كتب: سعيد شرباش
يجري في دمه عشق الحصان العربي المصري؛ لذا أسس له مزرعة منذ أربعة عشر عامًا بالمدينة المنورة مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم.. إنه الشيخ براهيم بن عبد الرحمن العقاب، مؤسس مزرعة العقابية.
ومنذ أنشأ العقاب مزرعته، وهو يحمل على عاتقه رسالة هامة، وهي تربية خيول عربية مصرية ذات دماء نقية؛ للحفاظ عليها وعدم خلطها بالدماء الأخرى؛ حتى تكون إرثًا للأجيال القادمة.
وفي سبيل ذلك يعمل الشيخ براهيم على إنتاج الخيول التي تجمع بين التراكيب العالية القوية في الحركة ومقاييس الجمال، والتي لا تجدها إلا فى الخيل العربية الأصيلة دون غيرها من الخيول الأخرى؛ لذلك اعتمد برنامج العقابية على اصطفاء مجموعة من الخيول العربية الأصيلة المؤسسة للبرنامج.
ومن الفحول التي اعتمد العقاب عليها “إبهار العرب” ابن “سنان الريان”، وأمه “أمل بنت برنس”، و”بشير الريان” من الأب “سفير الريان” والأم “أنساتا”، و”سفير العقابية” ابن “بشير ريان” وأمه “سعيدة” بنت “سفيرة ريان”، و”ليث” ابن “أنساتا”، أمه “حليمة لوريا” حفيدة “منية الشرف”، و”عز” ابن “أجمل طلال”، أمه “باليلالا ستيلا” بنت “سيمون شاه”، و”مرعي الشقب” ابن “العديد الشقب”، وأمه “بدوية الشقب”.
مزرعة العقابية بالمدينة المنورة
وعن الفحول الحالية يأتي “مشعل العقابية” في مقدمتها؛ فهو ابن “سفير العقابية”، وأمه “شيهانة”، والفحل “كحيل العقابية” ابن “ليث ابن أنساتا المرتجز”، وأمه “شيهانة”.
ووفَّر السيد “براهيم العقاب” لخيله مزرعة تتميز بطراز معماري فريد، مزج فيه بين الطراز الحجازي في البناء بالحجر و الطراز النجدي في البناء بالطين والخشب. أما عن التصميم المعماري للإسطبل، فاتخذ شكل حديقة تتوسطها نافورة رائعة، وتتخللها أشجار تم زراعتها من أشجار النيل والورد الرائع، وتحيط بها بشكل مربع أقواس حجرية في شكل بديع، وفي مدخل المربط تجد بوابة مرتفعة بها لوحة فنية يتوسطها الحصان العربي المصري الأصيل نقي الدماء.
ويرجع السر في اهتمام مزرعة العقابية بالحصان المصري إلى أنه موروث له رسالة، حيث يتم تربية الخط “البيور” المصري الأصيل، الذي ترجع جذوره إلى الجزيرة العربية منذ أن جلبه “عباس باشا الأول” إلى مصر، فهو امتداد إرث وتاريخ.
وبدأت رحلة الاختيار بالأمهات قبل الآباء؛ فأساس برامج التربية في العقابية هو الاعتماد على الأمهات ذات الدم الصافي، التى تتمتع بالقوائم القوية والجسم الموزون والتراكيب العالية والرأس الناعم والكَفَل القوي وخط الظهر السليم. كما أَثْرَتِ العقابية الإنتاج بالتنويع في خطوط الأمهات من بيوت صلاح الدين ومنية النفوس والعبيانة، ومن خط أنساتا ابن حليمة والكحيلات، ونجحت بهذا في أن تحقق إنتاجًا مميزًا، وصل حتى الآن للجيل الخامس، الذي يتفوق على غيره بأجسام قوية سليمة وموزونة، تتميز بحجم الكَفَل الكبير والرقبة الطويلة والرأس الناعم والعيون الكبيرة.
مزرعة العقابية بالمدينة المنورة
وتحترم العقابية جميع المربين فى اختياراتهم واتجاهاتهم، ولكن لديها إيمان راسخ بأن حفظ النسب أمانة، مصداقًا للقول المأثور: “الناس مؤتمنون على أنسابهم”؛ لذا حرصت أشد الحرص على أداء أمانة الحفاظ على أنساب الخيل المصرية، فإذا كان الأمريكيون والأروبيون، مثل جودى فوربس وهانس ناجل، مؤتمنين على أنساب الخيول المصرية، وحافظوا عليها، وقرروا ألا يربوا غيرها، فكيف لا تضطلع العقابية، وهي مزرعة عربية رائدة، بهذا الدور بالحفاظ على أنساب الخيل المصرية وعدم خلطها مع أي خط آخر؟ حيث إن الاعتماد الكلي على النسب الأصيل والجودة العالية، فالجمال له دور فى برامج التربية، وقوة الحصان والجسم السليم أهم مميزات الخيل.
كما قامت العقابية بدور بالغ الأهمية للخط المصري، وذلك بتحسينه ومعالجة العيب المتراكم فيه، فبعد دراستها له، تَبيَّنَت أن الخلل في الجسم والمشاكل في القوائم راجعة إلى كثرة اعتماد المربين على الرأس والرقبة، ونجحت في تطوير الحصان المصري؛ ليعود إلى مكانته في الصدارة.
ولا تزال العقابية تواكب التطور المستمر في عالم الخيل، وتساهم فيه؛ حيث إن عالم الخيول فى تطور دائم؛ وبالتالى تختلف ملامح الشكل، فإذا نظرت إلى إمبريال أميدال بطل العالم، فستجد الجسم القوي والرأس الكلاسيكية، ولكن بعد فترة ظهر اللهب وإمبريال بارز، وهما من أبطال عالم، يتمتعان بالجسم القوي والرأس الأكثر نعومة؛ حيث إن الصورة الشكلية للحصان تتغير، وهو ما تراعيه مزرعة العقابية لمالكها السيد/ براهيم بن عبد الرحمن العقاب.
تعليق واحد