كتب: سعيد شرباش
قال الأمير محمد علي توفيق، في إطار العناية بالخيل، إن كل حصان يعرق إذا قام بأي مجهود، مشيرًا إلى أن خيول السباق يجب أن تتمرن وعليها الشل؛ كي يساعد في إفراز العرق؛ لأن العرق يزيل الزائد من اللحم، ويساعد على التنفس بسهولة. وإذا كان الغرض من إفراز العرق إزالة اللحم الزائد، فيمكن تعريق الحيوان بدون إجهاد، وإنما التمرين مفيد في تحسين صدر الحيوان، والعرق وإن كان يحسن حالة الحيوان، إلا أنه لا يزيد من قوته.
إفراز العرق بدون إجهاد الحيوان: يغطى الحيوان بشل سميك، ثم يوضع عليه السرج، ثم يركب إلى مكان التمرين بدون إجهاده؛ حتى يبتدئ تنفسه في الحركة، ويصبح جسمه مبللاً بالعرق، فيعود به راكبه إلى الإسطبل الذي يكون إذ ذاك مغلق الأبواب والشبابيك، فيمنع عنه السرج والشل، ففي ظرف عشر دقائق يرى أن الحيوان سريع التنفس، وعرقه يسقط من قوائمه كأنه في حالة جهد شديد.
وهذه الحالة حدثت طبعًا من حرارة الإسطبل ومن المجهود الذي عمله خارج الإسطبل، فإذا جف العرق بسرعة، تسبب للحيوان في إغماء شديد كالإغماء الذي يحدث عادة بعد فصده؛ فلذلك يجب على “الجروم” أن يجفف العرق تدريجيًّا؛ حتى لا يحدث الإغماء. وبتكرار هذه العملية تأتي الفائدة المطلوبة، وتظهر جلية من أول مرة.
التأكد من حرارة جسم الخيل: وتابع الأمير أن بعض الخيول يظهر عليها العرق بسقوطه من البطن والقوائم سائلاً على الحيوان، وبعضها لا تظهر عليها هذه المظاهر، فيجب على الجروم في هذه الحالة أن يضع يده من وقت لآخر تحت الشل؛ حتى يتأكد من حرارة الجسم. والوقت المناسب الذي يصرف في تعريق الحيوان من خمس إلى خمسة عشر دقيقة، ولكن بعض الناس يرى تعريقه أكثر من هذه المدة، وآخرين يرون أن تكون المدة أقل.
وبعد إتمام العملية يقف اثنان، كل واحد منهما من جهة، يمسحان جسم الحيوان، حتى يسقط العرق، ثم ينشف بالخرق وحزم القش، ثم يخرج من الإسطبل؛ لتسييره حتى يبرد جسمه، وذاك بعد وضع الشل عليه، وبعد أن يشرب ما يكفيه من الما،ء ثم يدخل إلى الإسطبل.
أول غذاء بعد التعريق: وأكد الأمير محمد علي توفيق أن أول غذاء يتناوله يجب أن يكون مُليِّنًا؛ لأن تعريق الحيوان يسبب إمساكًا بسيطًا، يزول بالردة أو الخضرة. وإذا ظهرت على الحيوان علامات العطش في يوم التعريق، فإنه بعد 24 ساعة غالبًا يعود لطبيعته، وقليل من التمرين يفيد كثيرًا في منع استمرار العرق بعد وضع الشل على الحيوان.
وهذا النوع من التعريق يليق بالخيول المترفة ذات القوائم الرديئة، التي لا تتحمل المجهود الشديد، ويجب عمل هذه العملية في بدء التدريب لمدة يومين أو ثلاثة قبل إعطاء أول شربة؛ فإنها تزيل كثيرا من الشحم، وهذه الطريقة في تعريق الحيوان لا تزيد من قوة العضلات ولا من سعة الرئتين، ولا ضرورة لها مع الخيول النحيفة.