أفردَ الأمير محمد علي توفيق نصيب كبير خلال الجزء الأول من كتابه للحديث عن “تربية الخيل” حول أفضل مواعيد “الوثب” على الأفراس، قائلا: “ما كان في أول الربيع حتى يتم “الوضع” بعد مرور الصقيع، وعند حلول الصقيع الثاني يكون المولود ذا قدرة على احتماله” مضيفا “أنه يجب تجويع الفرس بضع ساعات، بل وتسييرها قبل النزو، فإن ذلك أدعى للإحراز”.
وأضاف: “أن مدة الحمل في الخيول العربية أحد عشر شهرًا أو تزيد قليلاً، وبعد الوضع وقطع السرة يدلك المهر باليد مع قليل من الزبدة الطازجة، ويرفع الذيل إلى أعلى، ويشمم المهر شيئًا من البصل لتنبيهه ثم يرضع”، موضحا: “أنه لا يصح أن يغفل ربط بطن الفرس بضعة أيام منعا لارتخائه”.
وينصح الأمير: بأن لا يغيب عن ذهن أحد أن الإنسان يجب أن يكون عنده عدة أفراس جيدة؛ لينتج منها أمهارًا جيدة”، مشيرا إلى أن النتيجة غير مضمونة مهما علا الأب والأم، موضحا أن عادة العرب أن يعطوا الأمهار لبن النوق، فهل هذا هو السبب في امتياز الحصان العربي (الخيول التي تربى في بادية العرب) بقوة الاحتمال عن الخيول الأخرى؟”.
وقال: “لقد خصصوا لبن الجمال والماعز لهذا الغرض، ولم يقولوا بلبن البقرة ولا الجاموسة، لأن الأولى بطيئة والثانية تنام في المستنقعات.. وقد غذيت بعض الأمهار بلبن الماعز؛ الذي ساعد على أن تعرف الأمها أسماءها، وتلبي النداء بالحضور كلما سمعت أسماءها”.
وقال الأمير محمد علي توفيق عن تجربته الشخصية في هذا المجال: “أنا شخصيًّا أرى أن هذا تعليل صحيح لقوة احتمال الخيول العربية المشاق والصعاب”، مضيفا “وأنا في التربية لا أفضل الفرس القوية التركيب على الخفيفة التركيب، بل المهم أن تكون الفرس في صحة تامة وحالة حسنة تمكنها من الحمل والولادة وتغذية المولود”.