خاص موقع – الخيل
تعد زيارة السيدة جودى فوربس إلى تركيا لشراء حصان عربى أصيل، بمثابة بطاقة التعارف على الخيول المصرية الأصيلة، حيث طلب منها مجموعة من أصدقاءها هناك زيارة مصر، وبالتحديد محطة الزهراء للخيول العربية الأصيلة التى تتمتع بإنتاج متميز من الخيول.
وعلى الفور، توجهت فوربس برفقة زوجها دونالد إلى مصر فى 16 سبتمبر من العام 1958، لتبدأ زيارتها الأولى إلى محطة الزهراء التابعة لوزراة الزراعة الكائنة بحي عين شمس، ويأتى أول لقاء بين عائلة فوربس بالخواجة المجري مدير محطة الزهراء فى ذلك الوقت.
وتروى جودي في كتابها الذى حمل اسم “الهدية”، أن هذا اللقاء كان اللقاء الوحيد الذى جمعها بالخواجة المجرى، موضحة أنه رحل بعد الزيارة وتسلم مهام عمله الدكتور المرصفي.
ووصفت فوربس في كتابها الخواجة المجرى بالرجل الذكى المنظم قائلة: “كان يسجل كل ما يرى ومبدع وصاحب طفرة حقيقة فى محطة الزهراء، محب جدًا لعمله”، وشاهدت فوربس خيول المحطة والطلائق الرئيسية مثل “نظير” و”سيد أبوهم”، الذى كان يطلق عليه المرصفى لقب “البطريق”، كما شاهدت اثنين من خيول الملك وهما “سامح” و”السريع” بالإضافة إلى الحصان “عنتر”.
كما رأت لأول مرة الحصان “مرافق” الذي كان عائدًا قبلها بأيام من السباق، حيث عزم الخواجة المجري على أن يجعله الطلوقة الرئيسي ليحل مكان “نظير” الزعيم.
وبعد عدة أشهر عادت السيدة فوربس وزوجها إلى محطة الزهراء، حيث كان الدكتور المرصفي تقلد منصب مدير المحطة وأصطحبهم فى جولة بالمحطة لمشاهدة الخيل، حيث وانبهرا خلال الجولة بالفرسة “بنت منى”، التى وصفت بالفرسة الجميلة جدًا وبشكل مبالغ فيه حيث كانت مثل أميرة حقيقية كما شاهدوا ابنتها “مايا” التى تأتى على قائمة المهرات الملكيات.
وشاهدا أيضا “بنت مبروكة” و”بنت زعفرانة”، وكانتا مهرتان من أجمل ما يكون، تركتا فى أنفسهما شعور جميل، ثم شاهدا المهر “ابن حليمة” الذي كان عمره وقتها عام ووصف بأن له رأس جافة وعينين واسعتين غامقتين وجلد صافى.
بعدها زارت السيدة جودى وزوجها برفقة الدكتور المرصفي، مقر الهيئة الزراعية المصرية، والتى كانت في ذلك الوقت عبارة عن قصر يطل على النيل “أصبح بعدها أحد مبانى دار الأوبرا المصرية”، حيث تقابلت مع الدكتور أحمد عفيفي المدير العام للهيئة الزراعية الملكية وطلبت منه شراء 3 خيول هم: “بنت مبروكة” و”بنت زعفرانه” و”ابن حليمة”.
ومن جهته، طلب الدكتور أحمد عفيفي مبلغ كبير في الخيول الثلاث، لترد السيدة جودى بأن المال الذى لديهم لا يكفي فباع لهما بنت مبروكة وبنت زعفرانه وأهداهما ابن حليمة هدية.
وتم سفر الخيل الثلاثة من مصر عبر ميناء الإسكندرية، بعد حصولهم على التحصينات اللازمة، كما تم عزلهم فى مكان مخصص بمحطة الزهراء، وبعد 14 يوماً وصلت السفينة إلى الولايات المتحدة الأمريكية، لتعيش الخيول الثلاث فى “اتشكشا”، حيث أصبح على عائلة فوربس أن تسجل مزرعة، فاختارت العائلة اسم “أنساتا” الذى يعنى مفتاح الحياة في اللغة المصرية القديمة، وقررت تسمية الخيول الـ3 بنفس اسمائها العربية لتدل على هويتهم.
وسافرت فوربس وزوجها للعمل فى ليبيا، ليتولى رعاية الخيل والد زوجها “دونالد”، حيث أصبح الخيل محل اهتمام الأسرة، كما أهتم أيضاً مجموعة من الأمريكان بالخيول الثلاث مثل السيد دوجلاس مارشال.
وبعد عام زارت فوربس وزوجها محطة الزهراء للمرة الثالثة واشتروا المهرة “حسنية” بنت “نظير وبكرة” وكانت حسنية مصابة بكسر فى الرجل ولم يستطيعوا إرسالها إلى أمريكا نظرًا لإنتشار مرض طاعون الخيل، حيث منعت الحكومة المصرية مغادرة الخيول من مصر، ولكن بعد عامين تم القضاء على المرض وسافرت حسنية لتلتحق بالخيول الثلاث.
وأنجبت “بنت زعفرانة” من الحصان “ابن حليمة” مهرًا كامل الجمال صغير الرأس ذو عينين واسعتين حولها شعر أبيض أطلق عليه اسم “على باشا” نسبة إلى على باشا شريف، أما بنت مبروكة فأنجبت مهرًا أطلق عليه اسم “عباس باشا”، بينما باعت فوربس إلى المحامي الشهير حينها وليم فرانك المهر “على باشا”.
وتصف فوربس سعادتها بالمولود الأول لمزرعة إنساتا “على باشا” بالقول: “ولدت بنت زعفرانه مهرًا إستثنائيًا لونه رمادى كامل الأوصاف ورث ابن حليمة فى العيون السوداء والرأس الجميلة، وكان له شعر أبيض حول عينه يشبه حيوان الباندا، وبعد ميلاد على باشا بفترة قصيرة أنجبت بنت مبروكة مهراً أحمر اللون تحول إلى اللون الأزرق النقى وكانت عيونه داكنة وجماله له ذوق خاص، حيث أخذ من الأم العيون الواسعة والجسم القوى، وأطلق عليه اسم “عباس باشا” نسبة إلى عباس باشا الأول حاكم مصر ومؤسس مملكة الخيول المصرية.