كتب محمد افندي لاز في كتاب “مرشد البيطرية في هيئة الخيل الظاهرة “، الذي كلفة الخديوي اسماعيل باعدادة ،عن طريقة امتحان الخيل المعروض للبيع والتي كانت متبعة منذ عهد محمد علي باشا لامتحان الخيل المعروض للبيع، حيث يجرى عليه هذا الامتحان داخل الإسطبل وخارجه، فيقول:
إن الفرس الجيد إذا كان فى الإسطبل يُرَى واقفًا فيه مع السكينة والهدوء دون أن يكون مضطربًا من جنبه متحيرًا فى نظره. وإذا كان غير مربوط يستريح على مؤخرته إحداهما بعد الأخرى بالتعاقب. وأما إذا كان مربوطًا فإنه يضع أرجله الأربعة على خط مستقيم.
وبعد امتحان هذه الأوضاع يُنظَر فيه وهو مربوط؛ لأن الفرس العضَّاض يُربَط عادة فى زمامين، والمصروع فى المعلف أو بطوق ضيق مزنوق جدًّا، ثم بعد مشاهدة وامتحان ذلك فى الحيوان وهو داخل الإسطبل، يؤمَر بتلجيمه؛ ليُنظَر هل يحصل منه نفور وصعوبة عند ذلك أم لا، ثم يدور ويُلفَت من محل إقامته؛ ليُرَى هل ينتقل منه بسهولة أم لا، ويُؤتَى به إلى باب الإسطبل؛ ليُكشَف مع التدقيق والاعتناء التام عن أعينه. ومن أجل ذلك لزم أن يكون الإنسان الممتحن واقفًا أمام الحيوان بعيدًا عنه بقليل، وينظر بالتعاقب مع غاية الدقة إلى عين الحيوان اليمنى وإلى عينه اليسرى؛ ليتحقق من كونهما متساويتين فى النظر أم لا، ثم يفتش فى أجفانه، ويمتحنها جيدًا، بحيث لا يرى فيها عيبًا ولا جرحًا ولا أثرًا لذلك.
وينتقل إلى آماق عينيه، ويختبرها أيضًا بالدقة وبالجملة. ويجب الكشف على جميع الأجزاء المركبة، منها العين وامتحانها كما يجب، بمعنى أنه يُنظَر إلى القرنية الشفافة؛ لمعرفة درجة تحديها، هل هى جيدة وخالية من البياضات وخلافها أم لا، وأن مواد العين صافية شفافة أم لا، وأن حدقة العين منبسطة بالنسبة لدرجة السواد الموجود تحت باب الإسطبل لأجزاء المتعمقة فى العين شفافة أم لا.
وتناول محمد افندي لاز في كتاب “مرشد البيطرية في هيئة الخيل الظاهرة “، الذي كلفة الخديوي اسماعيل باعدادة ، طريقة امتحان الخيل المعروض للبيع، وبعد أن ذكر امتحانه داخل الإسطبل، يتناول في هذا الجزء طريقة امتحانه خارج الإسطبل، فيقول:
متى صار البحث لامتحان المذكور بهذه الكيفية، يخرج الحيوان من داخل الإسطبل إلى أرض صلبة أفقية مستوية، بحيث يكون فيها على حال لا يزيد ولا ينقص عن هيئته الأصلية الطبيعية التى يكون هو عليها، وحينئذٍ يقف الممتحن بعيدًا بعض أمتار عن الحيوان، وينظر إلى قوامه واعتداله وتناسباته الظاهرية، ثم يفتش مع التحرى والتدقيق الكافى على جميع أجزاء بدنه الأصلية؛ لكى يرى هل هى بالأوصاف المذكورة فى صلب الكتاب أم لا.
فالواجب على الممتحن أن يمر بيده على عنق الحيوان؛ لينظر هل به مرض أم لا، وينظر جيدًا إلى القزحية العينية، هل منحصرة بالنسبة لدرجة ضوء الجهة الواقف فيها الحيوان أم لا، وهل أشداقه فى أحسن شكل وسليمة من الأمراض أم لا، وهل لسانه سليم وأسنانه خالية من التسوس أم لا، وهل فيها أثر يدل على وجود مرض الصرع أم لا، وينظر إلى أسنانه، ويفتح أجنحة أنفه؛ ليرى هل سليمة أم لا، ثم يكشف على حوض زور الحيوان؛ ليعلم هل هو جيد خالٍ من العيوب أم لا. وعندما يضع الممتحن يده على عنق الحيوان، يلزم أن يتحقق من أن فم زور الحيوان وحافته العليا سليمة أم لا.
وينبغى للمتحن عند وضع يديه على جسم حيوان أن يتحقق هل الحارك سليم من العيوب والأمراض وجيد الشكل أو لا، وأن الظهر مرن لين الحركات أو لا، وهل الذنب به ناصور أو أورام أو لا، وهل صدره سليم من الجروح وآثار الحزام والحراريق أو لا، وهل أضلاعه بها بعض تيبسات أو تعقدات عظمية وما أشبه ذلك أو لا، وهل جنبه مُسْتَوٍ وغير مضطرب أو لا، وهل خاصرتاه مستويتان أو لا، وهل كفله سليم من الهزال والنحافة ومن آثار الخزام والحراويق أو لا. ومتى انتهى امتحان جذع الحيوان على هذا المنوال، لزم حينئذٍ الكشف على أطرافه، ويُنظَر لها أولاً على بعد بالبصر، ثم تُلمَس؛ لكى يتحقق من أن المفاصل وأنصاف الأقطار السفلية هل هى مصابة بأحد الأمراض الرخوة أو اليابسة المار ذكرها فيما تقدم أو لا. وأهم شىء يجب الاعتناء فى امتحانه واختباره هو أرجل الحيوان، حيث إن الواجب أن تكون سليمة من كل عيب ومرض ما دام المدار عليها فى الحيوان.
امتحان الخيل المَبيع في وضع الحركة
يتابع محمد افندي لاز في كتاب “مرشد البيطرية في هيئة الخيل الظاهرة “حديثه عن طريقة امتحان الحيوان المَبيع، وهذه المرة يتكلم عن الامتحان في وضع الحركة، فيقول:
وبعد ما يسير امتحان الحيوان بحكم ما ذكرنا وهو واقف فى حالة السكون، يجرى امتحانه أيضًا وهو فى الحركة سائرًا بالأشكين والألغار والدرت نعل، فيجب أن يكون فى حال سيره بالأشكين أن تكون أطرافه متجهة إلى الأمام على حذاء مُوازٍ لحذاء مجور جسمه، وأن آثار أطرافه المؤخرة تستر آثار أطرافه المقدمة، وأن ترتفع أرجله بوجه مناسب من فوق الأرض، وألا نسمع وطأها على الأرض فرقعة ظاهرة، وبالأخص فى حال سيره بالألغار، يلزم امتحان الحيوان بدقة ومراعاة.
وإذا كان الحيوان المراد امتحانه يراد جعله للسرج يُركَب ويسير بالدرت نعل، ثم إذا انتهى جميع هذا الامتحان فى الحيوان، يرجع القهقرى إلى خلف؛ لتُنظَر عينه صلبة وعراقيبه، وهل هو مصاب بداء السبات أم لا، وهل حركات جانبه منتظمة دون أن يعتبها خفقان أم لا.