كتب: سعيد شرباش
العصفور: الخيول تستخدم لغة الجسد بنسبة 85 %.. والعتاب أفضل أسلوب لتقويم سلوك الحصان
قد يرى البعض أن الحديث حول نفسية الخيول العربية الأصيلة أمر جديد، لكنه حقيقي وحيوي جدًّا في تربيتها وتدريبها، وبوجه عام فإن النقاش حول الخيول العربية دائم لا يتوقف ولا ينتهي، فالبحث والتجديد عملية مستمرة لا تتوقف لدى ملاك ومحبي الخيول العربية الأصيلة. ومن هذا المنطق يناقش جروب عشاق الخيل في ندوته الجديدة “دراسة نفسية الخيل”، والتي يتابعها “موقع الخيل”.
بدأت الندوة بكلمات الترحيب من السيد براهيم العقاب، مالك مزرعة العقابية بالمدينة المنورة، بالسادة أعضاء الجروب عامة، وبتقديم خاص لضيف الندوة الأستاذ عبد الله العصفور، المتخصص فى علم لغة الخيل وفهم نفسيات الخيل وشخصياتها وطرق تفكير الخيل العربية. وأكد العقاب في كلمته أن هذا المجال فريد لدينا، موضحًا أن ملاك الخيل يحبون الاطِّلاع والمعرفة بشكل متصل، والعلم بالتفاصيل الداخلية لهذا المجال.
وبدأ الأستاذ عبد الله العصفور حديثة بالشكر لأعضاء الجروب، موضحًا أنه مهتم بالخيل العربية بشكل خاص، والخيل الأجنبية بشكل عام، والتركيز على طريقة فهم هذا العلم؛ لمعرفة طرق سلوك الخيول العربية الأصيلة وفهم نظامها في التفكير، ولغتها في التواصل مع بعضها في القطيع؛ ليستفيد ملاك الخيل من هذه الخصائص في برامج التربية والتدريب والإنتاج.
وردًّا على السؤال الذي يطرح نفسه باستمرار حول وجود لغة للخيول، قال العصفور إن الخيول العربية الأصيلة تستخدم فى التواصل لغة الجسد والأصوات، ولكنها تعتمد على الجسد فى الكثير من الأحيان، وبنسبة تصل إلى 85% عن لغة الصوت؛ لأن الأصوات من الممكن أن تكشف للمفترسات أماكنها.
وكشف العصفور أن هناك سؤالاً آخر يردِّده البعض حول أهمية فهم لغة الخيول العربية الأصيلة، وما هي طرق التواصل معها، قائلاً: إذا فهمنا طرق تفكير الخيل العربية ولغتها التى تتحاور بها مع بعضها بعضًا، فسيسهل علينا كمدربين أو ملاك أو سياس أن نتواصل مع الحصان، وأن نفهم ماذا يريد الحصان عن طريق الإيماءات التى يقوم بها من خلال الجسد؛ لتصل المعلومة أثناء التربية السلوكية فى الإسطبل؛ فلكل إشارة فى جسد الحصان من الجحفلين حتى الشليل معنى، فـالحصان يتكلم عبر هذه الإيماءات، والحركات تُجمَع مع بعضها لتدلَّ على الكلمة.
وأضاف العصفور أن الحركات هي اللغة التي يستخدمها الحصان؛ للتعبير عن الألم والسعادة والفهم والتوتر والحزن والخوف، مؤكدًا أن أكبر دليل على ذلك هو قول عنترة بن شداد عن حصانه الأبجر:
يجيبُ إشاراتِ الضَّمير حساسةً ويغنيكَ عن سوطٍ لهُ ولجام
وكذلك وصف المتنبي:
وَأدّبَهَا طُولُ القِتالِ فَطَرفُهُ يُشيرُ إلَيْهَا مِن بَعيدٍ فَتَفْهَمُ تُجاوِبُهُ فِعْلاً وَما تَسْمَعُ الوَحَى وَيُسْمِعُها لَحْظاً وما يَتَكَلّمُ
وهذا دليل على أن أول من فهم لغة جسد الخيل العرب.
وأشار العصفور إلى أن الحصان يستمع بإنصات وحب لمن يفهم لغته، ويكتسب ثقته؛ وبالتالي تنشأ علاقة تجعل الحصان ينفذ كل الأوامر والتعليمات الصادرة إليه بدون أي عناد، ولا يصدر حركات غير مرغوب فيها، أو يقوم بالتخريب في الإسطبل أو الهجوم على الخيل الأخرى، لافتًا إلى أنه لا بد أن تجعل الحصان يدرك أنك صاحب أعلى منزلة ومرتبة لديه، ومصدر ثقته في الحياة؛ فهذا تفكير الخيل فى القطيع، وهذا يجعل الحصان مؤدبًا.
وتابع أن الخيول العربية الأصيلة تتميز بأخلاقها وصفاتها المختلفة عن باقى سلالات الخيل، مثل الشجاعة الزائدة والذكاء الحاد والحب؛ فالخيل لها سلوكيات ومراتب بالقطيع، ولا بد أن تعلم أن الحصان كائن اجتماعي بطبعه، فإذا عزلته عن القطيع، فلا بد أن تكون صداقتك وحبك هما البديل.
يقول المتنبي:
وَما الخَيلُ إلاّ كالصّديقِ قَليلَةٌ وَإنْ كَثُرَتْ في عَينِ مَن لا يجرّبُ
إذا لم تُشاهِدْ غَيرَ حُسنِ شِياتِهَا وَأعْضَائِهَا فالحُسْنُ عَنكَ مُغَيَّبُ
تعليق واحد
Pingback: نفسية الخيول العربية الأصيلة.. ندوة افتراضية على جروب عشاق الخيل (2) - https://elkhail.com