الفرش ضروري لحصان يعمل عملاً شاقًّا طول يومه وكذلك الغذاء الصالح لأن كلاًّ منهما يرد القوة الضائعة والنشاط المفقود في أثناء العمل الشاق.
والفرش عادة يوضع لترقد عليه الخيول في أثناء الليل غير أن لبعض الخيل عادات تستلزم وضع الفرش في أثناء النهار أيضًا فمنها ما لا يبول إلا إذا أحس الفرش تحت أقدامه حتى ليحبس نفسه عن البول ساعات متوالية فتمتلئ المثانة وتظهر عليه أعراض الألم المبرح ولا يتسنى له أن يقوم بأي عمل.
وقد لوحظ أن بعض الخيول تنشأ وفيها هذه العادة من وجود ضعف في الأقدام واستعداد للقشف وأمراض الجلد فتمتنع عن التبول على أرض مبلطة خيفة وصول رشاش البول إلى أقدامها مع أن الضرر الذي ينشأ عن رشاش البول لا يقاس بجانب ضرر عدم التبول.

ومن الخيول ما تفحص الأرض بأقدامها بشدة تنكسر معها مسامير الحدوة ويحدث منها ضرر لأنسجة الحافر نفسه. ومنها خيول أقدامها ضعيفة فهي تعرج إذا وقفت على أرض جافة بدون فرش.
ومنها خيول لا تقدر على استئناف أي عمل إن هي لم ترقد في النهار قليلاً من الوقت.
وأحسن أنواع الفرش ما كان الحصول عليه سهلاً، وهذه السهولة تتفاوت بالطبع فمن الأشياء التي تستعمل للفرش قش الحبوب كالقمح والشعير والأرز وقش القصب وفروع بعض الأشجار الناعمة واللينة ونشارة ومساحة الخشب، وغير ذلك كثير يختلف باختلاف ظروف الأحوال والوسط.
وأهم ما تجب مراعاته أن يكون الفرش جافًّا غير مبلل والروث بسيطًا سهلاً خلوًا من كل ما يقض مضجع الحيوان أو يؤذيه، ولذلك كان رفع الروث والفرش المبلل في كل صباح عند خروج الحيوان من إسطبله لازمًا، ويجب أن ينقل بعيدًا حيث كومة السماد ثم يرفع الباقي لنشره في مكان جيد التهوية معرض للشمس لأجل التهوية والتجديد.