كتب: محمود محمد
يقول سراج الدين عمر بن رسلان البلقينى، مؤلف كتاب “قطر السيل فى أمر الخيل”، إن هذا كتاب جديد فى الخيل، لم يرَ النور من قبل، ويرجع الفضل فى صدوره إلى علامة الجزيرة العربية الشيخ حمد الجاسر، طيب الله ثراه، الذى تفضل بإهداء نسختى دار الكتب التونسية، وجامعة الرياض، وكان – رحمة الله عليه – نسيج وحده، فى خدمة العلم والعلماء.
المؤلف
هو شيخ الإسلام سراج الدين أبو حفص عمر بن رسلان بن نصیر بن صالح الكنانى البلقينى العسقلانى الشافعى.
ولد فى ليلة الجمعة الثانى عشر من شعبان سنة أربع وعشرين وسبعمائة بتلفينة فى قرى أرض مصر الغربية، فنشأ بها، وقرأ القرآن وحفظه وهو ابن سبع سنين، وحفظ “المحرر” فى الفقه للرافعى، و”الكافية الشافية” فى النحو لابن مالك الطائى، و”المختصر” فى الأصول لابن الحاجب، و”الشاطبية” فى القراءات للشاطبى .
قدم إلى القاهرة مع أبيه سنة سبع وثلاثين، فيهر علماءها بذكائه وكثرة محفوظه وسرعة فهمه، ثم رجع به، وعاد ثانية سنة ثمانٍ وثلاثين وسبعمائة مع أبيه، وقد ناهز الاحتلام، فاستوطن القاهرة، وحضر دروس الأئمة، وأكبَّ على الاشتغال فى فنون العلم والفقه والأصول والفرائض والنحو حتى فاق أقرانه، ثم أقبل على الحديث، وحفظ متونه ورجاله، فحاز من ذلك علمًا جمًّا، وصار أحفظ أهل زمانه لمذهب الشافعى، رضى الله عنه.
أهمية الكتاب:
تأتى أهمية الكتاب فى أن يحتوى على نقل كثير من كتب لم تصل إلينا، وبهذا حفظ لنا أخبارًا تعین الباحثين على دراسة هذه الكتب، والتى ذكرها جميعها المؤلف.
وقد استقصى الكتاب الروايات الكثيرة المختلفة فى الأحاديث المتعلقة بالخيل، فهو جامع شامل فى هذا الباب، وكان البلقينى من أئمة الشافعية فى عصره؛ لذا نراه يثبت رأى الشافعية ويدافع عنه فى كل ما يورده من كلام فى فصول الكتاب، كما أنه رد على آراء المذاهب الأخرى فى الفصل الأخير، وهو السابع، الذى عقده لبيان ما يستحقه صاحب الخيل الحاضر بها فى الجهاد من الغنيمة، وهل تجب فيه الزكاة أم لا؟
وفى الكتاب ذكر لأوصاف علماء اللغة لكل ما يتعلق بخلق الخيل.
تقسيم الكتاب:
قسم المؤلف كتابه إلى سبعة فصول سبعة عن الخيل، وهى:
الأول: فى الأمر بارتباطها، وما يستحب من ألوانها، وذكر صفاتها، وما يكره من شبائها، وما جاء من أسمائها.
الثانى: فى قضل ما اتخذ للجهاد منها فى سبيل الله، عز وجل، وما جاء فى مسح نواصيها، وأكفالها، وبرکتها، والنفقة عليها، وخدمتها، وكراهية تقليدها الأوتار، وذكر السبب فى ذلك.
الثالث: فى ذكر محبة النبى لها، واستحباب تحبيسها فى سبيل الله، ودعاء الخيل بأن يحبها صاحبها، وما يحصل من دفع الخيل، وذكر أول من ركبها.
الرابع: فى التماس نسلها ونمائها، والمواضيع التى تختار فيها الإناث والذكور فى الجهاد، وفضل إطراقها، ومنع أخذ الأجرة على عسيب الخل.
الخامس: فى النهى عن قطعها وخصائها، وجز نواصيها وأذنابها، وإهانتها وتعذيبها، وهل تؤكل أم لا؛ لأن قضية الأكل جواز ذبحها، وهل فى ذلك كراهة أم لا؟
السادس: فى سباقها، وما يحل وما يحرم من أسباقها.
السابع: فيما يستحقه صاحبها الحاضر بها فى الجهاد من الغنيمة، وهل تجب فيها الزكاة أم لا.
وأوضح بقوله: ولم أزد على الفصول المذكورة؛ لأن السبعة جاءت من أمور كثيرة مشهورة، وسميته “قطر السيل فى أمر الخيل”. نفع الله به، وسهل لقاصد الخيل مطلبه.
مصادره:
اعتمد الكاتب على مصادر كثيرة، وقسم كبير منها جاء فى كتاب “فضل الخيل” لشرف الدين الدمياطى، وزاد عليها المؤلف مصادر أخرى. ونذكر هذه الكتب جميعًا مرتبة على حروف الهجاء:
*آلات الجهاد وأدوات الصافنات الجياد: لابن بشین.
*أدب الكاتب: لابن قتيبة. *الأموال: لأبى عبيد.
*أنساب قریش: للزبير بن بکار. * تاريخ الطبرى.
*تفسير الثعلبى. * تفسير الطبرى.
*تفسير الزمخشرى (الكشاف). *تفسير الواحدى.
* التهذيب: الشيرازى (وهو المطبوع باسم المهذب). *الجهاد: لابن أبى عاصم.
*الخيل: لأبى عبيدة. *رسالة الأبيوردى (لعلها: كوكب المتأمل، يصف فيها الخيل).
*الروضة: للنووي. *الزاهر: لأبى بكر بن الأنبارى.
*سنن الترمذى. *سنن الدارقطنى. *سنن أبى داود.
* السنن الكبرى للبيهقى. *الخيل: لابن دريد. * سنن الكشى.
* سنن ابن ماجة. *السن المختصر: لأبى نصر.
*سنن النسائى. *شرح الروضة للنووى. *الصحابة: لابن منده.
*صحيح البخارى . *صحیح مسلم. *الطبقات الكبرى: لابن سعد.
*الفروسية وعلاجات الدواب: لمحمد بن يعقوب. *قصص الأنبياء: للثعلبى.
*المحرر: للرافعى. *مختصر المزنى. *المراسيل : لأبى داود .
*المستخرج : لأبى نعيم . *المسند : لأحمد بن حنبل . *مسند الطيالسى .
*مسند ابن أبى شيبة ( وهو المطبوع باسم : الكتاب المصنف ) .
*مسند أبى يعلى . *معجم الصحابة : لابن قانع . *المعجم الصغير : للطبرانى .
*المعجم الكبير : للطبرانى . *المنهاج : للنووى . *الموطأ : لمالك .
*النصيحة : للآجرى . *الهداية : للمرغينانى.