروة، وكان العيش رغدًا في ذلك العصر وأجور العمال قليلة حتى
إنه استخدم عشرين شركسيًّا لخدمة خيوله بأجرة زهيدة حيث كان يحصل كل منهم على عشرين قرشًا شهريًّا عدا غذائه بخلاف
عصرنا هذا فإنه قد يخصص رجل واحد لخدمة ثلاثة من الخيل، وفي هذه الحالة لا ينتظر منه أن يقوم بالخدمة المعتنى بها
التى كانت تؤدى من قبل في عهد علي باشا شريف”.