كتب: سعيد شرباش
قد نجد سفيرا لإحدى الدول يحب دولة أخرى، فهذا الأمر وارد، لكن ما نراه من سفير الإمارات وعشقه لمصر شيء مثير للإعجاب الشديد. وهو ما لمسته بنفسي في أول لقاء جمعني به، فعندما كنت بمحطة الزهراء للخيول العربية الأصيلة، جمعني القدر بالدكتور حمد بن سعيد الشامسي، سفير الإمارات بمصر والمندوب الدائم لدى جامعة الدول العربية، ودار بيننا حوار ثري، تبين لي منه كيف تختار الإمارات سفراءها في الخارج، حيث إنهم يعكسون رؤية دولة الإمارات في اصطفاء من يمثلونها، ويكونون بحق رمزوا لبلدهم.
أكثر ما لفت انتباهي أنه كان دبلوماسي الكلمة، فياض المشاعر، صدوق الكلم، يأسرك بشكل مذهل.
ولم يقتصر اهتمام سعادة السفير بالخيول العربية، بل إنه أيضا كان له تواجد كبير في رموز المجتمع المصري، فقام سعادة السفير بزيارة شيخ الأزهر والبابا تواضروس؛ في إطار الروابط الوثيقة بين أطياف الأمة، مؤكدا على روح الوحدة الوطنية، وكانت ذات مردود عظيم، زادت مكانة سفير الإمارات في قلوب المصريين.
شاهد: عمرو أديب: المصري بيقدر الدول اللي وقفت معاه..سفير الإمارات وصل مصر وقابل شيخ الأزهر والبابا تواضروس على برنامج الحكاية على يوتيوب
ولم تكن زيارة سياسية، أو من مهام عمله، بقدر ما هي محبة من قلب ينبض بحب مصر، ويسع كل الناس على اختلافهم، لذا فإنه ليس رمزا للإمارات فقط، بل لمصر والعرب؛ لما حباه الله من سجايا وملكات، لا يؤتاها إلا ذو حظ عظيم، والأعظم أنه يعيش بيننا، فيغمرنا بفيض روحه الكريمة.
شاهد: بالطبل والمزمار البلدي.. أهالي المنيا يستقبلون سفير الإمارات بالقاهرة على قناة mbcmasr على يوتيوب:
وامتدت شعبية د. حمد بن سعيد الشامسي إلى صعيد مصر، حيث خرج إليه الأهالي في استقبال شعبي، بالطبل المزمار البلدي؛ احتفالا بلقائه.
وفي الرياضة، سعى سعادة السفير إلى توحيد قطبي الكرة المصرية، حيث كرّم عددا من لاعبى الأهلي والزمالك، محمود عبد الرازق شيكابالا، طارق حامد، ومحمود حمدى الونش، ومحمد عبد الشافى، وأحمد زيزو، ومحمد مجدى أفشة، وياسر إبراهيم، وأحمد يوسف، ومحمد شريف، وأيمن أشرف، ومحمود جنش؛ ليرسي دعائم التسامح بين الشعوب وهو ما صرح به، وفقا لبيان سفارة الإمارات، والذي جاء فيه أنه يهتم بالرياضة؛ لأنها ترسخ قيم التسامح والتعاون والتعارف بين الشعوب؛ كونها لغة سلام ومحبة وتواصل عالمية، وتوطد العلاقات بين البلدان، معتبرا أن الرياضيين دبلوماسيون وقوى ناعمة لها دورها في تقريب العلاقات ونشر الثقافات.
وقال السفير الإماراتي، في مداخلة هاتفية ببرنامج “الحكاية”، الذي يقدمه الإعلامي عمرو أديب بقناة “mbc مصر”: “حاولنا من خلال استقبالنا لعدد من نجوم الأهلي والزمالك إظهار مدى قوة العلاقة التي تربط لاعبي القطبين، وأن ما حدث من مشادات خلال مباراة السوبر المصري في الإمارات مجرد سحابة عابرة ولن تتكرر”.
ولفت إلى أن “لاعبي الأهلي والزمالك اجتمعوا بوطنية، وتحدثوا عن منتخب مصر، ورأيت أن لديهم حسًّا وطنيًّا كبيرًا”.
مؤكدا أن “مصر بلد الاعتدال والتسامح، والإمارات كذلك.. مصر منبع الثقافة والحضارة والعلم، وهي قلب العالم العربي، وربنا رزقها بقيادة حكيمة ورشيدة وواعية”.
هذا ما شعرت به في أول لقاء بيننا كان خاطفا، فما بالك عندما يتطور التعامل معه! سعادة السفير، ما أعظمك!